عرض الصحف

الثلاثاء - 08 يونيو 2021 - الساعة 10:02 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

لا تزال محافظة مأرب، شمال اليمن تحت هول المجزرة، التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بقصف محطة للوقود، والتي خلفت قتلى بينهم نساء أطفال، على الرغم من كافة الدعوات الدولية لوقف الحملة العسكرية التي تهدد آلاف النازحين إلى المحافظة هرباً من النزاع، بينما لم يُبدِ الحوثيون علامات قلق استثنائي من التبعات المحتملة للمجزرة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن الجهود الأممية والدولية، لم تنجح بوقف العربدة الحوثية، خصوصاً أن تلك الجهود خلت بالكامل من أي خطوات عملية، فيما بحث نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، مستجدات الأوضاع في اليمن على ضوء المبادرة السعودية الشاملة لإنهاء الأزمة اليمنية.
رخاوة المواقف
وفي هذا السياق أكدت صحيفة "العرب" اللندنية، أن جماعة الحوثي تعاملت ببرود مع المجزرة التي ارتكبتها قوّاتهم في مدينة مأرب، مطالبة بفتح تحقيق مستقلّ بشأنها، في موقف اعتبره متابعون للشأن اليمني انعكاساً لحالة وثوق من الإفلات من العقاب بسبب التساهل الأممي والدولي مع الجماعة، والذي تطوّر إلى حالة من التسامح وغض الطرف عن تصرّفاتها مع مجيء إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى الحكم في الولايات المتّحدة، والتي بادرت إلى رفع الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية.
وأضافت، أنه برغم التبعات الإنسانية الخطيرة للهجوم على المحافظة التي تؤوي مئات الآلاف من النازخين الفارين من الحرب في مناطق يمنية أخرى، لم تنجح الجهود الأممية والدولية في وقفه، خصوصاً وأن تلك الجهود خلت بالكامل من أي خطوات عملية واكتفى أصحابها بتوجيه الدعوات والمناشدات للحوثيين بوقف هجومهم.
وبحسب الصحيفة، لا يرغب الحوثيون في الدخول في مفاوضات سلام جادّة قبل الاستيلاء على مأرب، التي يبدو أنّهم يعتبرونها مكمّلاً ضرورياً لمقوّمات الحياة للكيان الذي يعملون على إنشائه في المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها، في وقت لا تخفي أطراف يمنية خشيتها من وجود حالة تفهّم دولي لتلك الرغبة بدليل عدم ممارسة الولايات المتّحدة لأي ضغوط جادة على الحوثيين لوقف هجومهم على مأرب.
وتحذّر العديد من الهيئات الأممية والدولية من أن معركة مأرب بصدد التحوّل إلى كارثة من شأنها أن تزيد من تعكير الوضع الإنساني اليمني المصنّف باعتباره الأسوأ في العالم حالياً.
العربدة الحوثية
وفي صحيفة "الشرق الأوسط"، قال الكاتب اليمني محمد علي السقاف، إن "حركة الحوثي الانقلابية تحظى باهتمام غير مسبوق من القوى الإقليمية والقوى العالمية، وذلك لحثها بالموافقة على وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية"، متسألاً "هل تنجح المساعي الحثيثة لحل الأزمة اليمنية ووقف العربدة الحوثية؟".
وأضاف، أنه في الفترة الأخيرة تكثفت جملة من اللقاءات والاتصالات بشكل غير مسبوق بهدف التوصل إلى حل للأزمة اليمنية ومماطلات الانقلابيين، مشيراً إلى هذه التحركات واللقاءات في مختلف عواصم المنطقة وتحديد صورة ملامح المشهد السياسي القادم للأزمة اليمنية.
ورصد الكاتب اليمني عدد الرحلات المكوكية التي قام بها كل من غريفيث المندوب الأممي وليندر كينغ المبعوث الأمريكي إلى المنطقة منذ نهاية شهر أبريل (نيسان) الماضي.
وأشار إلى الزيارة التي قام بها وزير خارجية إيران إلى مسقط عاصمة سلطنة عمان للقاء القيادي الحوثي محمد عبد السلام، ووصفها "بالاستثنائية"، موضحاً أن الزيارة إستثنائية لسببين، فهي من جهة أن الوزير الإيراني قام بتلك الزيارة الخاطفة إلى مسقط، في الوقت الذي تجري مباحثات مهمة في فيينا حول الملف النووي الإيراني.
والسبب الثاني ذو شقين: فهو من جهة أراد - وفق تصريحه - الذي أدلى به في سلطنة عمان التأكيد على أن طهران تدعم وقف إطلاق النار، وإجراء محادثات يمنية - يمنية أراد بذلك التصريح إبداء حسن نوايا إيران، والشق الآخر من زيارته المفاجأة إلى مسقط ربما أراد ظريف بذلك التأكيد على موقف إيران بضرورة الفصل بين الملف النووي والتدخلات الإقليمية في شؤون المنطقة على أساس أنهما أمران مختلفان.
والسبب الثالث والأخير، دفع ممثل الحركة الحوثية في مسقط محمد عبد السلام إلى إقناع قيادته في صنعاء بإبداء مرونة أكبر في التعاطي مع المطلب الدولي بوقف إطلاق النار من جهة، وقبول الجلوس مع المبعوث الأممي السيد غريفيث الذي اقتربت نهاية مهامه في اليمن، بدلاً من مقاطعة لقائه والتحدث معه.
وقال الكاتب أيضاً: "إذا صحت هذه التأويلات وتفسيراتنا لزيارة ظريف لمسقط في نهاية أبريل الماضي، فربما كانت إحدى نتائجها لقاء ممثل الحوثيين بالسيد غريفيث في مسقط بعد انقطاع طويل".
وختم مقاله قائلاً "من دون شك السؤال الذي يفرض نفسه: هل قطع "البازل" اكتملت أم لم تكتمل صورتها بعد لوضع حد للعربدة الحوثية؟".
جريمة مكتملة الأركان
أقرت ميليشيات الحوثي، بشن الهجوم على محطة وقود في محافظة مأرب الاستراتيجية والتي عرفت بـ "مجزرة الوقود"، حيث يستمر الحوثيون منذ أشهر بشن هجمات عليها، وفي ذات السياق، وصف محلل سياسي يمني هجوم ميليشيات الحوثي الإرهابي على مدينة مأرب اليمنية، بأنه جريمة مكتملة الأركان، موضحاً أنه ينطوي على مدلولات انتقامية.
وقال المحلل السياسي اليمني، إسماعيل أحمد، إن "إجرام ميليشيات الحوثي أوضح من أن يحتاج لأي نوع من الاعترافات، لكن اعتراف الجماعة بارتكاب الجرائم على هذا النحو ينطوي على مدلولات انتقامية ومؤشرات سياسية تعكس الحالة التي تعيشها الجماعة جراء انتكاستها في مأرب".
وأوضح لصحيفة "الاتحاد" أن ميليشيات الحوثي تعيش حالة من اليأس والفشل من المتوقع أن تنعكس على وحدتها وتماسكها، مشيراً إلى أن الجماعة التي تربت على العنف ونشأت وارتقت به ولا يمكنها إلا أن تكون كذلك مهما ستحاول تغليف ممارساتها بشعارات زائفة ستسقط أمام ضغوط الواقع.
جهود السلام
وعلى صعيد أخر، التقى نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب.
واستعرض اللقاء الجهود المبذولة من السعودية وبريطانيا؛ لتعزيز وصون وحماية الأمن الإقليمي من أية مهددات، ودور ذلك في إرساء الأمن والسلم الدوليين.
كما بحثا مستجدات الأوضاع في اليمن على ضوء المبادرة السعودية الشاملة لإنهاء الأزمة اليمنية، وما تُشكله من أساس في تهيئة الأرضية للحلّ السياسي الدائم والشامل، وضرورة ممارسة الضغط على الحوثيين للانخراط في جهود حلّ الأزمة سلميًا.