كتابات وآراء


السبت - 04 مايو 2019 - الساعة 01:46 م

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب



كان ومازال البعض الجنوبي معجب بتحايل القوى المحافظة في الشمال اليمني على الثورات بصفته محاولة عقلانية لاتنجر خلف الاحتراب والاقتتال الأهلي البيني !...

لكن سرعان ماتتلاشى هذه العقلانية وهي تفصح عن نفسها " بعد الثورة " في عملية تدوير وحبك حال " اللادولة " التي تهلك الحرث والنسل ليدفع الشعب فاتورة باهظة أكثر بكثير من الفاتورة المفترضة لنجاح الثورة !.



كيف يمكن تفسير هذا التناقض "العقلاني" وقت وساعة الثورة و "اللاعقلاني" دهر و أبد الدولة ؟!

تفسيره ان هذه القوى الشمالية المحافظة غير مريدة للتغيير الثوري , ليس لأنها عقلانية ! ولكن لأنها تنظر للثورة وكأنها ( فيلم خلاعة ) سيجردها مما يلبس من ( جاه وسلطة ومال ) وسيتركها ضحية التجرد والمساواة في العراء اليمني مع الشعب الخليع الأعزل !..

لذا فهي تتحايل على الثورة وتتآمر عليها وإن اقتضى الأمر أن تتحالف مع الشيطان الرجيم ذاته ! في سبيل أن يبقى "الشيطان" وهو ينقلب على الثورة , عليها بلباسها المحتشم الذي تلبس ( الجاه والسلطة والمال ) .. و علاوة على : حقوق العمالة والتواطئ السياسي المكتسبة كمان ..



وهكذا يتم تصوير الانقلاب على الثورة وكأنه ثورة وهبت للطبقة الكادحة من الشعب بشكلها المحبب للشعب الغير محبب لهذه القوى ; ( فيلم خلاعة ) شكليا فيه تُخلع وتُجرد البزات الرسمية من جسد النظام الزيدي الحاكم ..فيأتي النظام الثوري ببزات حكم جديدة يضعها على ذات الجسد الزيدي !.



الحقيقة أن هكذا ثورة هي ليس الا عملية خلع لحرية الشعب الخليع أصلا والمجرد من كل شيء .. وهو يحاول ان يلصق صفة (المخلوع) برأس النظام - الامامي أو الجمهوري - المنقلب عليه كنوع من أنواع التعازي لثورته المختطفة منه!.



وأبسط مثال حي هو مايحدث الان في صنعاء من انقلاب للجماعة الحوثيين على الثورة والجمهورية ! ومايحدث الان من قوى الشمال المحافظة ( من رجال دين وقبيلة ) وهم لايبدون حماسة لقتال الحوثيين وتجدهم يتحايلون على التحالف العربي ويستنزفونه بطلب المزيد من المال والسلاح طوال الـ 4 سنوات الماضية من عمر الانقلاب الحوثي.. كما تحايلوا على جيش الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قبل وبعد ثورة سبتمبر 1962م وعملوا على استنزافه عتادا وعدة عسكرية إلى أن خسر مايقارب 20 ألف جندي مصري دون فائدة تذكر ..



انه من المؤسف أن نجد من الجنوبيين من يضع بصمة إعجاب وإشادة لهكذا أداء لقوى الشمال ضد التحالف العربي حاليا , على اعتبار أن هذه القوى تنتصر لنفسها بهكذا أداء احتيالي مريب مليء بالكذب والدجل والنفاق لايمكن ان يرفعها ليضعها على رفوف العزة والكرامة ! .. بقدر مايضعها في الدرك الاسفل للخنوع و التبعية والقبول بالحاكم الحوثي الضامن الحقيقي لبقائها كمراكز قوى تقليدية , حيث يبدو الأمل أكبر للعب ذات الدور في حكم الحوثي العقائدي أكثر منه في أي حكم اخر .. ففي ملازمة الدينية مازال يقبع فقه " أهل الحل والعقد ".. ورؤوس هذه القوى مازالت تقربع فيها ثقافة ولاية الإمام الفقيه , فطالما قرقعة فيها ثقافة الامتثال لعلماء الدين وللمرشد القائد لجماعة الإخوان المسلمين !.



لايخدعنكم هذا المنطق السراب البعيد كل البعد عن ثقافة مراكز القوى في الشمال من رجال دين وقبيلة فإنهم أدوات قذرة قذارتها لا ولم ولن تخطر على عقل بشر بعد !.