كتابات وآراء


الأحد - 10 ديسمبر 2017 - الساعة 05:01 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


لطالما كانت تتشدق وتنعق وتصرخ وتزبد وترعد بقوتها وجبروتها وعدتها وعتادها وإمكانياتها وسطوتها وبطشها, ولطالما كانوا يفاخرون بهيبتهم وقوتهم, ويفاخر بهم من ينتمي إليهم وينضوي تحت لوائهم القلبي (الهش),حتى ظننت أنه لن يقف في طريهم أي شيء, وأنهم سيقتلعون في طريقهم كل شيء, البشر ,الشجر ,الحجر, وربما حبات المطر المتساقطة من جو السماء..
لطالما تغنى بها (سياسيهم), وقالوا عنها مالم يقله (قيس) في محبوبته ليلى العامرية, وقالوا بها تشتد (الظهور) وترتفع الرؤوس, وتُحقق الأمنيات, وتصل الغايات, وبها لن ينكسر أي إنسان أستجار أو أستعان بها أو طلب المدد منها, حتى خُيل إليَ أنها ربما تحرر (القدس) من قبضة الصهاينة وسطوة المحتلين الطغاة..
سنوات طويلة ونحن نسمع بها وعنها, بل ونشاهد عروضها (القبلية) التي تحاول أن ترعب كل من يشاهدها أو يسمع عنها , وترسل رسائل مباشرة وغير مباشرة لكل من يحاول (المساس) بها أنها لن تبقي ولن تذر, وأنها ستقتلع من يقف أمامها أو يتعدى على (عزتها) وكرامتها, وعفتها وحرماتها..
بيد أن كل هذا لم يتعدى الكلام,فكانت أوهن من بيت (العنكبوت), وأضعف من أن تواجه (طفل) صغير يحمل قلماً في يده لا سيفاً, فتهاوت قوتها, وتزلزل كيانها, وتساقط (رجالها) أمام أبسط الرياح وأبسط المواجهات, فألتحف معظمهم (لحاف) الذل والمهانة والخنوع والجزع, ودس معظمهم إن لم يكن كلهم رؤوسهم في التراب كــ (النعام), ولم ينطقوا ببنت شفة..
داس الحوثيون كرامتهم, وأنتهكوا حرماتهم, ودنسوا منازلهم, وهتكوا أعراضهم, وأحالوهم إلى أتباع ينفذون كل ما يمليونه عليهم دون أدنى إعتراض أو رفض ولو من قبيل الإنسانية التي لا تقبل المهانة والإذلال والركوع والخضوع لأناس أقل مايمكن أن نقول عنهم أن (غجر) وقطعان لاتحمل في دواخلها أي مشروع وطني أو إنساني..
قُتل أبنائهم وأسيادهم , وضُربت نسائهم, وسمع أصوات الإستغاثة من به (صمم) وهم لم يحركوا ساكن, ويكأن حواسهم ومشاعرهم وضمائرهم (محنطة), بل وكأن لا أرواح في أجسادهم, أو قلوب (تنبض) بالحياة, فأي (مسوخ) هؤلاء ؟
عن (قبائل) الشمال أتحدث, عن بكيل وحاشد, عن أولئك الذين (صمَوا) أذاننا في الأمس القريب, عن كل من يسمع (نسوة) صنعاء تستغيث ولا تهتز بداخلة ذرة من إنسانية أو آدمية أو رجولة, عن كل من يشاهد مجازر الحوثيون دون أن ينتفض ويثور غضباَ وسخطاً عليهم, فأين أنتم؟