آخر تحديث :الأحد-13 أكتوبر 2024-01:17ص

الاستطلاعات والتحقيقات


اغتيال أبرز قادة وحدة "الرضوان" محمد الشاعر.. ضربة نوعية تستهدف قدرات حزب الله ضد إسرائيل

اغتيال أبرز قادة وحدة "الرضوان" محمد الشاعر..  ضربة نوعية تستهدف قدرات حزب الله ضد إسرائيل

الثلاثاء - 10 سبتمبر 2024 - 10:59 م بتوقيت عدن

- عدن (المرصد) خاص:


في عملية نوعية جديدة تعكس تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، شنت طائرة مسيّرة إسرائيلية الثلاثاء غارة جوية استهدفت سيارة في منطقة "القرعون" بقضاء البقاع الغربي، مما أسفر عن مقتل محمد قاسم الشاعر، القائد البارز في وحدة "الرضوان" التابعة لحزب الله. يُعتبر الشاعر من أبرز القيادات الميدانية للحزب، ويُعدّ مقتله بمثابة ضربة إضافية لقدرات حزب الله على تنفيذ عمليات إرهابية من جنوب لبنان نحو إسرائيل.

محمد قاسم الشاعر: قائد محوري في حزب الله
محمد قاسم الشاعر، المعروف بلقب "أبو حوراء"، وُلد في عام 1977 في بلدة "سحمر" بقضاء البقاع الغربي. يُعد الشاعر من الشخصيات العسكرية المهمة في وحدة "الرضوان"، وهي وحدة النخبة في حزب الله. لعب الشاعر دورًا محوريًا في العديد من المعارك التي خاضها الحزب في سوريا، بما في ذلك معارك حلب والزبداني وتدمر، حيث كانت وحدة "الرضوان" في طليعة القوات التي تقود العمليات. وبفضل خبراته وقدراته على التخطيط، أصبح الشاعر هدفاً لإسرائيل التي تعتبره مسؤولًا عن التخطيط لهجمات ضدها.







استهداف محسوب واحتفاء إسرائيلي بالعملية
أعلنت إسرائيل عن تنفيذ غارة جوية دقيقة عبر طائرة مسيّرة استهدفت سيارة الشاعر في منطقة "القرعون"، ونشرت تسجيل فيديو يظهر لحظة الاستهداف، مما يعكس دقة العملية.
واعتبر الجيش الإسرائيلي أن مقتل الشاعر يمثل "ضربة إضافية" لقدرات حزب الله على استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية, وتأتي هذه العملية كجزء من استراتيجية إسرائيلية تستهدف استنزاف القدرات القيادية للحزب وإضعاف هيكله التنظيمي.

من جهتها، أفادت مصادر لبنانية أن الشاعر هو القيادي الخامس في حزب الله الذي يتم اغتياله منذ هجوم "الفجر" الذي شنه الحزب على إسرائيل رداً على اغتيال فؤاد شكر, هذه السلسلة من الاغتيالات تعكس تكثيف إسرائيل لضرباتها ضد قيادات الحزب المؤثرة، بهدف تقليل قدرته على تنفيذ عمليات إرهابية.

تداعيات عملية الاغتيال ورد فعل حزب الله
اغتيال محمد قاسم الشاعر يمثل نجاحاً استخباراتياً وعسكرياً لإسرائيل، ويُعد ضربة موجهة لقدرات حزب الله في تخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية عبر الحدود, فقد كان الشاعر أحد العقول المدبرة في وحدة "الرضوان" المسؤولة عن العديد من العمليات النوعية ضد إسرائيل, ورأت إسرائيل أن التخلص من شخصيات مثل الشاعر يُعطل البنية التحتية التنظيمية لحزب الله، مما يقلل من قدرته على تنفيذ هجمات مستقبلية.

ورداً على عملية الاغتيال، أعلن حزب الله استهداف عدد من المواقع العسكرية الإسرائيلية في الشمال، بما في ذلك المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في "عميعاد"، باستخدام طائرات مسيّرة انقضاضية. يُظهر هذا الرد السريع من حزب الله تصميمه على الاستمرار في مواجهة الاستهدافات الإسرائيلية ورفع مستوى الردع.


تطورات الصراع ومآلات الوضع
عملية اغتيال الشاعر تأتي في سياق تصعيد مستمر بين إسرائيل وحزب الله، حيث يسعى كل طرف لتوجيه ضربات تكتيكية تقوّض من قدرات الطرف الآخر, بالنسبة لإسرائيل، يمثل اغتيال الشاعر فرصة لتوجيه ضربة موجعة لحزب الله على المستوى العملياتي والاستراتيجي، بالنظر إلى دوره كمخطط رئيسي للهجمات. في المقابل، يظهر رد حزب الله بوضوح تصميمه على مواجهة الاستهدافات الإسرائيلية والتأكيد على قدرته على الرد.

في ظل هذا التصعيد، تزداد التعقيدات على الحدود الشمالية لإسرائيل وجنوب لبنان, فإسرائيل تستمر في سياستها القائمة على استهداف القادة الرئيسيين لحزب الله، وهو ما يساهم في زعزعة قدرة الحزب على تنفيذ عمليات معقدة، بينما يعتمد حزب الله على اطلاق الصواريخ.

ويعد اغتيال محمد قاسم الشاعر ضربة نوعية لقدرات حزب الله، ويؤكد على أن إسرائيل مستمرة في استراتيجيتها الهادفة إلى تقويض نفوذ الحزب والحد من قدرته على تنفيذ عمليات إرهابية ضدها, ومع استمرار التوترات وعمليات الاغتيال، يبقى الوضع معقدًا ومفتوحًا على عدة سيناريوهات.