آخر تحديث :الإثنين-07 يوليو 2025-07:03م

اخبار وتقارير


بعد هجوم إسرائيل الأخير.. لماذا روّج الحوثيون لدفاعاتهم الجوية؟

بعد هجوم إسرائيل الأخير.. لماذا روّج الحوثيون لدفاعاتهم الجوية؟

الإثنين - 07 يوليو 2025 - 02:56 م بتوقيت عدن

- المرصد /متابعات

على الرغم من دويّ القنابل في أكثر من منشأة اقتصادية يمنية في الحُديدة، ظهر ناطق الحوثيين العسكري يحيى سريع بشكل متزامن مع الضربات الإسرائيلية فجر الاثنين، متحدثًا عن دور "الدفاعات الجوية" في التصدي للهجوم الجوي، في إطار استراتيجية الموقف القوي، قبل أي هجمات معادية.


حضور الحوثيين المواكب للعملية التي شنّتها تل أبيب فجر الاثنين، يُعدّ الأول من نوعه منذ بدء العمليات العسكرية الدولية ضد الميليشيا اليمنية مطلع العام الماضي، انطلاقًا من تحالف "حارس الازدهار"، والضربات الأمريكية البريطانية، وأخيرًا الهجمات الانتقامية الإسرائيلية.


المنشآت الأرضية

وفي ظل إمكانيات الدفاع الجوي المحدودة، راهن الحوثيون خلال الفترة الماضية من عمر التصعيد الإقليمي على المنشآت الأرضية لتحصين قدراتهم العسكرية الاستراتيجية، وتأمين وإخفاء القيادات العليا والمؤثرة في بطون الجبال والتضاريس الوعرة، فضلًا عن مرونتهم في امتصاص الضربات والتأني في دراسة الردود الممكنة وتوقيتها.


وشنّت إسرائيل فجر الاثنين هجوما جويا واسعا، طال منشآت اقتصادية وخدمية في محافظة الحديدة المطلة على مياه البحر الأحمر، والخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثيين، بعد دقائق من إصدار تحذيرات للمتواجدين في موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، إلى جانب محطة كهرباء "رأس كثيب" المركزية.


ورغم استهداف المقاتلات الإسرائيلية جميع الأهداف الواردة في التحذير المسبق، وتوجيهها ضربة إضافية لسفينة "غالكسي ليدر" المختطفة منذ أواخر العام 2023، والراسية قبالة الحديدة، إلا أن متحدث الحوثيين العسكري أشار إلى تصدي الدفاعات الجوية للعدوان الإسرائيلي.


وقال يحيى سريع إن دفاعاتهم الجوية "أجبرت جزءا كبيرا من تشكيلات العدوان الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اليمنية، وذلك بدفعة كبيرة من صواريخ أرض – جو محلية الصنع؛ ما تسبب في حالة كبيرة من الإرباك لدى طياري العدو وغرف عملياته".


وأشار في تصريحات متزامنة مع الهجوم الإسرائيلي إلى جاهزية قواتهم العسكرية العالية، وحضور دفاعاتهم الجوية للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية على اليمن.



استراتيجية الموقف القوي

فيما نشرت حسابات حوثية على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءات غير موثّقة عن تمكن دفاعات الميليشيا الجوية من إسقاط إحدى الطائرات الإسرائيلية في محافظة الحديدة.


وزعم نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين، نصر الدين عامر، أن دفاعاتهم الجوية وبشكل غير مسبوق "أفشلت الجزء الأكبر من العدوان الإسرائيلي، وأجبرت أسرابا من الطيران على المغادرة قبل تنفيذ عدوانها"، وفق قوله.


وذكر في تدوينة على منصة "إكس" أن بعض الطائرات الإسرائيلية "اضطرت لتنفيذ عدوانها من على مسافات بعيدة فوق المياه الدولية للبحر، خوفا من الدفاعات الجوية".


ويرى الباحث في شؤون الحوثيين العسكرية، عدنان الجبرني، أن حديث الحوثيين عن دفاعاتهم الجوية بعد وقوع الغارات مباشرة، يأتي ضمن ما وصفه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي مؤخرا بـ"استراتيجية الموقف القوي أثناء أي هجمات معادية، وعدم الانتظار إلى حين يأتي الرد".


وقال الجبرني إن إسرائيل نفذت، يوم الاثنين، واحدة من أكبر عملياتها الهجومية من حيث عدد الصواريخ، بينما يشيد الحوثيون بقدرات دفاعاتهم الجوية "التي ما تزال في مستوى القدرة على إسقاط بعض أنواع الطائرات المسيّرة، أو الإطلاق العشوائي".


ويعتمد الحوثيون في منظومة دفاعهم الجوي على صواريخ أرض – جو سوفييتية معدّلة، وأخرى مستنسخة من صواريخ "صياد" الإيرانية السريعة التي يصل مداها إلى 100 كيلومتر، وتعمل بتقنيات توجيه متقدمة؛ ما ساعد الميليشيا، منذ العام الماضي، على إسقاط عدة طائرات أمريكية مسيّرة من طراز "إم كيو – 9 ريبر"، مع تزايد نشاطها الاستطلاعي في اليمن.