آخر تحديث :الأحد-10 نوفمبر 2024-12:36م

عيد بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

الجمعة - 05 أبريل 2024 - الساعة 12:33 ص

نايل عارف العمادي
بقلم: نايل عارف العمادي
- ارشيف الكاتب

هذا البيت الشعري الذي قاله المتنبي في مطلع قصيدة طويلة تحمل هجاءً لحاكم مصر كافور الإخشيدي قبل آلاف السنين تجده اليوم على لسان الكثير من أربابِ الأسرِ في اليمن وربما الوطن العربي، وليس تشائم من العيد، بل هروب من واقع مزري، تمر به معظم الأسر اليمنية والعربية واقع كدرا فرحة العيد وجعل يوم العيد يوم حزن بالنسبة لكثير من الناس، لعجزها عن توفير متطلبات العيد خاصة كسوة الأطفال الفئة الأكثر فرحاً بهذا المناسبة. الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني خطفت منه فرحته وابتسامه،بيوم العيد، فلم يعد العيد هو ذالك اليوم الذي كان قبل عقد من الزمن، فقد أختفت كل مضاهر الترحيب به، كما اختفت مضاهر الترحيب بشهر مضان من قبله لقد فرضت علينا الحرب أوضاع قاسية، وجعلت كل أيامنا مأسئ، ولم نعد نشعر بأي فرحة، ولعل هذه السنة، هي الأشد، علينا كأمة إسلامية وعربية، خاصة مع مايتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وحشية من قبل القوى الغربية، فاي عيد يُفرح أمة الإسلام وهي تعاني ما تعاني من ذلّ وهوان جعلها أضعف أمة بين الأمم، فالشعوب العربية اليوم أحوج ما تكون إلى صحوة والى تكاتف وتراحم، خاصة مع الشعب الفلسطيني والشعب اليمني والشعب السوداني، والشعب السوري هذه الشعوب أصبحت لاجئة ومشردة ولم تعد تشعر بفرحةً ولا سعادة بقدر ما تبحث عن أمن وأمان. بأَيةِحالٍ نستقبل العيد وأي فرحت تطيب لنا والآف من الأسر لا تجد ما تاكل والآف من الأسر فرقتها الحرب ومزقها الشتات، وأي عيدٌ يطيب لنا وأهلنا في غزة يعانوا ويلات الحرب والتهجير والتجويع وصدق المتنبي حين قال "عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ" يجب علينا كذلك استغلال هذه المناسبة الدينة في التراحم والتعاطف والتزاور وتفقد أحوال الفقراء وابناء الشهداء واضهار مبدالتسامح والتعاون فالمسلمون كالبنيان يشد بعضهم بعضا وخاصة في مثل هذه المناسبات فالعيد لم يشرع التباهي والتفاخر وانما شرع، لإدخال ألفرحة والسرور في نفوس الفقراء والمساكين..