آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-05:19ص

#في_يافع_ثورة_من_نوع_آخر

السبت - 05 يناير 2019 - الساعة 07:58 م

انيس الشرفي
بقلم: انيس الشرفي
- ارشيف الكاتب

غابت الدولة واندثرت مشاريعها فبادر المجتمع، هذا يقدم ماله وهذا يبذل جهده، وذاك يتبرع بأرضه لطريق أو مسجد أو مدرسة أو مشفى صحي، وتلك المرأة تتبرع بذهبها وأخرى تطبخ وتقدم الغذاء للمتطوعين... نماذج تجسد لترسم ثورة حضارية ومعالم مدنية راقية، وتحمل معاني التكامل والتعاون والتآزر والشراكة، وتعكس أهمية الشراكة والعمل الجماعي. تعاني يافع من نقص كبير في عدد المعلمين فما كان منها إلا أن قامت في كل قرية بمبادرات مجتمعية تبنى بموجبها ميسوري الحال تغطية النقص على حسابهم، إذ يصل النقص في بعض المدارس الكبيرة إلى حوالي 15 معلم وربما أكثر من ذلك. قرأت مؤخراً بشأن عدداً من المزادات الخيرية لصالح مشاريع مجتمعية رائدة سيدونها التاريخ بأحرف من نور لكل من بادر لمثل هذه الأعمال. وها نحن اليوم نسعد ونحن نرى ونتابع ذلك المشهد الرائع بالتفاف الناس واحتشادهم لمؤازرة المتبرعين بالمال في بناء الطرقات، لسان حالهم إن لم نجد ما نقدمه من المال، فنحن مستعدون لبذل ما بإمكاننا من الجهد في سبيل تذليل الطرقات وإعمار أرضنا. تحية من الأعماق لكل تلك الجباه السمراء التي تكافح وتعمل وتشق عباب الصخر للتغلب على الصعاب التي تزخر بها بيئة وتضاريس جبال يافع. ونأمل أن يجد هذا النموذج طريقه إلى بقية مدن وأرياف الجنوب، فنجاحنا يكمن بالعمل الجماعي التشاركي. #أنيس_الشرفي