آخر تحديث :الأحد-05 أكتوبر 2025-12:10ص

مقالات


الطيار الجنوبي أحمد العبار.. من التحليق في السماء إلى التهميش على الأرض بعد حرب صيف 94م

الطيار الجنوبي أحمد العبار.. من التحليق في السماء إلى التهميش على الأرض بعد حرب صيف 94م

السبت - 04 أكتوبر 2025 - 09:33 م بتوقيت عدن

- كتب خالد القادري

لا تزال قضية الطيار الجنوبي أحمد العبار، أحد أبرز الطيارين الذين تدرّبوا في الاتحاد السوفيتي وقادوا مقاتلات سوخوي ضمن سلاح الجو الجنوبي، شاهدة على حجم التهميش والإقصاء الذي تعرضت له الكوادر العسكرية الجنوبية عقب حرب المنتصر في صيف 1994م.

بعد الحرب، على الجنوب عمد النظام السابق في عهد صالح إلى إقصاء الجيش الجنوبي بشكل ممنهج، حيث تم تسريح آلاف الضباط والجنود، وحرمانهم من أبسط حقوقهم العسكرية والمعيشية، في خطوة وُصفت حينها بأنها محاولة لطمس مؤسسات الجنوب وإضعاف كوادره الوطنية.

الطيار العبار لم يكن استثناءً، إذ أُنهِي عمله قسريًا رغم كفاءته وخبرته الطويلة في قيادة وتدريب الطيارين، ليجد نفسه أسير حياة قاسية وظروف إنسانية معقدة، تحوّلت مع مرور الوقت إلى قضية إنسانية لفتت أنظار الإعلام والمجتمع.

حيث أطلقت مبادرات محلية وخيرية جهودًا لدعمه عبر تقديم مساعدات مادية بعد انتشار فيديو له على منصات التواصل الاجتماعي في محاولة لتخفيف معاناته، غير أن قصته تبقى مجرد نموذج لمعاناة أكبر يعيشها الآلاف من الكوادر الجنوبية الذين لا يزالون يدفعون ثمن الوحدة أو الموت حتى اليوم يواجهون التهميش المتعمد والإقصاء الممنهج منذ 1994م.

تظل قضية الطيار الجنوبي العبار صرخة مفتوحة أمام الرأي العام، تُعيد التذكير بمسؤولية إنصاف الطواقم العسكرية الجنوبية وإعادة الاعتبار لهم بعد عقود من التغييب والمعاناة.