آخر تحديث :الجمعة-02 مايو 2025-10:57م

عرض الصحف


صحف عربية: لبنان.. موجة جوع لن تستثني أحداً

صحف عربية: لبنان.. موجة جوع لن تستثني أحداً

الثلاثاء - 13 يوليو 2021 - 10:56 ص بتوقيت عدن

- ((المرصد))وكالات:

تتسارع وتيرة الانهيار الاقتصادي والمالي في لبنان، ما يضع الأمن الغذائي للبلاد في خطر، وينذر بموجة جوع قد تضرب جميع السكان، في ظل انعدام أي بوادر لحل الأزمتين الاقتصادية والسياسية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، يعيش لبنان اليوم أسوأ مراحله، إثر تحوله لمحمية إيرانية تمضي به إلى الفناء، في حين تتسارع وتيرة الفقر لتشمل جميع المداخيل في البلاد.

من أجل لبنان
في صحيفة الجمهورية اللبنانية، قال فارس فتوحي "نقترب من حلول الذكرى الثانية لاندلاع انتفاضة 17 أكتوبر(تشرين الأول) 2019، نقول انتفاضة فهي ليست أبداً حدثاً عابراً، ولكنّها في الوقت عينه، لا تستحقّ أن تسمّى "ثورة".

وأضاف أن "الانتفاضة على الطبقة السياسيّة بغالبيّتها الساحقة، هي انتفاضة حقّ بسبب ممارسات هذه الطبقة، ولكن ما يعيب مجموعات الانتفاضة أنّها لم تطرح بعد مشروعاً واحداً بديلاً، وهي إن جلست وتحاورت لاختلفت على أمور أساسيّة كثيرة".

وأشار إلى أن هذه المجموعات تعوّل على موعد الانتخابات النيابيّة لإحداث التغيير المطلوب، موضحاً أن الانتقال من الدولة المزرعة إلى الدولة القانون يستوجب ما هو أكبر بكثير من انتخابات، يملك قانونها القدرة على تحديد الأحجام حتى قبل عمليّة الاقتراع.
وذكر الكاتب أن الأمر يتطلّب قضاءً نزيهاً شفّافاً متجرّداً من كل تدخّل سياسيّ وتأثير طائفي، وقوى أمنيّة غير موزّعة على القوى السياسيّة والطائفيّة، وإصلاحات تحتاج إلى نيّات وإرادة بإسقاط الزبائنيّة التي تتحكّم بالإدارة اللبنانيّة، كما أنه يتطلب تسليماً بالولاء للبنان فقط، لا لأيّ دولة أخرى، مع الانفتاح شرقاً وغرباً، بلا عقدٍ وبلا خضوع.

وتابع قائلاً إن "الأزمة التي يعيشها لبنان لا حلّ لها بالترقيع ولا بالتسويات التي أنتجت خراباً، أو في أحسن الحالات، هدنة مؤقّتة، كما أنّ انتظار فرض الخارج لحلّ قد يكون هذه المرّة مضيعةً للوقت، وهو أثمن ما لدى اللبنانيّين هذه الأيّام".

حفرة فساد
وبدوره، قال عبدالمنعم إبراهيم في صحيفة أخبار الخليج "لبنان ‬بلد‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الخيرات ‬سواء‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬أرضه‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬لكن‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬حولت‭ ‬ثرواته‭ ‬والمساعدات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭ ‬إلى‭ ‬حسابات‭ ‬مصرفية‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬المواطن‭ ‬اللبناني".

وأوضح أن مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬التي قُدمت‭ ‬كمساعدات‭ ‬للشعب‭ ‬اللبناني‭ ‬ذهبت‭ ‬كلها‭ ‬إلى‭ ‬جيوب‭ ‬الزعماء‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬من‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬الحاكمة،‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حكومة‭ ‬مجرد ‬محاصصات ‬مالية‭ ‬ووظائف‭ ‬وضرائب‭ ‬ورسوم‭ ‬ومزارع‭ ‬ومصانع‭ ‬وشركات‭ ‬تجارية‭ ‬ومصارف‭ ‬ووكالات‭ ‬استيراد‭ ‬وتصدير،‭ ‬تتقاسمها‭ ‬الأحزاب‭ ‬التقليدية ‬التي‭ ‬تتشكل‭ ‬منها‭ ‬كل ‬حكومة في لبنان.

وأشار الكاتب إلى أن هذه المصالح المالية والنفعية ‬تجذرت‭ ‬وتعمقت‭ ‬داخل‭ ‬عائلات‭ ‬هذه‭ ‬الزعامات‭ ‬السياسية، ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬طرف‭ ‬يتراجع‭ ‬عن ‬الحصة‭ ‬الخاصة‭ ‬به، أو‭ ‬تبتعد‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬وتتركها‭ ‬لاختصاصيين‭ ‬وكفاءات‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬ونساء‭ ‬لبنان.

ولفت إلى أن ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬تصريف‭ ‬الأعمال حسان دياب ‬يحاول أن‭ ‬يطمس‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬التدهور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمعيشي‭ ‬والإنساني‭ ‬والجوع‭ ‬والفقر‭ ‬ونقص‭ ‬الأدوية‭ ‬وغياب‭ ‬الكهرباء‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬الشعب‭ ‬اللبناني‭ ،‬سببه‭ ‬الرئيسي‭ ‬هو‭ ‬احتكار‭ ‬زعماء‭ ‬الأحزاب‭ ‬التقليدية‭ ‬للسلطة‭ ‬والثروة‭ ‬والنفوذ‭ ‬والحسابات‭ ‬المصرفية‭ ‬الخالية‭ ‬في‭ ‬بنوك‭ ‬أوروبا‭.

واختتم مقاله بالقول "بدون‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬كفاءات‭ ‬حقيقية،‭ ‬وبدون‭ ‬رحيل‭ ‬رموز‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬الحاكمة‭ ‬حالياً بمن‭ ‬فيها‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬تصريف‭ ‬الأعمال‭ ‬حسان‭ ‬دياب‭‬،‭ ‬ورحيل‭ ‬مليشيات‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني،‭ ‬ورحيل‭ ‬الرئيس‭ ‬اللبناني،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬مساعدات‭ ‬مالية‭ ‬تقدم إلى لبنان حالياً يعني أنها سوف تذهب من جديد إلى الجيوب والحسابات المصرفية الخاصة بهم، وهذا ما يرفضه الشعب الذي ينتفض في شوارع بيروت ومدن أخرى مطالباً برحيل الطبقة السياسية الفاحشة الثراء على حساب القوت اليومي للمواطن اللبناني، فالفساد في لبنان أصبح لا قعر له، حفرة تزداد عمقاً مع كل معونة مالية جديدة".

فقر مدقع
ومن جهتها، كشفت صحيفة الشرق الأوسط أن روحانية "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" لم تعد متوافقة تماماً مع شظف العيش الذي يعانيه معظم اللبنانيين، بعدما صار للرغيف حصة من الارتفاعات اليومية في سعر الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء، بذريعة أن الاستمرار بدعم الطحين من قبل الدولة لا يكفي لأن بقية المكونات من الخميرة والملح والسكر وأكياس النايلون وسواها باتت وفق سعر السوق، فضلاً عن تكلفة تشغيل الأفران من كهرباء المولدات إلى أجور العاملين.

ولفتت إلى أن سعر الخبز سجل ارتفاعاً جديداً، ليصل الإجمالي إلى ثلاثة أضعاف تكلفته السابقة قبل الأزمة، ما زاد من حدة المخاوف لدى معيلي الأسر من الدخول سريعاً في حقبة الاكتفاء بهذه السلعة الحيوية كمرتكز غذائي يومي، في حين تنمو أعداد المنقبين في حاويات القمامة بحثاً عن بقايا صالحة للبيع من زجاج أو كرتون وحديد وسواها، ومواربة بالخجل سعياً إلى التقاط فضلات طعام.

وأبرزت الصحيفة عبر استطلاع ميداني حقيقة مؤلمة، بأن الفقر المدقع يتوسع بوتيرة صاروخية ليشمل كل المداخيل التي تقل عن 3 ملايين ليرة شهرياً، ويلامس من تصل رواتبهم إلى 5 ملايين ليرة، وينذر بضم كامل الطبقة المتوسطة إلى أتونه.
وأوضحت أنه من يقدر أن يؤمن الإنفاق على الغذاء، يعجز حكماً عن تغطية الإنفاق على ضرورات قد يتعذر الاستغناء عن معظمها، فالأدوية المدعومة مفقودة بغالبيتها، والتغطية الاستشفائية تتناقص إلى حدود العدم، والتيار الكهربائي العام أصبح حلماً متقطع التغذية إلى حدود الساعة يومياً، فيما تكلفة الاشتراك بالمولدات الخاصة قفزت إلى نحو المليون ليرة شهرياً وإلى مزيد منتظر.

لبنان المقاوم
وأما فاروق يوسف، فقد قال في صحيفة العرب اللندنية، "ظهر لبنان في آخر تجلياته باعتباره بلد اللاءات التي لا تُحصى، فكل أسباب الحياة اختفت ودخلت في عالم الغياب، ولا أحد يملك أن يفعل شيئاً".

وأضاف "هناك دولة قد تم احتواؤها والهيمنة عليها من قبل حزب هو في الوقت نفسه ميليشيا، تلك ليست مسألة جديدة، غير أن استمرار الظاهرة منذ سنوات أدى إلى أن ينزلق لبنان تدريجياً إلى هاوية لا يمكنه أن يتراجع عنها".

وأشار الكاتب إلى أن لبنان اليوم في أسوأ مراحله، فبالنسبة إلى الكثيرين ليس هناك لبنان، إذ لم يعد جزء كبير من المجتمع الدولي قادراً على التعامل معه باعتباره دولة مستقلة ذات سيادة، بل عبارة عن محمية إيرانية، ولكن حزب الله ساخراً يدعو العالم إلى إنقاذ لبنان.
وأوضح أن مشكلة اللبنانيين اليوم تقع في منطقة لا يرغب العالم في التحرك فيها، ذلك لأنها منطقة إيرانية، ما لم يستوعبه اللبنانيون إلا مؤخراً أن كذبة المقاومة ستجعلهم في منأى عن العالم، وأن أي طرف يفكر في مد يد العون لهم سيجد نفسه متورطاً مع إيران بكل مشاريعها في الإرهاب العالمي.

وتابع "لبنان الذي تمكن منه حزب الله سيظل محروماً من أسباب الحياة، لأن إيران التي أحكمت السيطرة عليه ليس لديها سوى أن تمضي به إلى الفناء".