حوارات

الإثنين - 01 أبريل 2019 - الساعة 10:01 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))خاص:

نابغة غير متعلم يتمتع بذاكرة حفظ خارقة تستطيع تدوين مجمل الاحداث والمواقف والمعلومات وعدم نسيانها بمجرد الاستماع اليها لمرة واحدة.

هناك خلاف قديم بين علماء النفس فيما اذا كان النبوغ والعبقرية موهبة في الانسان او انها امر يمكن اكتسابه وهذا الخلاف ما يزال قائم حتى اللحظة، لكن هناك من يرى ان الذكاء الحاد ياتي بسبب جينات خاصة من نوعها وان عوامل نفسية وجهود يبذلها الانسان تكون سبباً في تطوير ذاته لكنها تبقى محدودة الاثر وهناك العديد من فحول العبقرية في العالم يرون ان العبقرية شيء بسيط منها إلهام رباني وغالبيتها تأتي نتاج جهد مضن، وهناك دراسات ترى انه البعقرية تأتي من خلال الموهبة وبذل الجهد، وهناك قصص وروايات تؤكد بان العبقرية تولد مع صاحبها منذ طفولته واخرى ترى ان من الممكن لكل فرد ان يصبح عبقرياً اذا شاء ذلك لكن بشرط تمتعه بذاكرة قوية لتخزين المعلومات في اي مجال يريد البروز والنبوغ فيه،

الصحيفة وخلال زيارتها لمنطقة عهامه بمديرية المسيمير محافظة لحج تلك المنطقة النائية والبعيدة والتي يعيش سكانها تحت خط الفقر والجهل والمرض رصدت شاب اسمه مأمون محمد حسن عمره لا يتجاوز 17 عاماً ينتمي لاسرة فقيرة يمتلك بعض هذه الصفات والميزات، هذا الشاب على الرغم من الأمية التي يعاني منها وعدم استطاعته القراءة والكتابة بحكم عدم تمكنه من الدراسة نتيجة ظروف منها الفقر وعدم ادراك اسرته باهمية التعليم وكذا لبعد موقعه السكني الريفي عن مكان وجود المدارس الا انه يتمتع بذاكرة حفظ خارقة مكنته من حفظ كتاب الله الكريم عن ظهر قلب وبكافة النظم التجويدية والمصطلحات النحوية بمجرد استماعه فقط لصوت من يتلوا القرآن عبر المذياع بجانب تمكنه من حفظ آلاف الاحاديث النبويه الشريفة بنفس هذه الطريق، كما ان هذا الشاب الحوشبي يمتلك قدرات قوية وخارقة على حفظ الكلمات والجمل وتذكر الاحداث والذكريات وخزنها وعدم نسيانها ولديه ذاكرة قوية تستوعب اكبر قدر ممكن من الارقام والاحصائيات والمواقف وهو ما يؤكد عبقريته ونبوغه في هذا المجال، هذا الظاهرة الاستثنائية في مجال الحفظ التقيناه فتحدث الينا في سياق السطور الآتية.

كتب/محمد مرشد عقابي:


حدثنا اولاً عن موهبة الحفظ لديك وما هي المعوقات التي وقفت امام حلمك في التعلم والدراسة؟

-اولاً شكراً على الاستضافة انا والحمد لله عندي قدرة على حفظ كل ما اسمعه شفهياً او صوتياً وعدم نسيانه وهذه الميزة اتمتع بها منذ طفولتي، والحمد لله الذي عوضني حرمان التعلم بموهبة الحفظ الخارق وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى عليا، وانا من حفاظ كتاب الله وفقني الله تعالى لذلك من خلال سماع الآيات الكريمة عبر الإذاعة (المذياع) وانا من محبي سماع السور القرآنية باصوات القراء مثل الشيخ عبد الرحمن السديد والشيخ ماهر المعيقلي ونتيجة لذلك كنت عندما اذهب لرعي الغنم اصطحب معي مسجلة (ام بي ثري) فيها ذاكرة تحتوي على جميع السور وبفضل الله فكلما كنت امكث استمع للمقرئ وهو يتلوا الآيات احفظها تلقائياً عند اكماله لقراءتها مباشرة عند سماعها مرة واحدة فقط، واتذكر انني استطعت حفظ اربع سور كبيرة في يوم واحد فقط من الايام بمجرد سماعي لهذه السور مرة واحدة من صوت القارئ عبر ذاكرة المسجلة، فالحمد لله الذي أخذ مني القراءة والكتابة ووهبني قدرة الحفظ القوية التي عوضتني عن هذا الحرمان وانا اليوم احفظ كتاب الله بجميع سوره وآياته وبالتجويدات النحوية لفظياً عن ظهر قلب بالاضافة الى حفظي لآلاف الاحاديث الشريفة والتي البعض منها طويلة كل ذلك فقط من خلال استماعي لها صوتياً ومعظمها سماعي لها لايتعدى مرة واحدة فقط، وحالياً انا امام لمسجد قرية الرزع التي اقطن فيها بمركز عهامة بمديرية المسيمير محافظة لحج، والذي وقف امام حلمي في الدارسة هي ظروفي المادية وحالة الفقر والجهل التي تغطي وضعية اسرتي وعدم ادارك اهلي إهمية التعلم والدراسة بقدر اهتمامهم في كيفية البحث عن لقمة العيش بشكل يومي.

ماهو طموحك الذي تود تحقيقه في الحياة؟

لدي العديد من الطموحات كأي شاب آخر في هذه الحياة من بينها ان حلمي بالحصول على وظيفة تعينني في تحسين وضعي المعيشي الصعب، لكن للإسف انني كلما افكر في مستقبل اصطدم بالإمية التي اعانيها فهي تعد اكبر عائق لتحطيم كل احلامي وتطلعاتي، فالوظائف الحكومية كما يعلم الجميع تمنح للمتعلمين اصحاب الشهادات المختلفة اما انا انسان لا استطيع القراءة او الكتابة، فانا احلم بوظيفة استطيع من خلالها بناء حياتي الخاصة وتحسين المستوى المعيشي لاسرتي التي تعاني الفقر، وايضاً احلم بالدراسة وتعلم القراءة والكتابة وان امكن مواصلة التعليم الذي اهواه واتمناه الى مراحل متقدمة في الجامعة لكن ما في اليد حيلة فظروف الفقر والبيئة المحيطة لا تساعدني على تحقيق احلامي لكن املي بالله كبير في الأخذ بيدي نحو ما اريد فهو ولي ذلك والقادر عليه وعلى تسهيل كل الصعاب.