آخر تحديث :الإثنين-08 ديسمبر 2025-11:31ص

كل شاة معلقة برجلها..!

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - الساعة 09:00 ص

عدنان القيناشي
بقلم: عدنان القيناشي
- ارشيف الكاتب


يجسد المثل الشعبي المتداول في محافظة أبين "كل شاة معلقة برجلها" حكمة اجتماعية عميقة تلخص مفهوم المسؤولية الفردية، فكل إنسان مسؤول عن مواقفه وانتماءاته وخياراته، ولا يتحمل الآخرون تبعات أخطائه أو قراراته، هذا المثل الذي رافق أجيالاً من أبناء المحافظة، يطل اليوم بواقعه وحقيقته على المشهد الذي تعيشه أبين، بكل ما يحمله من تحديات سياسية وعسكرية وإعلامية.

إن محافظة أبين تأبى الانكسار، وما نشهده اليوم في أبين الأبية، التي عرفت بمواقفها الثابتة وولائها الوطني، يؤكد أن هذه المحافظة عصية على الانكسار أمام المشاريع الصغيرة التي تحاول النيل من هويتها وتماسكها، فرغم كثرة الحملات ومحاولات التشويش، ظل المجتمع الأبيني متماسكاً نحو هدف واحد، هو الحفاظ على الثوابت الوطنية التي يتطلع إليها أبناء الوطن من باب المندب وحتى المهرة.

ولم تكن محاولات خلط الأوراق وشراء المواقف بعيدة عن أبين، فقد تعرضت خلال السنوات الماضية لمحاولات متعددة تهدف إلى حرف البوصلة الوطنية عبر شراء الذمم وتمويل بعض الأصوات القبلية والسياسية والعسكرية والإعلامية، تلك المحاولات التي أرادت تقديم صورة مشوهة عن المحافظة وموقفها الحقيقي، لم تجد أمامها إلا وعي الناس وصلابة المخلصين من أبناء أبين بمختلف انتماءاتهم القبلية والسياسية والعسكرية والإعلامية، وقد اتضحت اليوم الصورة للجميع، إن لا وصاية على أبين إلا لرجالها الشرفاء الذين يحملونها في قلوبهم ويحمونها بمواقفهم، أما أولئك القلة الذين باعوا أنفسهم للمصالح الضيقة، فصفحاتهم الصفراء مكشوفة على مر الزمن، ولا يمثلون إلا أنفسهم.

ظلت الأبواق المأجورة تعمل على صناعة صورة زائفة عبر دورها الإعلامي، فقد حاولت بعض الأصوات المأجورة من داخل المحافظة وخارجها أن تقدم أبين وكأنها تعادي أبناء وطنها أو تسير في اتجاه يخالف مسار التحرير، وسخرت هذه المجموعات مواقع إعلامية تعمل بكادر من أبناء المحافظة أنفسهم، محاولين عبرها صناعة صورة لا تمت إلى الواقع بصلة، وإظهار أبين وكأنها في حضن مشاريع صغيرة لا تعبر عن إرادة أبنائها، لكن هذه المخططات سقطت أمام الحقيقة، إذ لم يعد خافياً على أحد أن تلك الأصوات ليست سوى أدوات لخدمة مصالح محدودة، لا تعكس موقف المحافظة ولا إرادة الأغلبية الساحقة من أهلها.

لكن أبين أكبر من مشاريعهم، اليوم، ومع وضوح المشهد، تتجلى الحقيقة التي يعرفها الجميع، أبين لا تنكسر، وأبين لا تختطف، وأبين لا يمثلها إلا شرفاؤها، أما أولئك الذين حاولوا حرف مسارها أو جرها إلى مربعات لا تشبهها، فلا مكان لهم على أرضها، لأنهم، كما يقول المثل، "كل شاة معلقة برجلها"، فلا يتحمل المجتمع وزرهم، ولا تنسب خيانتهم لأحد غيرهم، فهذه المحافظة لا يمثلها إلا رجالها الأوفياء الذين حافظوا على تاريخها وسيحفظون مستقبلها بإذن الله تعالى.