الإثنين - 25 مارس 2024 - الساعة 04:59 م
حرصت دائما ان اضع الدهن البلدي في مفرق شعر رأس أمي ..كلما طلبت مني ذلك وامس الفارط وضعت السليط على شعر رأس أمي ..فوجدت شج عميق في رأس امي ..فعادت بي الذاكرة إلى قبل 50 سنه من السنين الخوالي من عمري ..عندما اشبعوني اقراني من الاصدقاء ضربا وركلا مبرحا ..وانا يتيم ونحيل الجسم وعظامي هششه لسوء التغذية ..فا أويت إلى دار أمي وانا ابكي واندب حظي العاثر ..فهالها ذلك وافزعها فا امتشقت عصاها وقد كانت امي جميله وفي عز شبابها ..وذهبت لتأخذ بثأري فتعاونين عليها النسوة وطرحينها ارضا وشجين رأسها بحجر ..وكلما ذكرت أمي بتلك الواقعة ذهبت في نوبة من الضحك وبصوتها المجلجل ..وبالأمس طلبت من أمي ان تسامح النسوة التي ضربينها وقد ماتين جميعهن ..وعلى الفور لنتفضت امي وقالت لاسامحهن دنيا وآخرة ..فضحكت كثيرا وقلت رمضان ياامااااه ..فقالت وبلهجتها البدويه ..انا ماناشي في عمري وفي املبج الذي لبجيني وربنيني ..وسال دمي وسال الدمع من عيني ..انا فيك انته ذي لبجيني وانته تتبصرني وكلما تذكرت انهن لبيجيني بكيت وماصدق لنك تسكت وتنسى ..فا إذا بي انا اذهب في نوبة من البكاء والعويل ..جراء شفقة امي بي ..وامي تعيش معي بعدما رحلة اختي قبله امكبد وامفؤاد ..وامي ليست مكلفة تتناول قهوة وخبز جاف وشوية بقوليات ان وجدت ..وجود امي في الدار يضفي الامان والبهجة والسرور ..ولم تبارحني امي فقد كنا في البادية نزرع الارض ونشرحها ..وبله اعطني ياطير من دهلك سبولة ليه سنه ماذقت الجهوش ونا في الرميله وخلي في الفيوش ..تنقلنا انا وامي الى عدة مناطق ومنها ابين ارطب والين ..الخاملة وبير الشيخ وجول مدرم ..وياحلال الشجر في جول مدرم حبيبي سكن في الغرف ونا بخله ..ثم بعد ذلك استقر بنا الحال والمآل بمدينة مودية ولاية دثينة وقل للزمان ارجع يازمان…
وهذا محدثكم امبدوي محمد صائل مقط ..
