كتابات وآراء


الجمعة - 25 سبتمبر 2020 - الساعة 04:07 م

كُتب بواسطة : حسين بن زايد - ارشيف الكاتب


في الأيام الخالية أصيبت عدن بوعكات قاسية أرادت إطفاء شريان الحياة الزاخر منذ الأزل في هذه المدينة التي تعود جذورها إلى صلب التاريخ . جاءت جائحة كورونا القذرة ثم تفاقم الوضع الصحي وتكاثرت الأمراض القاتلة ، الحميات والكوليرا ، والضنك ، وختمت بكارثة السيول المدوية .
كل ذلك حدث في مدينة عدن وفي وقت واحد وحالة متدهورة من الوضع الصحي والخدمي فعدن الباسمة خيم عليها حزن بالغ حين دفنت أبناءها وفلذات أكبادها بسبب الأوضاع المذكورة آنفا غير الذين قتلوا بسبب الحرب أو قتلوا بأسباب أخرى !!
اتحدت تلك الآفات وعملت بطريقة منظمة وهدف واحد وهو إجهاض شريان الحياة في هذه المدينة .

وقد وجدت المدينة نفسها أمام شبح الموت وهي المدينة التي كانت تمد الفارين من الموت بالحياة حينما كانت مدينة التعايش وبلدة الأمن والسلام .

عدن التي كنت إذا ذكرتها ذكرت رائحة البحر ونسيم شواطئها الحريري وذكرت رائحة البخور يخرج من نوافذ بيوتها المتواضعة والكاذي الذي كان يباع في شوارعها العتيقة ، وفي الصباح تجد الناس في المقاهي يشربون الشاي العدني وكلهم نشاط وحيوية تبدد كل ذلك وتحولت عدن إلى ثكنات عسكرية وتبدلت روائح البخور والكاذي إلى روائح مؤذية بسبب بلاليع المجاري وركام القمائم بل وبالجثث البشرية المعفنة التي يعثر عليها الناس في بعض شوارعها وحاراتها بين حين وآخر .

عدن لم تعد هي عدن بل هي مدينة أشباح منذ أن قالوا بأنها تحررت وأنهم سوف يعيدون إليها الأمل بالإعمار وعودة الحياة إلى حالتها الطبيعية !!

من سيتحمل ما جرى ويجري لعدن وأهلها ؟؟ وهل ما يحصل فيها سببه فشل كل من تقع على عاتقه مسؤوليتها أم أنهم نجحوا ١٠٠% إذ الهدف عندهم تدمير عدن ووصولوها إلى تلك الحالة المأساوية التي هي عليها اليوم ؟؟

سيرحلون ويبقى التاريخ وسيفشلون وتنتصر عدن بأهلها وسيعود كل عابث بها من حيث أتى فالمحيط لا يقبل الجيف وسيعود كل عتل جواظ مستكبر إلى وضعه الطبيعي وستعود عدن أفضل مما كانت عليه وسيفضح كل من قتل أو تآمر أو خرب أو نهب أو غصب والمسألة مسألة وقت لا غير .