كتابات وآراء


الأربعاء - 14 نوفمبر 2018 - الساعة 12:58 م

كُتب بواسطة : انيس الشرفي - ارشيف الكاتب


سيظل الجميع يشتكون ويعانون من الاستهداف لأن الاستهداف لا يرتكز على أهداف تحصد فوائدها مناطق أو مجتمعات بأكملها، بل هي أهداف شخصية يتبناها ساسة مهووسون بأطماعهم، يجدون من العاطفة الجياشة لمجتمع مسكون بالتوجس من أبناء المناطق والقبائل الواقعة على أطراف حدود منطقتهم أو قبيلتهم سبيلٌ أمثل لإنفاذ مشاريعهم الذاتية.

وتبعاً لذلك، يعمدون لدغدغة مشاعر العامة وإيهامهم بأن تسيدهم يصب لمصلحة القبيلة والمنطقة، فيما الشواهد على أرض الواقع وفق ما أفرزته التجارب السياسية قديماً وحديثاً، تؤكد بأن ذلك الاستغلال يأتي لمآرب ذاتية في نفوس الساسة المهووسون بالزعامة والثروة، لا فائدة لمناطقهم منه، بل قد يكون له انعكاسات سلبية على تلك المنطقة يعانون من تبعاتها لسنوات طويلة.

لا نجاة لأحدٍ منَّا بأي مشاريع انتقامية ضيقة ترتكز على تقديس الذات واحتقار الآخر، لا نجاة للجنوب إلا بمشروع وطني شامل لكل الجنوب، يعلي مصالح الوطن والمواطن الجنوبي على مصالح الأشخاص والفئات، وتسقط أمامه كل الأهداف والمصالح والأجندات الضيقة.

ومع ذلك فهناك سبيل للتميز، إذ يمكن لإحدى المناطق أو القبائل أن تصنع نموذج وطني إيجابي، يجسد حالة عملية واقعية ليكون بمثابة نموذج مصغر لجنوب المستقبل، ومن ثم يتم بلورة وتطوير الفكرة وتعميمها أو الاستفادة منها والاحتذاء بها ونقلها كفكرة إلى كافة مناطق الجنوب، فيما سوى ذلك ستكون كل الجهود المناطقية والفئوية بمثابة طعنات جديدة في خاصرة الوطن الجنوبي الذي يعاني الأمرين من التشتت والتمزق، نتيجة التفكير الضيق الذي يقوم على إعلاء مصالح الذات على المصالح الوطنية.

نثق بوعي شعبنا وفطنته واستشعاره بما يراد له الانجرار إليه، ونؤمن بأن يقظة شعبنا ستبدد كل المشاريع الظلامية التي تحاك ضد الجنوب شعباً وجغرافيا وتاريخ...