كتابات وآراء


الثلاثاء - 14 مايو 2019 - الساعة 04:53 م

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب




محافظة أبين المنسية أرضا و إنسانا من ذاكرة ابناءها , ابناء الصدارة السياسية المزعومة , حالها المعاش يمثل ترمومتر الحس الوطني عندهم ,في أي اتجاه أراد ان يولّي وجهه : سواءً باتجاه الدولة الاتحادية اليمنية الجديدة أو باتجاه الدولة الجنوبية القديمة !.

فلا يأتي التصديق والإيمان بصحة المشاعر الوطنية المُدعاة عند من هم في صدارة المشهد السياسي اليمني من ابناء أبين وهم يسهبون في توزيع حسهم الوطني على الصالح اليمني العام متناسين الصالح الأبيني الخاص وكأنهم يمارسون رياضتهم المحببة رياضة " القفز بالزانة " من فوق أبين المحرومة من أبسط مشاريع البقاء , وليس الرفاهية !.
وكأنهم يكررون امامنا مشهد من فيلم " السفارة في العمارة " للكوميديان الكبير : عادل امام " شريف خيري " وهو يقف بين يدي مدير أمن الدولة : خالد زكي على خلفية خلافه مع السفارة الاسرائيلية .. كي يقول مدير أمن الدولة ل "شريف خيري" , مذكرا إياه وساردا سردا تاريخيا بأن مصر هي من أوقفت حربها مع اسرائيل وفرضت خيار السلام .. إلى ان قال اخيرا :-
.. دي مصلحة الدولة العُليا , ترضى تكون ضد مصلحة الدولة العُليا ؟!
فيجيب "شريف خيري" بنبرة صوت عالية :

لا يافندم , أنا مش ضد مصلحة الدولة العُليا ! .. ويكمل عبارته المشهورة خافضا نبرة صوته نحو الأدنى وكأنه يُنيخها لتحط على أدنى درجات الهمس والملاطفة للسيد : مدير الأمن , مُلملما على وجهه كل تجاعيد الضعف والمسكنة علّها تكسبه مسحة شفقة كي يقول :
بس انتوا كمان ما تبقوش ضد مصلحتي أنا السُفلى !.

تقول أبين وهي تطالب ذويها من اصحاب الفخامة و المعالي والسمو , إنصافها , وهم يلوحون لها بما يشبه التهديد .. بالقول :
... ترضي تكوني ضد مصلحة الدولة العُليا ؟!
كي تجيب كما أجاب "شريف خيري" :
لا يافندم , أنا مش ضد مصلحة الدولة العُليا ! ..
بس انتوا كمان ما تبقوش ضد مصلحتي أنا السُفلى !.
انتهى الكلام و أنا مش عارف :
كيف لأبين ان تبدي لحظة ضعف ومسكنة وان تخفت صوتها وكأنها تشحذ وتتسول ؟!
- وهي التي عمرها مالعبت هذا الدور! .. و لا خفت صوتها يوما لتلاطف وتتودد أحد ! ..
- وهي التي دوما تصدح بعلو صوتها وتزمجر لتأخذ ما أرادت , إذا أرادت , متى أرادت , أخذ عزيزٍ مقتدر !..
كيف لأبين ان تفعل هذا .. كيف ؟!
وفي حضرة وسلطان من ؟!
أفي حضرة وسلطان ابناءها الوطنيون الأخيار ؟!. ياربااااااه ما أقسى هذا !
.........
بدر قاسم محمد