عرض الصحف

الإثنين - 08 أكتوبر 2018 - الساعة 11:49 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))متابعات:

فيما لا يزال الغموض سائداً حتى الآن، بشأن مصير الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي اختفى في مدينة اسطنبول بتركيا، الثلاثاء الماضي، استقرت "أبواق النظام القطري" ووسائل الإعلام الإخوانية الممولة من الدوحة، على رواية جديدة، حيث تصر على مقتل خاشقجي، قبل أن يصدر أي بيان رسمي تركي أو سعودي يؤكد ذلك.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الاثنين، تواجه السعودية حملة إعلامية غير مسبوقة يشوبها الارتباك والاعتماد على مصادر مجهولة بعد اختفاء الصحافي المعارض جمال خاشقجي، بينما أصبحت حادثة الاختفاء أداة يستغلها تنظيم الإخوان لتهييج الشارع العربي ضد المملكة.
خسة وكذب
تتساقط المزاعم والأخبار الزائفة بشأن غموض اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، والتي تحاول النيل من سمعة السعودية وتشويهها، ورأت صحيفة عكاظ، أن إصرار الدعاية القطرية على مقتل خاشقجي "لم يصمد كثيراً"، حيث سارع المحسوبون على وسائل الإعلام القطري والإخواني بحذف تأكيداتهم عن مقتل خاشقجي، في خطوة تؤكد أن حبكة الرواية الأخيرة بدت مستعجلة وغير متماسكة.
الجزيرة وأبواقها
وتحت عنوان "كيف عرفت الجزيرة وأبواقها بمقتل خاشقجي قبل السلطات الأمنية؟"، تساءل الكاتب عبد الله الهاجري، في صحيفة "الجزيرة" السعودية، عن تأكيد قنوات "الجزيرة" القطرية، مقتل خاشقجي، وعن مدى علاقتها بالجريمة، فيما لو كانت حادثة القتل صحيحة.
وأضاف الهاجري "قناة الجزيرة وقنوات إعلام الظل التابع لنظام الحمدين فتحت بثها وصفحاتها لمتابعة قصة خاشقجي في محاولة لربط القضية بالقنصلية السعودية التي رحبت بوسائل الإعلام لدخولها، والتأكد من عدم وجود المواطن فيها"، مشيراً إلى أن "هذه القنوات تخبطت في جملة من السيناريوهات، إذ سادت حساباتهم حالة من عدم الثبات في كتابة تغريداتهم، وما يلبثون أن يحذفوها، ليعيدوا تأكيدات بمصير المواطن السعودي، وأنه قُتل".
وأكد الكاتب أن السعودية لم تستهدف طوال تاريخها معارضيها الذين يعيش عدد محدود منهم في الخارج، على الرغم من ثبوت تورطهم في استهداف المملكة، وملكيتهم قنوات تلفزيونية، تركز على شحن الرأي العام السعودي، وتدعوه للإضرار بالبلاد بشكل مستمر، بل إن بعضهم عاد للمملكة دون أي عقوبات.
ويرى مراقبون أنه "في حال ثبوت مقتل المواطن السعودي فإن الجهة المستفيدة من هذا الأمر هي الجهات التي تعادي المملكة، مثل قطر والإخوان والتنظيمات الإرهابية الأخرى، التي تعمل باستمرار للإضرار بسمعة المملكة، ومواجهة حضورها العالمي القوي على الأصعدة كافة"، وفق لما ذكره الهاجري.
عبث إخباري
وفي هذا الشأن، أفادت صحيفة العرب اللندنية، أن "السعودية تواجه حملة إعلامية غير مسبوقة يشوبها الارتباك والاعتماد على مصادر مجهولة".
وقالت الصحيفة، إن "وسائل الإعلام القطرية، التي خصصت تغطية واسعة النطاق ومتواصلة لقضية خاشقجي، اعتمدت على تقارير رويترز دون إشارة إلى أن المصادر التي بنيت على شهادتها المعلومات عن القضية كلها مجهولة إلى الآن".
وأضافت الصحيفة، أن "تركيا تتبع سياسة مزدوجة ذات بعدين، أحدهما رسمي يتمثل في التصريحات المتحفظة على مستوى الرئيس التركي، والآخر غير رسمي وينعكس في ادعاءات يطلقها أشخاص مقربون من النظام الحاكم أو جزء منه، لكنهم لا يتولون مناصب رسمية".
وبحسب الصحيفة، تريد الحكومة التركية، من خلال هذه الاستراتيجية، تصفية حسابات مع السعودية، التي لعبت دوراً مركزياً في تقويض الأثر الأمني والجيوسياسي للتحالف التركي– القطري، كما حجمت كثيراً من تطلعات تركيا لتوسيع نفوذها في المنطقة.
اختفاء خاشقجي
وفي ذات السياق، قال الكاتب الكويتي طلال السعيد، في صحيفة السياسة الكويتية: "كلنا، من دون استثناء، متعاطفون مع قضية اختفاء جمال الخاشقجي الإعلامي السعودي، لكن حين تستغل حادثة اختفاء الخاشقجي فتصبح أداة أو سوطاً تجلد به السعودية، وأداة يستغلها تنظيم الاخوان المسلمين لتهييج الشارع العربي ضد السعودية فالأمر يختلف تماماً، فنحن نعلم علم اليقين أن تنظيم الاخوان لا يهتم لخاشقجي أو غيره قدر اهتمامه بالنيل من السعودية وزعزعة الثقة فيها، من خلال التلميح أحياناً والتصريح أحياناً أخرى بتورط المخابرات السعودية في قضية خاشقجي، مع العلم أن هناك معارضين أشد قسوة وإيلاماً من خاشقجي لم تلتفت إليهم السعودية، ولَم تفكر في يوم من الأيام بإلحاق الأذى بهم".
وأضاف "كثير من المعارضين تراجعوا وعادوا إلى بلدهم السعودية واندمجوا بمجتمعهم وطووا صفحة الماضي، حتى من "الدواعش" أنفسهم الذين عاثوا في الأرض فساداً وألحقوا الأذى بالسعودية وأهلها، ثم تراجعوا وأعلنوا توبتهم فقبلتهم السعودية".
وأوضح السعيد أن "الإخوان لن ينسوا من أسقط نظامهم الإرهابي في مصر، وتسبب بانهيار دولتهم المزعومة التي كانوا يعدونها لغزو المنطقة كلها، وفرض سيطرتهم على مقدراتها وآبار النفط فيها، ثم الحرمين الشريفين، مستعينين بخلاياهم النائمة في المنطقة كلها، مضيفاً "كانت الكويت خطوتهم الثانية بعد مصر ومنها الانطلاقة الحقيقية نحو الحرمين الشريفين بعد الاستيلاء على خزينة الكويت، وهذا المخطط معروف للجميع وسبق فضحه بعد سقوط نظام مرسي بمصر، وكشف ما تم الاتفاق على تسميته خريطة الشرق الأوسط الجديدة بدعم من الديمقراطيين بأميركا والرئيس أوباما شخصياً".
وأكد الكاتب الكويتي أن "هذه الحملة المسعورة ضد السعودية واتهامها بإخفاء خاشقجي ليست وليدة الصدفة، أو جاءت كردة فعل عفوية من الناس المتعاطفة مع خاشقجي، بل "الإخوان" كعادتهم استغلوا تعاطف الناس مع شخصية عامة لها حضورها الإعلامي في أجهزة الإعلام، ولها أيضاً محبوها والمتعاطفون معها لتأليب الرأي العام العربي والعالمي ضد السعوديّة" والأهم من ذلك محاولة التأثير في الشارع السعودي من الداخل لتأليبه ضد حكمه وحكومته".
وختم قائلاً إن "استقرار السعودية واستتباب الأمن والأمان فيها يزعجهم جداً، فقد كانوا يتوقعون موسم حج مزعجاً هذا العام، وبذلوا كل مايستطيعونه لإفشال موسم الحج، إلا أن النتيجة أوجعتهم، فقد استطاعت جميع الأجهزة الرسمية السعودية إحباط مخططاتهم، ونجحت جهودها بالخروج بموسم حج ناجح، ثم وجدوا فرصتهم الذهبية في اختفاء الخاشقجي لإلصاق التهمة بالسعودية، فالواجب علينا أن نفوت عليهم الفرصة كل منا من موقعه".