آخر تحديث :الأحد-08 ديسمبر 2024-03:59م

تحليلات سياسية


الجنوبيون اصبحوا اقلية في عدن

الجنوبيون اصبحوا اقلية في عدن

الإثنين - 25 ديسمبر 2023 - 01:29 ص بتوقيت عدن

- المرصد/خاص

حافظ الشجيفي

شهدت عدن، قلب الجنوب وعاصمته السياسية والاقتصادية والتاريخية الابدية، تغيراً جذرياً في تركيبتها السكانية في السنوات الأخيرة.واصبح السكان الجنوبيين الذين كانوا يمثلون الأغلبية، أقلية فيها نتيجة لتدفق أعداد كبيرة من الشماليين، نازحين وغير نازحين على حد سواء، إلى المدينة.


 وأدى هذا التحول غير المسبوق في عدد السكان إلى تزايد المخاوف بين سكان عدن الأصليين، الذين يرون فيه غزوا جديدا للجنوب، وإن كان بشكل مختلف ودون حروب او استخدام الأسلحة.  ويتساءل الكثيرون عما إذا كان نزوج الشماليين الى عدن مجرد ذريعة لاحتلال الجنوب.


 ومن الجدير بالذكر أن معظم الشماليين الذين يتخذون الآن عدن موطناً لهم، جاءوا من مناطق لم تتاثر بالنزاع ولم تصل اليها الحرب وآخرين من مناطق توقفت فيها الحرب تماما.  علاوة على ذلك، تمكن العديد منهم من الحصول على بطاقات هوية قانونية ووثائق شخصية تثبت انهم جنوبيين بينما هم في الأصل شماليين.


 وقد ترك هذا الاتجاه العديد من الجنوبيين يشعرون بالتهميش والقلق بشأن تأثيره على تمثيلهم السياسي والفرص الاجتماعية والاقتصادية في مدينتهم الى جانب المخاطر السياسية التي يمثلها على الجنوب ككل.  ورغم ذلك، فإن المجلس الانتقالي، الذي يسعى لاستعادة دولة الجنوب، التزم الصمت بشكل ملحوظ تجاه الأمر.


 ولم يؤد عدم تحرك المجلس الانتقالي إلا إلى تأجيج مشاعر الإحباط بين الجنوبيين وتشجيع الشماليين على المزيد من موجات التدفق على عدن، .  ومع استمرار الشماليين في بالتدفق والاستقرار في عدن، فإن العاصمة الجنوبية التي كانت مستقلة ذات يوم معرضة لخطر فقدان أهميتها الثقافية والتاريخية والسياسية.


 وما لم تتخذ السلطات الجنوبية خطوات ملموسة لمعالجة هذا التحول الديموغرافي، فقد تستمر عدن في رؤية سكانها الأصليين يُدفعون إلى الهامش في مدينتهم.  لقد حان الوقت لكي تدافع القيادة عن حقوق الجنوبيين وتضمن سماع أصواتهم ومعالجة مخاوفهم.  إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن روح الجنوب قد تكون معرضة لخطر الضياع إلى الأبد.