كتابات وآراء


الجمعة - 15 فبراير 2019 - الساعة 03:00 م

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب


جماعة الاخوان المسلمين بنسختها اليمنية وهي تراوغ المجتمع العربي وتدعي ان لاصلة لها بتنظيم الاخوان المسلمين العالمي انما أرادت ان تعيد انتاج نفسها مرة أخرى كحزب اسلامي سياسي فاعل في العملية السياسية اليمنية بعد ان استشفت الجماعة انتهاج التحالف العربي لمنهجية الاصطفاف العربي القومي الذي يقدم استراتيجية الحفاظ على الامن القومي العربي على استراتيجية جماعة الاخوان المرتكزة على العبور من فوق الاعتبارات العربية إلى اعتبارات اسلامية لاتضع للأمن القومي العربي شأن مقابل الشأن الاسلامي الكبير والعظيم عقائديا " في نظرها " .. ممايشكل تعارضا استراتيجيا بين الجماعة والتحالف العربي الحديث النشئة فالخطر الداهم الذي يهدد الامن القومي العربي يأتي من دول اسلامية بعينها تتبنى مشروعا اسلاميا نافذا إلى المجتمعات العربية يشكلها وفق منظور عقائدي متصادم تصادما مباشرا مع الامن القومي العربي .


لذا عمدت جماعة الاخوان اليمنية ممثلة بحزب الإصلاح إلى انتهاج استراتيجية المراوغة السياسية فأصدرت بيانا سياسيا يؤكد ان لاصلة لها بجماعة الاخوان المسلمين ..! وهكذا استطاع حزب الإصلاح اليمني ان يعيد انتاج نفسه وان يدس أنفه " وهو يختطف قرار الحكومة الشرعية " في شأن التحالف العربي وعملياته العسكرية الرامية للحفاظ على الأمن القومي العربي ..
وبالرغم من نجاح الجماعة في عملية الاندساس والتخفي تحت ابط الحكومة الشرعية إلا ان أنشطة عناصرها الصحفية ومنابرها الاعلامية ظلت كأصابع الزمار تلعب وتشتغل على نغمة تستهدف التحالف العربي وعملياته العسكرية ولاتكل ولاتمل في كتابة ورفع التقارير التي تتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان اليمني يقوم بها التحالف العربي .. !
وسرعان ما انكشف غطاء بيانها النظري بدلائل أداءها العملي !.. سواء أكان فيما يخص نشاطها الإعلامي المشبوه والمريب أو فيمايخص تقاعسها في قتال جماعة انصار الله الحوثيين !.

يبقى السؤال الماثل أمامنا :
ماالذي يجبر التحالف العربي , وهو يرى كل هذا الضرر الذي تحاول ان تلحقه به جماعة الاخوان اليمنية ممثلة بحزب الإصلاح , على القبول بلعبة المداهنة هذه ؟!

الجواب : يعتقد التحالف العربي وخصوصا السعودية انه بحاجة لحليف في شمال اليمن مركز جماعة انصار الله الحوثيين ولو شكلي يمنح عملياتها العسكرية قبولا شعبيا ومشروعية تتشكل مادون النوايا السياسية المضمرة ومافوق ماهو ظاهر ومعلن للناس من قبل الجماعة ..!
أي نعم ان اللعبة السياسية : لعبة مادون النوايا من سرائر ومافوقها من ظواهر تشكل منطقة رمادية ضبابية الرؤية والوضوح ! , وهي لعبة سياسية خطرة تضع كل الاحتمالات في سياق واردة الحدوث .. إلا انها تأتي وفق الممكن والمتاح في فن السياسة !.
هذه اللعبة السياسة مازالت قائمة إلى يومنا هذا وبرأيي الشخصي ان مايحدد نهايتها هو حضور عنصر الغلبة لطرف على طرف ! .. ولكي نتنبأ بنهايتها علينا أولا ان نحصي ونعد النقاط النهائية المسجلة من عمر هذه المباراة السياسية لصالح طرف على حساب الطرف الاخر ! :-
أولا : ماحجم الضرر الذي ألحقه حزب الإصلاح الاخواني بسمعة التحالف العربي وعلى وجه الخصوص والدقة بسمعة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة عبر تقارير منظماته الحقوقية النشطة في هذا المجال وعبر منابره الاعلامية المتصلة بمنابر الجماعة الاخوانية الاعلامية في جميع دول العالم وأخص بالذكر دولتا قطر و تركيا , امام الرأي العام المحلي والخارجي ؟!
لاشك ان نشاط حزب الاصلاح الاعلامي والحقوقي ألحق بالتحالف العربي ضررا بالغا في هذا الجانب عرضه للكثير من الانتقادات والكثير من المساءلة الأممية التي رسمت على وجه التحالف العربي وعملياته العسكرية علامة سؤال كبيرة جاءت بالتزامن مع علامة السؤال الدولية عن حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ..!

ثانيا : ماحجم الضرر السياسي الذي ألحقه التحالف العربي في بنية وعقيدة حزب الإصلاح الاخواني وهو يظهر في الصورة العامة للمراقب المحلي والدولي كحليف أساسي للتحالف العربي ولعملياته العسكرية أمام أنصاره ومؤيديه ذوي النزعة العقائدية الصرفة خصوم النزعة القومية الصرفة .. أي ماهي التكلفة التي دفعها هذا الحزب الإسلامي من رصيده وهو ينفصم عن مبادئه العقائدية ويعرض الأرضية التي يقف عليها للتشقق والانهيار من الداخل ! .. بل وينشطر إلى جناحين مكسورين عقائديا :
- جناح راديكالي محافظ يؤيد التحالف العربي بشكل انفصامي فج يضع يده في يد الفكرة القومية الحداثية وينفضها عن يد الفكرة العقائدية الراديكالية !!
- جناح حداثي مجدد يعارض التحالف العربي بشكل انفصامي فج أيضا حيث يضع يده بيد الفكرة العقائدية الراديكالية وينفضها عن يد الفكرة القومية الحداثية !! ؟؟

أخيرا أنا شخصيا أعتقد ان حجم الضرر الذي لحق بحزب الإصلاح الاخواني على مستواه العقائدي والتنظيمي مؤخرا يشبه إلى حد كبير حجم الضرر الذي لحق بالحكومة الشرعية اليمنية عندما ظهر وزير خارجيتها إلى جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وإلى جانب وزير الخارجية الامريكي بومبيو في مؤتمر وارسو.. فذات الوزير اليماني هو ذات المندوب الأممي الذي تبنى مشروع القرار الأممي عن الكتلة العربية القاضي بعدم قانونية نقل السفارة الامريكية إلى القدس ..فبين الموقف والموقف الاخر وضع اليماني ووضعت الحكومة الشرعية اليمنية من قبل التحالف العربي وسط السندويتش , بدلالة الدفع العربي بها لتتصدر مشروع القرار الأممي انذاك ! ومن ثم الدفع بها اليوم مرة أخرى لتتصدر صورة التطبيع العربي مع إسرائيل " على طريقة الغريق الذي لايخشى البلل .. وبين عقيدة حزب الإصلاح وموقفه السياسي وضع حزب الإصلاح اليمني من قبل التحالف العربي وسط السندويتش.. وكأن الإصلاح هو الشرعية وكأن الشرعية هي الإصلاح ..ينتهيا نهاية حتمية لامفر منها .