آخر تحديث :الأحد-22 يونيو 2025-12:36ص

اخبار وتقارير


مات عطشًا وكرامة.. قصة الجندي الحجوري الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في صحراء مأرب

مات عطشًا وكرامة.. قصة الجندي الحجوري الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في صحراء مأرب

السبت - 21 يونيو 2025 - 10:23 م بتوقيت عدن

- (المرصد) خاص:

هزت حادثة مأساوية وجدان الجنود وأسرهم، بعد أن لفظ الجندي "خالد شوعي الحجوري" أنفاسه الأخيرة في صحراء مأرب، حيث تُرك لمصيره تحت لهيب الشمس القاتلة، نتيجة ما وُصف بـ"تعنت وإهمال فج" من قبل قيادته العسكرية التابعة لحزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن).


مصادر ميدانية أفادت بأن الجندي الحجوري، الذي قضى أكثر من عام ونصف في الخدمة العسكرية دون إجازة، طلب من قائده إجازة قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أيام لزيارة أسرته، إلا أن طلبه قوبل برفض قاسٍ ومتعنت، دون أي مبرر إنساني أو تنظيمي.


وبحسب المصادر، غادر الحجوري موقعه في صحراء صافر غاضبًا بعد مشادة مع قائده، واتجه سيرًا على الأقدام إلى عمق الصحراء، حيث اختفى عن الأنظار. وقبل انقطاع الاتصال به، أجرى مكالمة أخيرة بأحد أقاربه أبلغه فيها بقراره ترك المعسكر احتجاجًا على الظلم.


لكن الفاجعة كانت أكبر من المتوقع.. فبعد ثلاثة أيام من التجاهل الرسمي لبلاغات أسرته ورفاقه، بادر أصدقاؤه بالتحرك الشخصي للبحث عنه، ليعثروا عليه جثة هامدة وقد فارق الحياة عطشًا، في صورة مروّعة من الإهمال واللا مبالاة.


وأشعلت الواقعة موجة غضب عارمة في أوساط الجنود وذويهم، وسط اتهامات مباشرة لقيادات مأرب العسكرية بالتسبب في مقتله عبر سياسات قمعية وانعدام المسؤولية تجاه الأفراد، في وقت تستمر فيه القيادات الإخوانية بتجاهل المطالبات بمحاسبة المتسببين.


وتُعد وفاة الجندي الحجوري بهذا الشكل المهين، جرس إنذار جديد عن حجم المعاناة والانتهاكات التي يتكبدها الجنود في مأرب، حيث تُختزل الكرامة والحقوق في قرارات تعسفية تُتخذ من خلف المكاتب، على حساب إنسانية المقاتلين.