آخر تحديث :الأحد-13 أكتوبر 2024-01:17ص

الاستطلاعات والتحقيقات


"سد حسان".. الحلم الذي حققته الإمارات لأبين

"سد حسان".. الحلم  الذي حققته الإمارات لأبين

الجمعة - 17 فبراير 2023 - 10:07 م بتوقيت عدن

- عدن (المرصد) خاص:


حظي الإعلان عن إطلاق المرحلة الأولى لإنشاء مشروع سد حسان في محافظة أبين، جنوب اليمن، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة بحفاوة وترحاب شعبي واسع خصوصاً من المزارعين الذين ظلوا ينتظرون تحقيق هذا الحلم منذ سنوات.
خلال الأيام الماضية اطلع مجلس الوزراء اليمني على تقرير قدمه وزير الزراعة والثروة السمكية سالم عبدالله السقطري، بشأن مستوى تنفيذ مشروع سد حسان الاستراتيجي والممول بدعم سخي من الأشقاء في دولة الإمارات عبر صندوق أبوظبي للتنمية.
وتضمن التقرير الأعمال والمهام المنجزة ضمن المرحلة الأولى البالغ تكلفتها 78 مليون دولار من مشروع تنفيذ السد، والأثر المتوقع من تنفيذه على توسيع رقعة ومساحة الأراضي الزراعية وتعدد المحاصيل وزيادة إنتاجيتها مع خلق وتوفير فرص عمل للحد من البطالة وزيادة مخزون المياه، وانعكاس ذلك على التنمية بشكل عام.
وأكد مجلس الوزراء على وزارة الزراعة والثروة السمكية، إنجاز تنفيذ المشروع وفق المدة الزمنية المحددة، والذي من شأنه أن يمثل دفعة قوية للقطاع الزراعي في أبين، وللأمن الغذائي والمائي بصورة عامة، منوهاً بالدعم الإماراتي السخي في إنجاز هذا المشروع الحيوي كواحد من أهم المشروعات الاستراتيجية في اليمن.
أهمية كبيرة للسد
وتعد أراضي دلتا أبين من أخصب الأراضي الزراعية وتضم عدة أودية، أهمها وادي حسان  ووادي بناء. ويقع وادي حسان شمال شرق مدينة عدن ويبعد عنها حوالي (77) كم. 
وفي حالة إنشاء السد سيحدث نقلة نوعية في قطاع الزراعة التي تعد محافظة أبين سلة الغذاء لليمن بشكل عام، حيث سيعمل على زيادة الإنتاج الزراعي لتغطية السوق المحلية وزيادة الصادرات الزراعية إلى الخارج.

وتكمن أهمية سد حسان -أكبر السدود في المنطقة- في التحكم بجريان الفيضانات وسيول الأمطار وتنظيم الري للأراضي الزراعية في مناطق دلتا أبين وفي إطار وادي حسان. حيث ظل المزارعون في المحافظة على مدى سنوات طويلة يواجهون خطر الأضرار جراء جرف مزارعهم وتدمير محاصيلهم بفعل السيول والفيضانات، وهو ما قلل بشكل كبير المساحة الزراعية وأثر على إنتاج المحاصيل.
ولكون أبين سلة غذائية متكاملة على مستوى الجنوب والبلد بشكل عام، ولما تنتجه من محاصيل متنوعة تغطي احتياجات المواطنين، جاء إنشاء السد كخطوة مهمة لها أثرها الكبير في النهوض بالواقع الزراعي في دلتا أبين المشهورة بأرضها الخصبة المنتجة لأجود المحاصيل. 
ولأهمية المشروع تم اعتماده من قبل صندوق أبوظبي للتنمية عام 2010م, وبسبب تدهور الأوضاع الأمنية والأزمات التي تلاحقت حتى اندلاع الحرب الحوثية العبثية توقف العمل بالمشروع حتى تم استئناف العمل فيه خلال الأشهر الماضية.
حلم كبير يرى النور
ارتبط سد حسان بوادي حسان الذي يحتل أهمية كبيرة في أبين، وظل إنشاء هذا المشروع الحيوي والهام حلماً يراود أبناء المحافظة على مر السنين وطال انتظاره طويلاً.
و، أشاد مدير وحدة الري بمحافظة أبين عبدالله محول طبيق، بالجهود الكبيرة والمتابعة الحثيثة التي بذلت من قبل وزير الزراعة والري والثروة السمكية سالم عبدالله السقطري واللواء ابوبكر حسين سالم محافظ أبين والمهندس أحمد ناصر الزامكي نائب وزير الزراعة وكيل قطاع الري المهندس أحمد ناصر الزامكي، الذين تمكنوا من إقناع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة باستئناف العمل في مشروع بناء سد وادي حسان  بعد توقف أعمال المشروع نتيجة الحروب التي حدثت في البلاد.
وقال طبيق، إن الأشقاء في الإمارات وافقوا مشكورين على فتح حساب للمشروع وبدء العمل فيه من جديد بكل مكوناته، مضيفا: إن السد عبارة عن سد تخزيني وتحويلي في آن واحد، وتبلغ السعة التخزينية (19.5) مليون متر مكعب، وسوف تروي المياه المتوقع تخزينها مساحة زراعية في وادي حسان تقدر بأكثر من (15000) فدان.

وأشار إلى أن هناك مكونات أخرى للمشروع تتمثل برصف وسلفتة الطريق المؤدي إلى موقع السد يبدأ من مدينة الحصن، مروراً بجانب الأراضي الزراعية وقرية الميوح وصولا إلى موقع السد. كما يتضمن المشروع بناء رؤوس قنوات تحويلية لتحويل المياه المخزنة لري الأراضي الزراعية وهي عبارة عن سدود تحويلية في حسان ابتداءً من قناة منطقة دهل عبدالله وقناة عبر حسين والفشلة وتيران وخالف خبان وإلى الأسفل.
بناء السد ومكوناته سوف يعمل على تغذية الآبار الجوفية ورفع منسوبها من المياه وكذا التخلص من الأعمال التقليدية في إقامة السواتر الترابية التي تكلف ملايين الريالات وكذا التخلص من تصحر الأراضي الزراعية التي تهدد أبين بعد ترك المزارعين للزراعة والهجرة من الريف إلى المدينة لتحسين ظروفهم ورفع مستوى معيشتهم.



بحسب مسؤول زراعي، فإن إقامة السد سينعش الزراعة من جديد، وهذا سيؤدي لتشغيل إيادٍ عاملة كثيرة، ورفع مستوى الأمن الغذائي القومي للبلاد عموماً، وانتعاش تربية الثروة الحيوانية وتربية النحل، لافتاً إلى أن هذا كله سيأتي بعد تأهيل شبكة الري بتنفيذ كل مكونات المشروع علما بأن الشركة المنفذة للمشروع شركة هولندية وشركاء محليون.
توافق يعيد الحياة لمشروع السد
نائب مدير مكتب الزراعة في محافظة أبين، صالح مكيش مصعبين، أوضح أن عودة العمل في مشروع سد حسان القومي الاستراتيجي بعد توقف أكثر من 11 عاما بشارة طيبة، لما لهذا المشروع من أهمية استراتيجية سيعود مردوده على القطاع الزراعي سواء في أبين أو المناطق المجاورة لها. 
وقال: إن جهود المتابعة التي بذلتها قيادة وزارة الزراعة والري وقيادة السلطة المحلية في أبين كانت الشرارة الأولى التي ساهمت في عودة المشروع من جديد.
وأضاف: يعتبر سد حسان سدا استراتيجيا قوميا يمثل نقلة نوعية لقطاع الزراعة والري في أبين والأمن الغذائي والمائي، وسيعيد إنشاء هذا السد محافظة أبين إلى ما كانت عليه سابقا من قوة زراعية متكاملة ترفد العاصمة عدن وبقية المحافظات بالسلل الغذائية المتكاملة والمتنوعة.
وأشار إلى أن عدد المستفيدين من مشروع السد يصل أكثر من 13 ألف مزارع، كما أنه سيغذي 75 بئرا لمياه الشرب لمحافظات أبين- لحج -عدن، بالإضافة إلى المناطق المجاورة، وسيرفع منسوب المياه في الآبار، وهو ما سيعود بالاستقرار الكبير على قطاع الزراعة في دلتا أبين التي تعد من أخصب المناطق الزراعية في الوطن، كون تربتها طينية مميزة غنية وخصبة.
وأوضح نائب مدير مكتب الزراعة في محافظة أبين، أن المساحة الزراعية الحالية تبلغ نحو 5 آلاف هكتار، وبعضها أصبح مهددا بالتصحر جراء التدمير المتواصل لسيول الأمطار والفيضانات. ومع إنجاز السد ستتوسع المساحة الزراعية بشكل كبير حيث من المتوقع أن يغذي المشروع أكثر من 10 آلاف هكتار، وهذا يعد إنجازا كبيرا في توسيع المساحات الخضراء واستغلال ذلك في زراعة مزيد من المحاصيل والحبوب وتحقيق الأمن الغذائي المنشود.
بشائر الخير 
المهندس الزراعي عبدالقادر السميطي، تقدم بالشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة على استئناف العمل في مشروع سد حسان الذي بدئ العمل فيه منذ زمن وتعثر بسبب الأحداث التي مرت على محافظة أبين، موضحا أن السد تعرض لمشكلات كثيرة على إثرها تعطل العمل فيه وتوقف نهائيا، ولكن هلت البشائر مع إعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي التوقيع رسميا على العمل من جديد لبناء سد حسان.



وبحسب المهندس الزراعي، سيقوم السد بتوزيع المياه على عدة قنوات وفقا لعمل هندسي مرتب ومنظم ووفقا لسعة وقدرة كل قناة، وهو ما يعني أنه سيقوم بالاحتفاظ وخزن مياه السيول لحين الحاجة لها في ري الأراضي الزراعية في وادي حسان، إلى جانب كونه سيغذي الآبار في نفس مساقط الوادي والآبار المتواجدة في نفس خط مجرى الوادي والواقعة في اتجاه السد التحويلي والتخزيني.
فوائد اقتصادية متعددة 
يعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع الاستراتيجية على مستوى جنوب اليمن لا سيما وأنه يقع في إطار دلتا أبين التي تمتلك أخصب الأرضي الزراعية والتي ستساهم في تحسين الأمن الغذائي وزيادة الإنتاج الحيواني والإنتاج النباتي والثروة النحلية (تربية نحل العسل)، كما أن هذا السد سيمتص العمالة العاطلة، وهذا يعني تحسين الوضع المعيشي للجميع. 
مزارعو دلتا أبين عبروا، في سياق حديثهم عن شكرهم وتقديرهم لرئيس وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لهذه الخطوة التي تُسجل لهم في جبين أبين أرضا وإنسانا، موضحين أن مثل هكذا مشاريع ستظل تعيش في قلوب ووجدان الناس.
وقالوا إن هذا المشروع سيخفف من معاناة المزارعين وسيخدم الزراعة والمزارعين وسيسهم في زيادة الرقعة الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعي وتحسينه، شاكرين للأشقاء في دولة الإمارت دعمهم الأخوي الصادق لهم ولمحافظتهم.
وثمن مواطنون وشخصيات اجتماعية في دلتا محافظة أبين كل الجهود المبذولة، وعبروا عن سعادتهم بهذه الخطوة الكبيرة التي انتظرتها المحافظة طويلا، وتقدموا بالشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً.