كتابات وآراء


السبت - 29 أغسطس 2020 - الساعة 08:52 م

كُتب بواسطة : أماني سعد - ارشيف الكاتب


كل شيء خيالي بات يقترب من الحقيقة.. أو أن الحقيقة بدت تتلاشى لتقترب من الخيال مثلما تاه كل شيء -تدريجياً- يدل على أننا حقيقة .. أصبح كل ماحولنا مُختلط بين الشكِ واليقين في زمنٍ أصبحت العطسة خطيئة إنْ لم تكن جريمة عقوبتها من الموت إلى الموت!.


كان علينا ألا نُسرِفَ بخوفنا لنصل لقناعاتٍ وسلوكياتٍ تُثبتُ أننا هنا حقاً ومازلنا على الخارطةِ الكونية نتنفسُ بسلام على محمل القاعدة  "من الأفضل البقاء سالماً بدلاً من الشعور بالأسف لاحقا" التي يقوم عليه نظام المناعة السلوكي لنا كبشر ;وفق ما تُشير إليه لين آرو من جامعة آرهوس في الدنمارك.


فقدنا الشجاعة في غضون  خوف مُسرَف في كل شيء فأسلمنا بأشياء لا تتوقع وأصابتنا فوبيا الأشياء فأصبحنا أمام أنفسنا كائنات أصغر آلاف المرات من كورونا والنتيجة هي تسجيل رقماً قياسياً في عدد المرات التي نغسل بها أيدينا مقارنة بحصيلة وفيات كورونا للعالم وذلك -فقط- لنؤمن أننا مازلنا هنا بالفعل والحقيقة أن هالات جُبننا تمطُ بشكلٍ مرعب لدرجةِ أننا نخاف أن ندخلَ مكتب مسؤولٍ ما لغرض توقيع أو زيارةٍ أو ماشابه .. لمَ لا وفي المدرسة كان الدخول لمكتب المدير إما بمثابة الويل أو التبجيل, أما عن عصا المعلم فهي دليل الطالب نحو التفوق في الخوف ..

صناعة الخوف طريقاً بسطتهُ أيدي حكومتنا وزفلتته مجتمعاتنا ثم العائلة تسير على نهج أولي العزم من الخائفين, ها قد أصبحنا ناجحين في أمور أخرى غير أننا بارعون بتفادي الموت; كصناعة الخوف وبعض الحرف التي تدعم هذه الصناعة كالتستر عن أفعالٍ خارجةٍ عن القانون وخارجةٍ عن الإنسانيةٍ وخارجةٍ عن الشجاعةِ بعذرِ أننا نحافظ على راتبٍ حقير لا يسمن ولا يغني من جوع ..


أنت تبالغ بغسل يديـكَ إذاً أنتَ إنسانٌ تتميز بثقافةِ الخوف لأنكَ تعي خطورة أنكَ حقيقي.. أما إنْ كنتَ لا تبالي فأنتَ وهمٌ بالنسبةِ لنفسكَ أولاً ثم للعالم فموتكَ مرة أو ألفاً هو نفسُ الإيقاع النفسي.