كتابات وآراء


السبت - 10 ديسمبر 2022 - الساعة 04:48 م

كُتب بواسطة : ياسين سعيد نعمان الشعبي - ارشيف الكاتب


غادرت البرازيل مونديال ٢٠٢٢ على يد كرواتيا ، أو بالأصح على يد مودريتش .
تبقى البرازيل البلد الذي لا يُضاهى في صناعة أفضل لاعبي كرة القدم إبداعاً ومهارة ، وجمالا ، وسلوكاً ، لكنها ربما الأسوأ منذ سنوات طويلة في صناعة المنتخبات .
اللاعب الفذ ، المبدع والماهر يبتلعه منتخب مفكك ، بدون تكنيك أو قائد أو مدرب كفؤ ومؤهل .
كرة القدم لم تعد فقط الكرة التي صاغها بيليه وسقراطيس وروماريو وزيكو وحتى رونالدو ورونالدينهو ، ومارادونا وباتستوتا ودي بول ، وبوبي مور وبوبي شارلتون وخولييت وباستن وكرييف و ياشين وغيرهم ، أوربا غيرت المشهد الكروي بشكل كامل ، لم تعد تهتم كثيراً بجماليات الكرة -التي لا يمكن لكرة القدم أن تكون ممتعة بدونها - ، أوربا عبرَت بالكرة من ضفة الجمال إلى ضفة أخرى هي مزيج من القوة الجسمية والتكنيك واللعب الجماعي المبرمج مسبقاً والمبني على دراسات أكاديمية .
البرازيل عام ٢٠٠٢ جمعت بين النمطين ، حافظت على الجمال والمهارة واتبعت التكنيك الذي أخذت الأكاديميات الكروية تدرسه وتأخذ به ، وخلقت منتخباً ، بشّر بتحول جذري في فلسفة كرة القدم ، لكنها لم تستطع ان تواصل مشوار التحول ، توقف لمدة عشرين سنة ، حتى جاء جيل جديد من أفضل وأمهر اللاعبين ، غير أنها للاسف لم تستطع أن تصنع منهم منتخباً يعيد للكرة البرازيلية مجدها ، وكانوا اشبه بمن يبني كوخاً بعيدان الصندل .
يظل هذا المنتخب كلاعبين من أفضل ما انتجته البرازيل ، بقي أن تظهر يد ماهرة قادرة على أن تصنع منهم منتخباً يعكس جمال الكرة البرازيلية.
ويا من عاش خبّر .