آخر تحديث :السبت-31 مايو 2025-12:22ص

اخبار وتقارير


عن تخرجي من الكلية الحربية

عن تخرجي من الكلية الحربية

الخميس - 29 مايو 2025 - 02:47 م بتوقيت عدن

- المرصد_خاص:

بقلم:بكيل فارع

ها قد أتى يوم التخرج، اليوم الذي انتظرته طويلًا، والذي لطالما حلمتُ به منذ أن بدأت رحلتي داخل أسوار الكلية الحربية. حين أنظر إلى الوراء، أسترجع أيامًا كانت مليئة بالتحديات، واللحظات التي صنعت مني شخصًا مختلفًا تمامًا عن ذلك الذي دخل من بوابة الكلية لأول مرة.

الحياة هنا *لم* تكن سهلة، لكنها كانت عظيمة. في كل صباح كنا ننهض قبل شروق الشمس، نبدأ يومنا بالتدريبات والانضباط، نُعِدّ أنفسنا بدنيًا وعقليًا ونفسيًا لنكون على قدر المسؤولية. لم يكن هناك مجال للكسل أو التراجع، فكل لحظة كانت تدريبًا على الصبر، وكل مهمة كانت درسًا في الالتزام.

عشت في الكلية أيامًا علمتني معنى القوة، ليس فقط قوة الجسد، بل قوة العقل والإرادة. تعلمت أن النجاح لا يأتي إلا بالصبر، وأن القيادة ليست مجرد رتبة، بل تحمل الأمانة والشجاعة في اتخاذ القرار. اختبرت طاقتي، وتعلمت كيف أُخرج أفضل ما في داخلي، خاصة في اللحظات التي ظننت أنني لا أستطيع الاستمرار.

ورغم صعوبة الحياة العسكرية، كانت هناك لحظات لا تُنسى. ضحكنا، تعبنا، وقفنا جنبًا إلى جنب كالأخوة. روابط الأخوة بيننا لم تكن عادية، بل كانت قوية، صادقة، وُلدت من التعب المشترك، ومن تحملنا للأيام القاسية معًا.

واليوم، وأنا أقف على مشارف حياة جديدة، أحمل معي كل ما تعلمته داخل هذه الكلية، أحمل الفخر والشرف والانتماء. الكلية الحربية ليست مجرد مرحلة دراسية، إنها تجربة حياة، تصنع الرجال، وتُعِدّ الأوفياء لحماية الوطن.

*بكيل فارع*