المرصد خاص:

الأحد - 13 مايو 2018 - الساعة 05:14 م بتوقيت اليمن ،،،

تحليل / حسين حنشي

التقت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بالرئيس الجنوبي علي ناصر محمد في العاصمة الاماراتية أبوظبي صباح السبت. وقالت مصادر حضرت اللقاء إن القيادات الجنوبية تقدمها رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي وكل من الدكتور ناصر الخبجي والشيخ صالح بن فريد العولقي وغيرهم من قيادات الهيئة العليا للانتقالي، كما حضر الأخ جابر محمد سكرتير الرئيس علي ناصر محمد.

وفي التفاصيل ذكرت المصادر ان اللقاء ناقش تنسيق المواقف الجنوبية وتوحيد العمل من اجل الحفاظ على جنوب موحد من التقسيم الذي تريده الاحزاب والشرعية اليمنية حسب مخرجات حوارها الذي نص على ان يقسم الجنوب الى اقليمين شرقي وغربي وهو ما يرفضه شعب الجنوب وعلى تنسيق الموقف الجنوبي في أي تفاوض مع العالم لأي تسوية قادمة ورفض المشاريع التي تنتقص من الحق الجنوبي والهدف الذي ناضل من أجله شعب الجنوب منذ حرب الاحتلال في 94م من قبل حلف 7/7 وسقط من أجله شهداء الجنوب.

وقال سكرتير الرئيس ناصر والمتحدث باسمه جابر محمد عن اللقاء في سلسلة تغريدات: "لقاء الرئيس ناصر بقيادات المجلس الانتقالي معا من أجل تحقيق أهداف الجنوب المكان إمارات الخير".
وأضاف: "عندما يتحرك العقل الجنوبي يستطيع تجاوز كل الصعاب. أسسنا التصالح والتسامح حددنا هدفنا من القضية الجنوبية العادلة دعينا إلى حوار والانفتاح على الجميع.. الجنوب يسير في طريقه الصحيح".
واختتم موضحا النتائج المتوقعة من اللقاء: "كل جنوبي حر لكل أبناء الجنوب في الداخل والخارج هذه الصورة تؤسس لصياغة البيان رقم واحد".

واحدية الهدف أتت بواحدية الإطار العامل
ويمثل اللقاء تباشير خير بتوحيد الاطار العامل من اجل الهدف الجنوبي الموحد بين فصائل النضال الجنوبي وابرزها الانتقالي ومؤتمر القاهرة الاول اللذان يحملان نفس الاهداف التي تحرص على عدم تقسيم الجنوب كما يريد الشعب ورفض مشاريع الاحزاب اليمنية في مخرجات حوارها الذي ارادت فرضه وتريد فرضه كل يوم عبر ادوات مستخدمة وآخرها مكون اعلن قبل اسابيع فشل بسبب رفض الجنوبيين له عندما اعلن عن موافقته على تقسيم الجنوب.

ويرفض الانتقالي وقيادته تقسيم الجنوب الى اقليمين وتم اقصاء قيادته من السلطة الشرعية بسبب رفضهم لذلك فاقصي الزبيدي والخبجي ولملس وبن بريك من محافظات حضرموت ولحج وعدن وشبوة وفضلوا الصمود مع شعبهم على المناصب ورفضوا التقسيم وهو رفض يتشاركون فيه مع الرئيس علي ناصر محمد الذي يرأس مكون مؤتمر القاهرة الاول وله رؤية تعتمد اقليما جنوبيا موحدا مع حق تقرير المصير، كما كرر الرئيس ناصر هذه الرؤية خلال فترات زمنية اخرها قبل اشهر في مؤتمر بالعاصمة الروسية موسكو. وهنا نضع رؤية الرئيس ناصر ومؤتمر القاهرة الاول الذي يراسه:

أعلن المؤتمر الجنوبي الأول الذي بدأ أعماله في القاهرة الأحد 20 نوفمبر 2011 عن رؤية سياسية لحل القضية الجنوبية تتضمن اقتراحاً بإعادة صياغة الوحدة اليمنية في دولة اتحادية – فيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي بحدود 21 مايو 1990 وبدستور جديد، كفترة انتقالية لمدة خمس سنوات، يتبعها إجراء استفتاء لأبناء الجنوب لتحديد مستقبل الوحدة اليمنية.
وعُقِد المؤتمر بمشاركة مئات من ممثلي التيارات الجنوبية تحت شعار "معاً من أجل تقرير المصير لشعب الجنوب"، وحضور الرئيسين السابقين علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس، لكن فصائل جنوبية أخرى قاطعته بدعوى أنه لا يتبنى مطلب الانفصال الفوري عن شمال اليمن.

نص الرؤية الجنوبية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية سياسية استراتيجية لحل القضية الجنوبية
إن جوهر القضية الجنوبية يتمثّل في ان الوحدة الطوعية والسلمية المعلنة فى 22 مايو 1990م أجهضت وتم القضاء عليها بحرب 1994م على الجنوب، وما تلاها من ممارسات أقصت شراكة الجنوب كشعب وارض وثروة. وبرغم نجاح النظام في صنعاء فى كسب الحرب عسكريا فى 7 /7 /94م، الاّ انه فى الوقت نفسه اسقط شرعية الوحدة وفقا للاتفاق المبرم في 22 مايو 1990 بين الشمال والجنوب على أساس طوعي وسلمي.

خارطة طريق للقضية الجنوبية
من أجل الوصول إلى حق أبناء الجنوب في تقرير المصير فقد اتفق أبناء الجنوب في مؤتمرهم الأول المنعقد بالقاهرة خلال الفترة من 19-21 نوفمبر 2011م على الاستمرار في النضال السلمي المتصاعد وفق المحاور الرئيسية التالية:

المحور الأول: القضية الجنوبية
أولا: الإطار السياسي العام لحل القضية الجنوبية:
إن الحل العادل للقضية الجنوبية الذي لا يمكن لأبناء الجنوب القبول بما هو أدنى منه يتحقق وفق الاتجاهات التالية:
- الاعتراف والقبول الصريح بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره عبر الوسائل الديمقراطية وبطريقة حرة وشفافة، وبما يصون وشائج الإخاء والتعاون والتكامل ويضمن انسياب مصالح الشعب شمالا وجنوبا ويعزز أمنه واستقراره بعيدا عن المصالح الذاتية والسلطوية للفئات الحاكمة ومصالح النخب السياسية والفئوية والحزبية، وذلك عبر الآلية التالية:
إعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية-فيدرالية يحمل اسم الدولة الجديدة من إقليمين شمالي وجنوبي بحدود 21 مايو 1990م، بدستور جديد يحتوى الضمانات الدستورية اللازمة لمنع إعادة إنتاج الدولة الراهنة المهترئة ويكفل تأمين سلامة مستقبل الشعب شمالا وجنوبا وإرساء الأسس الراسخة لبناء الدولة المدنية الديمقراطية اللا أسرية واللافئوية واللاقبلية. ويمنع أي شكل من أشكال الهيمنة الأسرية أو القبلية أو الجهوية أو المذهبية أو العسكرية، وبما يضمن السيادة للدستور ولقوّة القانون في عموم البلاد شمالاً وجنوبًا على حدّ سواء وبناء مقومات النجاح والشراكة والثقة لفترة خمس سنوات، بعدها يتم إجراء استفتاء لأبناء الجنوب لإعطائهم الحرية الكاملة في تحديد مستقبلهم.

ثانيا: الجنوب لكل وبكل أبنائه:
الالتزام قولاً وممارسةً بما يلي:
1) جميع أبناء الجنوب شركاء في صنع مستقبل الجنوب. فوحدتهم شرط أساسي للانتصار والتقدم والنماء وللأمن والاستقرار مهما اختلفت او تباينت أفكارهم ورؤاهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية والسياسية. فالوحدة في إطار التنوع ستكون أقوى وأرسخ.
2) التسامح والتصالح مبدأ اقره أبناء الجنوب في لقائهم التاريخي بجمعية أبناء ردفان بمدينة عدن عام 2006م ، الذي شكل الأساس المتين لانطلاقة الحراك الجنوبي الشعبي السلمي.
3) الابتعاد عن التصنيفات والتقسيمات للأفراد والجماعات وفقا لاختلاف الآراء والمواقف السياسية. فمن خلال تلك الممارسات اللا مدنية يتسلل ذوى النوايا السيئة لتغذية الطموحات الفردية الضارة وبث الفرقة بين أبناء الجنوب، وبالتالي إعاقة مسيرتهم النضالية السلمية من أجل استعادة مكانتهم وهويتهم التي عرف بها الجنوب وأقام على أساسها دولته المعترف بها دوليا عشية الاستقلال الوطني 30 نوفمبر1967م.
4) الحفاظ على وشائج الإخاء والمحبة والتعاون بين ابناء الجنوب والشمال مسالة فى غاية الأهمية. بل ترقى الى مستوى الخيار الاستراتيجي الذي يضمن تحقيق علاقة متينة تضمن الامن والاستقرار والنماء لأبناء الجنوب والشمال على حد سواء. ان خيارات الوحدة السياسية او فك الارتباط ليست سوى وسائل تخدم الهدف الكبير المتمثل في صيانة و تحقيق المصالح العليا للشعب في كل من الشمال والجنوب. ان من المهم حفظ وصيانة عرى الأخوة والتعاون الذي لا مناص منها والقائمة على أسس راسخة من الثقة المتبادلة ومن المحبة والاحترام. لقد طال عبث النظام الأسرى وشائج الإخاء والمحبة بين ابناء الشمال والجنوب، بل امتدت به نوازعه الشريرة لتشمل كذلك مشاعر ووشائج الإخاء والمحبة بين كل من ابناء الشمال أنفسهم، وبين أبناء الجنوب أنفسهم. فأثار العديد من بؤر الفتن التى تبقيه سيدا على الجميع. ان الوقت حان للعمل الجاد والصادق لنفض غبار ذلك العبث والتخلص من آثاره لصنع مستقبل آمن لشعبنا ولمنطقتنا ولجوارنا.
والله ولى التوفيق.
صادر عن المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد خلال الفترة من 20-22 نوفمبر 2011 بالقاهرة".


الجهة المقابلة للهدف الجنوبي
وتواجه الرؤية الجنوبية الموحدة للانتقالي ومؤتمر القاهرة والرئيس علي ناصر محمد برؤية "احتلالية" تريد فرضها الاحزاب اليمنية وتقسم الجنوب الى اقليمين يسهل ضربهما وفق مخرجات الحوار اليمني الذي اقصي منه الفريق الجنوبي برئاسة محمد علي احمد وعين بدلا عنه شخصية لا قاعدة لها هو ياسين مكاوي ووقع على تقسيم الجنوب وسط رفض قاطع للشعب الجنوبي ومكاوي عادت الاحزاب به مع مجموعة من الشخصيات الكرتونية لطرح هذا المشروع في بداية الشهر الجاري عبر "ائتلاف" سمي "زورا" بالجنوبي قبل ان يفشل وينفي البعض توقيعهم على بيانه وابرزهم القيادي الجنوبي محمد علي احمد الذي نفى علاقته بائتلاف حكومة هادي الذي اعلنته بعض الاحزاب اليمنية، وقال أحمد من العاصمة المصرية القاهرة "أنا في مصر ولا علاقة لي بائتلاف الرياض، ولم اشارك فيه ولم اوافق على أي بيان". كما عبرت القوى الجنوبية عن رفضها لهذا الائتلاف الذي اقر تقسيم الجنوب الى اقليمين لضرب عدالة القضية الجنوبية التي جاءت نتيجة عدوان شمالي وانقلاب على مشروع الوحدة السلمي وجاء في رؤية هذا الائتلاف االتالي:

اشهر مساء يوم الثلاثاء 1 / 5 /2018م كيان سياسي مجمع من احزاب يمنية ابرزها الإصلاح والمؤتمر وشخصيات جنوبية مؤيدة لنظام تقسيم الجنوب. التشكيل اطلق عليه (الائتلاف الوطني الجنوبي).
وشكلت الخطوة هذه فضيحة لأسماء كانت تقول انها ضد تقسيم الجنوب الى اقليمين وبينها علي ناصر محمد ومحد علي احمد كما شكل تأكيدا لموقف الانتقالي بأنه المكون الوحيد الذي لايزال مصرا على مبادئ الجنوب ورافضا مشاريع القوى والاحزاب اليمنية.

ولم تكن الفضيحة فقط في ما وافق عليه الموقعون بل ان الفضيحة تجلت في نفي شخصيات قال بيان التأسيس تعلم بالبيان ووافقت عليه، وابرز تلك الشخصيات محمد علي احمد الذي قال انه لا علم له بالبيان وانه ضد مخرجات الحوار ونفى المشاركة في البيان من اساسه.

بيان التأسيس:
أولاً: يتم الاعلان عن ائتلاف سياسي جنوبي باسم (الائتلاف الوطني الجنوبي) يضم المكونات الموقعة على هذا الاتفاق، وأي مكونات سياسية أخرى ترغب في الانضمام إليه وتلتزم بأهدافه ومبادئه.
ثانياً: يتشكل للائتلاف هيئة تأسيسية مكونة من 63 شخصا يمثلون جميع المكونات المكونة للائتلاف، وتنظم اللائحة الداخلية تشكيل الأطر القيادية والتنظيمية للائتلاف.
ثالثاً: يكون للائتلاف برنامج سياسي وطني يقوم على الأهداف والمرتكزات التالية:
1) دعم الشرعية بقيادة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وتأييد التحالف العربي الداعم لها.
2) الالتزام بالمرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الدولية ذات الصلة).
3) العمل من أجل تحقيق مشروع الدولة الاتحادية وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل.
4) التمسك بما يخص الجنوب وقضيته الوطنية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة.
رابعاً: الائتلاف جزء من العمل السياسي الوطني السلمي، وخطوة نحو تحقيق الشراكة السياسية والمجتمعية وإرساء دعائم الديمقراطية والمصالحة الوطنية.


لقاء الضربة القاضية.. ماذا بعد؟
ويعد لقاء الرئيس علي ناصر محمد بالرئيس عيدروس الزبيدي وقيادة المجلس وما تمخض عنه حسب سكرتير الرئيس ناصر من ضربة قاضية لمشروع تقسيم الجنوب وادواته، فمن المتوقع ان يكون للقاء ما بعده وان ينعكس على قوة الجبهة الجنوبية الوطنية الرافضة لتركيع الشعب الجنوبي واذلاله بالمشاريع اليمنية لا سيما بما تمثله شخصية الرئيس ناصر من قبول دولي وثقل دبلوماسي امام العالم وعلاقات دولية وما تمثله شخصية القائد الزبيدي من ثقل على الارض شعبي وعسكري وامني وسياسي وعلاقات عربية.

وظهرت تلك التباشير في فرح النخب الجنوبية وترحيبها باللقاء، فقد قال القيادي الجنوبي الرائد في العمل السياسي الجنوبي احمد عمر بن فريد عن اللقاء: "لقاء قيادة المجلس مع الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر يؤكد على إيماننا العميق بلغة الحوار وحرصنا الكبير على توحيد الكلمة والموقف من قضية الجنوب وهدف شعبنا في الاستقلال.. ومثل هذه اللقاءات تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح وهي تقطع الطريق على المتربصين بوحدتنا الوطنية وجبهتنا الداخلية".