كتابات وآراء


الخميس - 12 أكتوبر 2017 - الساعة 02:41 م

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب


إلى يومنا هذا و ألمانيا الاتحادية تمضي بمشروعها الاتحادي على أسس
قانونية تراعي الحالة الاقتصادية المتدنية لدى الشعب في ألمانيا الشرقية
، الحالة التي خلفها النظام الاشتراكي ، حيث لم تترك قوانين ألمانيا
الاتحادية أبواب الشراء والتملك ، في شرقها ، مشرعة أمام الرأسمال
الغربي .. إلى ان تعمل ، عبر برنامج اقتصادي ، على رفع الحالة الاقتصادية
للشرقيين وذلك من خلال تدعيم وايجاد رأس مال شرقي يخلق نوع من التوازن و
العدالة الاجتماعية بين الشعبين الشرقي والغربي.. وأغلب ظني ان هذا
البرنامج الاقتصادي لدولة ألمانيا الاتحادية مازال ساري أو ربما قد يكون
شارف على الانتهاء !. على عكس هذا تماما كانت الوحدة السياسية اليمنية بين
الجمهورية العربية اليمنية ، ذات النظام الرأسمالي ، وجمهورية اليمن
الديمقراطية الشعبية ، ذات النظام الاشتراكي ،حيث تم إقرار وحدة اندماجية
على طريقة سلق البيض بين الدولتين والشعبين المختلفين اختلاف واضح وصريح .
في الجانب الاقتصادي " فالرأسمالية الشمالية متفوقة على الاشتراكية
الجنوبية في هذا الجانب ، وبدون أدنى مراعاة للحالة الاقتصادية المتدنية
للشعب في الجنوب سارت الوحدة اليمنية .. صحيح ان الخلاف السياسي كان الخبر .
العاجل لفشل مشروع الوحدة ألا انه بعد نشوب الحرب التي أسفرت عن هزيمة
الجنوب ظل الاختلاف الاقتصادي هو الخبر الآجل وهو أس الفشل الضمني
والمستدام لمشروع وحدة الأمر الواقع التي انتجتها الحرب فيما بعد ! ،..

ولهذا كان لابد من ميلاد حالة رفض جنوبية لها كذا وحدة سياسية.. سواء حدث
الخلاف السياسي وحدثت الحرب أو لم تحدث !.. لأن عدم تكافؤ الحالتين
الاقتصاديتين لشعوب الدولتين سيفضي إلى عدم وجود عدالة اجتماعية وسنشهد
"وقد شهدنا فعلا" تحول الشعب في الجنوب إلى مجاميع من الموظفين والأُجراء
والحراس لرأسمال الشمال!. على ضوء ما تقدم ولأن لنا من تجربة الوحدة
الاندماجية اليمنية , التي الحقت ضررا بالغا بالشعب الجنوبي , عظة وعبرة
, جمعتنا , أنا ومجموعة من شباب محافظة أبين , جلسة نقاش مستفيض تتمحور
وتدور حول سؤال كنت قد طرحته عليهم بخصوص الصالح الاجتماعي لمحافظة أبين .
اليوم وهي مقبلة على مشروع الدولة الاتحادية ,من ستة أقاليم, إقبال
بعجالة وبلا تروي وعلى الصورة التي تحاول قيادة المحافظة ان تضع أبين
فيها على صدارة مدشني العمل التنفيذي لمشروع اليمن الاتحادي .. دون ان تدرس .
أبعاد وانعكاسات هكذا مشروع على المجتمع الأبيني !. وسؤالي كان مفاده
التالي: هل محافظة أبين " بشعبها ذي الحالة الاقتصادية المتدنية " وهي
اليوم تساق وتحشر في الأقليم الذي يضم مراكز المال والأعمال من المحافظات
الأخرى.. هل تستحضر وضعية الجنوب الاشتراكي المعدم الداخل في شراكة غير
متوازنة مع الشمال الرأسمالي المترف .. وبالتالي سيقودنا هذا الانحشار
الاتحادي الضيق في هكذا وضعية " بعيدا عن اتساع الجنوب الفضفاض " إلى
اجترار أسباب المعاناة الجنوبية ذاتها من الوحدة الاندماجية التي كانت هي
الأخرى على عجالة ودون تروي! , العجالة التي لم تضع في حسبانها حالة
شعبها , الحالة الاقتصادية المعدمة..! وهكذا ربما " أقول ربما " مثلما
جلست هناك " قيادة الدولة الجنوبية ورجالاتها " على تلة النكبة
الجنوبية.. ستجلس هنا " قيادة محافظة أبين ورجالاتها " على تلة النكبة
الأبينية ! . سؤال أخير : هل نظر قيادات أبين ورجالاتها أو حتى فكروا
بالموضوع الاتحادي من هذه الزاوية.. عوضا عن رقصهم الكرنفالي لمشروع
الدولة الاتحادية .. لأن اللي مالوش خير في " أبين " من المؤكد ان مالوش
خير في " الجنوب "!