كتابات وآراء


الأحد - 25 أغسطس 2019 - الساعة 04:08 م

كُتب بواسطة : صالح الداعري - ارشيف الكاتب



ان دخول قوات شمالية باسم الشرعية في المعارك الدائرة في مدينة عتق،يزيد من حدة كراهية ابناء الجنوب لا ابناء الشمال،كون ذلك يعيد الى الذاكرة ذكرى اجتياح القوات الشمالية للجنوب عام1994 و2015.وما لحق بالجنوبيين من قتل وتنكيل وتهميش لعقود من زمن الوحدة المعمدة بالدم على حد وصف قيادات شمالية بعيد نصر ماعرف7/7/1994.

ما يدور في الجنوب شان داخلي يخص الجنوبيين،وسينتهي باقل الخسائر بين الاخوة في شبوة كما حصل في عدن وابين،وان كان مؤلما للبعض لكنه ضرورة تقتضيها مصلحة الوطن،وهي اشبه بمرض يستدعي تدخل جراحي للتخلص منه.

..ان دخول قوات شمالية لمناصرة طرف على حساب طرف اخر في شبوة سيطيل امد الصراع وسينعكس سلبا على سائر جبهات القتال ما قد يشجع الحوثي على الاستمرار في القتال ويرفع من معنويات مقاتليه.

لماذا لا تتجه تلك المقاتلين من محافظات شمالية لتحرير مناطقهم المحتلة من الحوثي، بدلا من قتال شريك التحالف الشرعيةان كان عدوهم الاول هو الحوثي .

ان قوات النخبة الشبوانية التابعة للانتقالي والمشكلة بقرار جمهوري من الرئيس هادي الذي تعترف النخبة الشبوانية ومن وراءها الانتقالي بشرعيته،والتي تسعى لضبط الامن والامان في شبوة،بعد ان عجزة القوات الشرعية عن توفير الامن والقضاء على الخلاياء الارهابية في شبوة وفي غيرها من محافظات اليمن.

.يعتقد اخواننا في الشمال بان بمقدورهم الحفاظ على الوحدة بالمدفع والدبابة،متناسون فشل ذلك في الماضي وما نتج عنه من تبعات لازال الجميع يعاني منها حتى يومنا هذا.،ولم ياخذوا العبر من ما اثبتته التجارب من فشل احتلال البلدان بالقوة. فالوحدة لاتفرض بالقوة ولكنها تتحقق برغبة الشعوب املا بمستقبل افضل وبحياة يسودها العدل والمساواة والعيش الكريم...

ان اللجوء الى استخدام القوة سيقضي على ما تبقى من روابط اخوية بين الشمال والجنوب،ما قد ينعكس سلبا على مستقبل اليمنين سواءا ظل اليمن في حالة حرب او في حال استعاد الجنوب دولته.

..لم يكن جميع الجنوبيين يؤيدون الانتقالي ولكنهم كانوا ياملون سيطرة اي طرف يستطيع بسط سلطته على الجنوب ويخرجهم من دوامة الصراعات وغياب الامن وتوفير الخدمات،فراوا ان الكفة تميل لمصلحة الانتقالي فناصروه املا باانها انقسام السلطة وتحسين الخدمات وتوفير الامن،بعد ان فقدوا الامل بقدرة الحكومة الشرعية في الا ضطلاع بواجباتها تجاه الوطن والمواطن..

.لقد تبدد امل الجنوبيين بوضع حد للانقسام بعد دخول القوات الشمالية على خط المواجهة في عتق ما يعني بان الصراع سيتفاقم خلال الفترة القادمة.

سيظل الشعب في الشمال والجنوب يدفع ثمن حروبه المجنونة حاضرا ومستقبل الى ان يحتكموا الى لغة العقل،ويمتثلوا لما يقرره شعب الجنوب،بااستفتاء شعبي اذا لزم الامر...اما الرهان على وحدة بالقوة فلن يكتب له النجاح،ومن يجرب المجرب فعقله مخرب،كما يقول المثل الشعبي..