كتابات وآراء


السبت - 11 نوفمبر 2017 - الساعة 11:42 ص

كُتب بواسطة : مصطفى المنصوري - ارشيف الكاتب


الشيء الذي لا يمكن تزييف حقيقته هو واقع الصراع الشديد بين الجنوب واليمن وواقعيته ، ومأزق الجنوبيين يتحدد بقبضة اليمن عليه ، بل أن مصير الجنوبيين تحدده الهوية والأرض والثروة وجميعها شكلت الوعي التحرري لدى الجنوبيين كضرورة للخلاص من هذه القبضة اليمنية المميتة ، وعلى هذا الواقع تشكل سبيل النضال السلمي وسمعه العالم ورأوا النعوش الكثيرة تحمل على الأكتاف ويتوارى في اللحود شباب في عمر الزهور من الجنوبيين .

العالم يدرك أن الأمر اليوم أعظم مما كان الأمر سابقا في عهد صالح ونظامه البائد وحزبه وأحزابه والقبائل و العسكر ، كل الجنوب اليوم يتمترس خلف أسلحته ليس للحرب أو النهب أو الترهيب أو التجبر أو الغطرسة أو العلو أو تملك حق الغير أو فرض واقع للمعتقد كل ذلك لا ولكن من أجل الحياة ودفعا للظلم اليمني المرير .

حساسية الحرب تفرض على التحالف العربي خطوط لا يمكن طمسها أو أن يستحدث جديدة بدل عنها ، التحالف العربي وكل الذين في الخلف منه يتحركون بهدف استئصال الخطر الجاثم على صنعاء ، هذا الخطر متمثل في أنصار الله الحوثيين وهم أدوات إيران وجسرهم المتين نحو اليمن وهؤلاء يؤسسون إلى إحكام إيراني مطلق وخانق على الرياض وأخواتها الصغار في الخليج مستقبلا .

نصرة الشعوب المستضعفة دائما خارج حسابات الدول ، والسياسات تبنى على أساس المنافع والمكاسب ، والأهداف يرسم لها بمعيارية دقيقة للمدفوعات المالية والتضحيات البشرية وتوضع زيادات تقديرية للطارئ غير المتوقع ، يمكن القول إن تحرك التحالف العربي على كل المربعات في الجنوب واليمن يؤسس لدفع الضرر القادم نحوهم وحتى يتسنى لهم استخراج توليفه سياسية من تحت ركام الحرب تتحلى بالطاعة والانحياز المطلق لهم .

عندما ذهب الدرزي اللبناني جنبلاط بقوله للسعودية أن لبنان لا يستحق اتهامه بإعلان الحرب على السعودية ومن غير المنطقي وضع لبنان كله في سلة واحدة مع جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران ، جنبلاط بهذه الرسالة رسم خطوط عريضة ليعكس أن رد الفعل السعودي لا يميز بين المتحالفين و المتعاطفين معها وأعداءها إذا قررت الدفاع عن نفسها .

ناطق الحوثيين يتوعد بمزيد من الصواريخ ، ونصر الله اللبناني رأس حزب الله يعتبر أن الصواريخ صناعة يمنية خالصة ولكن السعودية تستهين بقدرات اليمنيين رغما أن واشنطن صرحت عكس ذلك ، وإيران رفعت رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة تفيد أن السعودية تستفزها باتهامها تزويد الحوثيين بالصواريخ ، كل هذه الأمور تسير نحو إحداث مزيد من الاحتقان لتوسيع دائرة الحرب واستمرارها .

عندما رفعت قائمة ال 40 من القيادات الحوثيه كمطلوبين للرياض أحياء أو أموات ورصدت لذلك ملايين الدولارات مكافأة يعكس هذا الأمر أن الحلول عبر الحوارات غير ذي نفع ولا طائل منه وتصفية الخصوم واقعا قد تم فرضه وهو الحل الأمثل ويجب السير فيه مهما كانت التكلفة .

تضل المعركة قائمه ، وأهداف الأطراف المتحاربة محمولة على أسنة رماحهم ، ويضل الواقع السابق هو الأصل مهما اعتلت القوة أو طغى الجبروت الهائل كلاهما لا يستطيعان رسم معالم جديدة وستضل ما تسمى الجمهورية اليمنية هي الاسم والواقع المعروف والمعترف به مهما فرض التحالف العربي واقع تقسيمي فأنه سيكون هش وضعيف وغير قابل على حماية نفسه والى زوال لاعتبارات كثيرة لا ينكرها إلا جاهل .

.

سقطرى ليست جنوبية ، عندما يتوقف الانتقالي في المهرة وتبتعد عنه سقطرى فأن مشروعه التحرري ناقص ، وسيطرته على الأرض مستقبلا يشوبها كثير من الشك ، وعندما تتحرك أيضا المهرة نحو عمان وان كان رويدا فان هذا الأمر يعطي دلالات أن حدود جديدة للجنوب ترسم من داخله بعيدا عن مقاومته وطموح شعبه الجامع و لن تكون حضرموت بساحلها وواديها والصحراء بعيدة من ذلك و شبوة أيضا بوادر تقسيمها تتشكل ، مجمل هذه الأمور تحدد الأفق الضيق للساسة الجنوبيين في تعاملهم مع هكذا طارئ يصطدم مع ألأهداف الحقيقية للثورة الجنوبية السلمية والبعيد أيضا عن الهدف من انخراط الجنوبيين للقتال في ضلال التحالف العربي .

الخطوط والتماسات والتقسيمات التي ترسم على ارض الجنوب كواقع جديد في داخله لن تعزز حلول آمنه ومثلى من هذه الحرب سواء و إن سارت هذه الأمور في غفلة من الجنوبيين أو تحت مرأى وقناعه سياسيين فيه ، واقعا تعد هذه الممارسات مستغربه وتعزز من تشضي الجنوب وإضعاف أسس دولته المنشودة وتجعله يبتعد عن مسار تحرره ، في الأصل إرساء مداميك دولة الجنوب على حدود أرضه في هذا التوقيت قبل أن تضع الحرب أوزارها فيه من الصعوبة الشيء الكثير ، الحرب لا يمكن أن تلغي واقع الجمهورية اليمنية بواقع مستنكر وبهذه الطريقة السياسية الانتهازية البدائية . .

طالما والجنوب في نظر التحالف العربي لا يبعد كثير عن نظرة اليمن للجنوب سيضل الجرح الجنوبي ينزف بلا توقف وان كانت ممارسات التحالف العربي تجاه الإنسان و الأرض في الجنوب أكثر رحمة وأكثر بناء من واقع عذابات الجنوبيين في ضل قبضة اليمن المدمرة لكل الأشياء .