تحليلات سياسية

الإثنين - 19 فبراير 2018 - الساعة 10:14 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد / خاص:

تحليل: رائد علي شايف*

يكمل اليمن عامه الثالث منذ اندلاع الحرب مطلع العام2015م بعد انقلاب الجماعة الحوثية وحزب صالح على الشرعية اليمنية وبسط سيطرتهم على الشمال وغزوهم للجنوب وسط متغيرات عدة طرأت على ارض الواقع جنوبا حيث السيطرة الفعلية المطلقة لابناء الجنوب على ارضهم ولاول مرة منذ اعلان ما يعرف بالوحدة اليمنية في العام 1990م التي تم نسفها والانقلاب عليها من قبل عصابات صنعاء بمجرد اعلان حربها على الجنوب صيف العام1994م.

السيطرة الجنوبية هذه المرة لم تكن وليدة الصدفة بل أتت بتضحيات كبيرة قدمها أبناء الجنوب في مختلف مواقع الفداء والتضحية ابتداء بالتصدي الباسل للغزو الحوثي العفاشي الجديد مطلع العام 2015 واستكمال طرده من كل المدن والمناطق الجنوبية ووصولا الى مكافحة الارهاب ومحاربة الافكار الضالة والقضاء عليهم عسكريا ودك اوكارهم في كل الأمكنة التي كانوا يتواجدون فيها بعد سقوط آخر معاقلهم اليوم الأحد في حضرموت الوادي والصحراء.

انتصارات عسكرية مهمة يحققها الجنوبيين بالتزامن مع انتصارات سياسية يكسب جولاتها المجلس الانتقالي الممثل الجنوبي المفوض رسميا من قبل الشعب لحمل راية استعادة وبناء الدولة الجنوبية على كامل حدودها السيادية.

هذا التقدم الملحوظ للجبهة السياسية يعد أيضا الأول من نوعه بعد سنوات من النضال السلمي التي أسس مداميكه الحراك الجنوبي وتشكلت معالمه بمشاركة فاعلة لكل المكونات الجنوبية المنضوية مؤخرا تحت سقف "المجلس الانتقالي" الذي جاء ليكمل ويكلل كل تلك المراحل النضالية بمد جسور العلاقات مع دول التحالف وفتح باب التطرق الجدي للشأن الجنوبي على مصراعيه امام كل القنوات الدبلوماسية الدولية.

مراقبون لهذه التطورات الإيجابية المتسارعة جنوبا يعدونها تأكيدا على الحنكة والدهاء السياسي التي بات يتمتع بها الساسة الجنوبيون ومقدرتهم على رسم وتنفيذ خارطة طريق محكمة تفضي في نهاية المطاف الى اعلان الدولة الجنوبية الاتحادية.

وعلى النقيض من ذلك تماما يواصل "الشمال" حالة التيه الكبير والتخبط اللا محدود في كل المجالات في ظل استمرار السيطرة المطلقة للجماعة الحوثية على كل المحافظات الشمالية باستثناء أجزاء محدودة من محافظتي مأرب وحجة.

واقع مزري يرجعه مراقبون الى حالة الفشل الذريع الذي تسير على منواله ما تسمى بالمقاومة هنالك، بعد مرور كل هذا الوقت الطويل دون ‘حراز اي تقدم ملموس. ولم يستفد القائمون على الجبهات الشمالية التي تحارب الحوثي من كمية الدعم السخي المقدم لهم من قبل دول التحالف العربي سعيا لتحقيق النصر العسكري بتحرير المحافظات وصولا الى العاصمة صنعاء حيث يتقوقع الجميع في جبهات قتال لم يطرأ عليها أي تقدم يذكر منذ ثلاث سنوات.

واضحت معارك الشمال بفعل ذلك الجمود مثارا للسخرية والتندر لدى كل المتابعين الذين باتوا يطلقون عليها تسمية "حرب التباب" في إشارة الى مسميات التباب الصغيرة التي يجثم "جيش الشرعية عليها طيلة كل هذه المدة وانحسار تقدمه فيها دون تحقيق أي نتيجة ايجابية ولعل أشهر تلك التباب هي "تبة نهم في صنعاء وتبة صرواح في مأرب وتبة البعرارة في تعز.