مقدمة
دخل الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية) في وحدة مع الشمال (الجمهورية العربية اليمنية) في 22 مايو عام 1990م، قام بعدها الطرف الشمالي بالانقلاب على الوحدة وعمل على إقصاء الجنوبيين وتصفية عدد من الكوادر الجنوبية، ما نتج عنه اعلان الرئيس علي سالم البيض الرئيس الجنوبي الموقع مع علي عبدالله صالح للوحدة اليمنية، فك الارتباط عن الشمال (21 مايو 1994م)، لتعلن القوى الشمالية بكل فئاتها (السياسية والعسكرية والقبلية والدينية) الحرب على الجنوب، والتي انتهت باجتياحه.
استمرت معاناة الجنوب من التهميش والابعاد القسري للكوادر الجنوبية، ما دفع الجنوبيين للخروج في ثورة شعبية سلمية في عام 2007م وانطلاق "الحراك الجنوبي" وتبنيه مطالب استعادة الدولة الجنوبية, فقابله نظام صنعاء بالقوة العسكرية، وسقط اثر ذلك الكثير من الشهداء والجرحى، واعتقال القيادات الجنوبية.
واصل الجنوبيون ثورتهم السلمية وتنظيم العديد من المظاهرات المليونية, وتم تشكيل كيانات ومكونات جنوبية لإيصال الصوت الجنوبي الى المجتمع الدولي.
اختلف شركاء الحكم في صنعاء وتحالف حزب المؤتمر الذي يقوده صالح مع الحوثيين المدعومين من ايران وقاموا بالانقلاب على الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي ومحاصرته في صنعاء، تمكن بعدها من الخروج الى عدن, وسيطر الحوثيون على معظم المحافظات الشمالية, ثم توجهوا جنوبا ليصدموا بالمقاومة الجنوبية التي واجهتهم باستبسال رغم قلة الامكانيات, واعلن التحالف العربي (عاصفة الحزم) في 26 مارس 2015م, للقضاء على المليشيات المتمردة، فتمكنت المقاومة الجنوبية بمساندة التحالف العربي من دحر المليشيات من الجنوب.
بعد انتهاء الحرب وتطهير معظم الاراضي الجنوبية من قوى صنعاء, سعى الجنوبيون الى توحيد صفوفهم وتشكيل كيان جنوبي موحد يتبنى مشروع استعادة الدولة الجنوبية ويكون ممثلا للشعب التواق الى الحرية.. فتم تشكيل اول كيان جنوبي موحد اطلق عليه "المجلس الانتقالي الجنوبي".
صحيفة (المرصد) وبمناسبة مرور عام على تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي استطلعت آراء عدد من السياسيين والمثقفين والاعلاميين والناشطين حول المجلس، وما الذي أنجزه أو أخفق فيه خلال عام.
استطلاع / عبدالله محمد لزرق:
تفويض شعبي
في الرابع من مايو 2017م تم تشكيل اول كيان جنوبي موحد يمثل القضية الجنوبية.. وفي ذلك يقول المحلل السياسي الجنوبي الدكتور حسين لقور بن عيدان لـ(المرصد): "ان تشكيل المجلس الانتقالي جاء كضرورة قصوى في ظل متغيرات شهدتها الساحة اليمنية والجنوبية وكحامل سياسي يحمل مشروع الاستقلال بتفويض شعبي ليخرج القضية الجنوبية من حالة الثورة المستمرة ودون قيادة بل وكثرة المكونات الميكروسكوبية الى مشروع سياسي واضح المعالم ويخاطب العالم ممثلا لقضية حاول كثيرون وأدها او المساومة بها في سبيل مصالح ذاتية".
واضاف بن عيدان: "وبعد عام على تشكيل المجلس اعتقد انه بحاجة الى وقفة تقييم ونقد ذاتي واضحة، فنحن في مثل هذه الاوضاع لا ننتظر من قيادة المجلس الحديث عن المنجزات بل الحديث عن الاخفاقات حيث ان هناك ملفات لم تحرز فيها قيادة المجلس اي تقدم يذكر، على سبيل المثال الحوار مع قوى جنوبية تحمل مشروع الاستقلال وهذا اتاح للأسف لقوى اخرى ان تستميل هذه القوى وتضعها في خانة خصوم المجلس".
واردف: "ادارة الاعلام هي كذلك طغت عليها الشللية للأسف الشديد ولم تقدم شيئا مقابل ذلك على مستوى الاعلام وكذلك الحال بالنسبة للعلاقات الخارجية يوجد تراخ وبطء شديد في عمل هذه الدائرة مما يضعف عمل المجلس".
وطالب بن عيدان بمراجعة أداء هذه الملفات والعمل على تفادي الاختلالات التي شابت عملها.
وعن القاعدة الشعبية وحجم التأييد الشعبي للمجلس في الشارع الجنوبي, قال عضو الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي عادل الشبحي في تصريح خص به (المرصد): "منذ 4 مايو وإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي وتفويض الرئيس عيدروس الزبيدي والمجلس يحظى بدعم شعب الجنوب والتفافه حول قيادته، مدركين أهمية وجود هذا الكيان القيادي والإطار الجامع لكل الجنوبيين".
واكد الشبحي انه "رغم محاولات عديدة تقوم بها الحكومة والتيارات السياسية لدفع المجلس لاتخاذ خطوات لا تتوافق والمرحلة السياسية، ورغم الحملات الإعلامية التي تستهدف المجلس عبر قنواتهم وصحفهم المتعددة إلا أن شعب الجنوب يعي كل هذه التصرفات ونوايا تلك الجهات ولازال خط التواصل قويا بين الشعب والقائد المفوض من قبلهم وكذلك المجلس الذي يمضي بوتيرة تنظيمية عالية ومتناسقة مع الأحداث والزمن".
واختتم الشبحي "ان ما يميز هذه العلاقة هو وجود شفافية ووضوح في كل مبادئ المجلس ويقف الشعب بكل قوة وحماس وهو ما شاهده الجميع خلال كل الفعاليات الماضية ويتطلع المجلس ويترقب كل الفرص لإنجاز ما بقي ميدانيا وسياسيا".