آخر تحديث :الأربعاء-21 مايو 2025-01:16ص

الوحدة اليمنية لم تُقتل فقط… بل لم تولد يوماً

الثلاثاء - 20 مايو 2025 - الساعة 06:12 م

وضاح بن عطية
بقلم: وضاح بن عطية
- ارشيف الكاتب


في مثل هذا اليوم من عام 1994، أعلن شعب الجنوب فك ارتباطه من وحدة طُعنت في مهدها، وحدة لم يُكتب لها النجاح لأن الطرف الآخر – نظام صنعاء – قتلها بسلاح الغدر والطمع والحقد الدفين .

إليكم 12 حقيقة تثبت أن ما حدث لم يكن وحدة، بل اجتياح وإحتلال :

1. الانقلاب على الشريك الجنوبي : بعد التوقيع على اتفاقية الوحدة في 1990، بدأ نظام صنعاء مباشرة باغتيال الكوادر والضباط الجنوبيين، في أكبر عملية تصفية منظمة لشركائه في الدولة .

2. نهب المؤسسات : تم تهميش وإقصاء المؤسسات الجنوبية بالكامل، ونهب محتوياتها، وتحويلها إلى مكاتب هامشية تديرها قيادات شمالية موالية لهم .

3. إقصاء الكفاءات : تعرض عشرات آلاف من الموظفين الجنوبيين في السلك العسكري والمدني للتسريح القسري تحت ما سُمّي زوراً "إعادة هيكلة"، بينما فُتحت الأبواب للموالين للنظام من الشمال في عمل عنصري لم يمارسه حتى أسوأ إحتلال بالعالم .

4. الفتوى الدموية : أُطلقت فتوى تكفيرية بحق شعب الجنوب في 1994، تُبيح دماءهم وأرضهم وثرواتهم، واستخدمت لتبرير غزو الجنوب عسكرياً وسحقه بآلة الحرب وتم استقدام الإرهابيين من أفغانستان ومن كل مكان تحت شعار محاربة الشيوعيين .

5. غزو 1994: شن نظام صنعاء حرباً شاملة على الجنوب، بكل أنواع السلاح انتهت باجتياحهم لعدن والجنوب واحتلالها ونهبها في مشهد لا يختلف عن غزوات الاحتلالات الأجنبية .

6. نهب الثروات : جرى السطو على النفط والغاز والثروات البحرية والبرية في الجنوب، وتحولت إلى اقطاعيات ومصدر تمويل للفساد والنخبة المتنفذة في صنعاء .

7. استباحة الأرض والهوية : تم تغيير أسماء المعالم، وفرض رموز شمالية، وتهميش الثقافة الجنوبية، في محاولة لطمس هوية شعب بأكمله .

8. غياب ثقافة الوحدة : لم يُظهر النظام أو القوى السياسية الشمالية أي إلتزام حقيقي بثقافة الشراكة أو إحترام الشريك، بل كانت ومازالت العقلية الاستعلائية هي السائدة .

9. غزو متكرر : لم يكتفِ نظام صنعاء بغزو 1994، بل أعاد الكرة في 2015 تحت غطاء الحوثيين، ومرة أخرى في 2019 عبر أدوات إخوانية تحت غطاء الشرعية، وكلها لإستعادة الهيمنة على الجنوب .

10. تقسيم الجنوب من الداخل : استخدم النظام سياسة "فرّق تسد"، عبر خلق صراعات داخلية جنوبية وتغذية النزاعات المناطقية، لضمان السيطرة ومازالوا يمارسون ذلك بطرق عدة .

11. قمع الحراك السلمي : منذ انطلاق الحراك الجنوبي في 2007، قُتل الآلاف وجُرح عشرات الآلاف في مسيرات سلمية كانت تطالب باستعادة الدولة، ما يثبت أن النظام لا يؤمن بالحلول السلمية .

12. غياب الإرادة الوطنية : لم تُبدِ أي من القوى الشمالية رغبة صادقة في بناء دولة اتحادية أو مدنية مشتركة، بل كان الهمّ الوحيد هو السيطرة والنفوذ والثروة وكأن الجنوب أرض بلا شعب ولا هوية .

ختاماً : الوحدة تُبنى على الشراكة والاحترام المتبادل، لا على الدم والنهب والغزو وما فُرض بالقوة لا يُكتب له البقاء ولهذا فإن نضال شعب الجنوب مستمر تحت قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي لاستعادة بناء دولته وهويته، ولن يُخمد صوته حتى يحقق أهدافه المشروعة .