كتابات وآراء


الإثنين - 12 ديسمبر 2022 - الساعة 08:29 م

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب



في المباراة التي جمعت منتخب فرنسا بنظيره الانجليزي في مونديال قطر 2022، بدا الارتباك واضحا على حكم المباراة البرازيلي ويلتون سامبايو إزاء مطالبة الفريق الإنجليزي باحتساب ضربة الجزاء الثانية.

اذ ان الحكم الذي يتمتع بتقاسيم وجه صارمة معظم المباراة، سلبته تقنية الفيديو او ما يعرف ب"الفار" هذه الصرامة وبالمقابل منحت لاعبي المنتخب الانجليزي هامشا من المرافعة والضغط الحقوقي. الامر الذي ادى إلى اتخاذه قرار مراجعة الفيديو ومن ثم احتساب ركلة الجزاء.

وكأني بتقنية الفار وضبط مصيدة التسلل في النسخة العربية من كأس العالم، تشيرا إلى إحداث نقلة نوعية في عالم اللعبة الاشهر على الإطلاق.

الامر الذي يحدث فيما يشبه تفعيل العامل الديمقراطي على حساب ما يمكن تسميتها مجازا ب"القرارات الديكتاتورية لحكام كرة القدم".

ذلك يعد انعكاسا للجدلية السياسية التي يشهدها العالم وتدور احداثها حول الفكرة الديمقراطية والنزعة المحافظة. إذ تعد كرة القدم حقل التجربة العالمية الجديدة، حيث تختبر توجهات وميول الجماهير وبالتالي يتضح ايهما ذات طبيعة محافظة والاخرى ذات الطبيعة الديمقراطية.

بالمقابل تصب الحركة التي اقدم عليها المنتخب الالماني عندما رفع لاعبيه في الصورة الفوتوغرافية التي التقطت في اول مباراة لهم، شعار المطالبة بحرية مجتمع الميم. في ذات السياق، بالإضافة إلى انتقاد وسائل الإعلام الاوروبية لدولة قطر وتركيزها على موضوع الحرية الشخصية والديمقراطية في ظل مجتمع عربي مضيف يتصف بالتقليد والمحافظة.

إزاء ذلك، لايختلف وضع حكام البلدان العربية عن وضع الحكم البرازيلي ويلتون سامبايو الذي ادار مباراة كرة القدم بين منتخبي فرنسا وانجلترا، تقاسيم وجه صارمة واداء تحكيمي مرتبك.
.....
بدر قاسم محمد