آخر تحديث :الأحد-05 أكتوبر 2025-11:33م

مقالات


رسالة من أحد الفلاحين الغلابة بكيل الخالدي إلى اللصوص والمسؤولين في الشرعية:اين الرواتب؟

رسالة من أحد الفلاحين الغلابة بكيل الخالدي إلى اللصوص والمسؤولين في الشرعية:اين الرواتب؟

الأحد - 05 أكتوبر 2025 - 09:28 م بتوقيت عدن

- كتب بكيل الخالدي

"أنا أحد الأشخاص الذين يعانون من الجوع والفقر. لم أرَ شيئًا أسوأ من الجوع، فهو لا يرحم. أنا والعالم نكفر بالجوع كفرًا بواحًا، فلا يوجد شيء في هذا العالم أظلم من الجوع.

لا أعلم كيف أوصل رسالتي إليكم، ولكن سأقول عن واقعي: الجوع قتلني وانتزع مني بنيتي وفكري. نحل جسمي وأنا أنتصر يومًا بحصولي على مصروف يوم، وأظن أني منتصر حتى نص الليل، وهاجمني نفس الكابوس.

السؤال الذي يريد إجابة من ضمائركم: إلى متى هذا الوضع؟ نحن جئنا إلى هنا من أجل العيش بكرامة، لا لتحويلنا إلى متسولين. جئنا لتحقيق الحلم الذي خشينا عليه من الضياع، على الرغم من ضياعه. ولم يكفِكم كل يوم نعيش بوجع عندما نطرق أبواب الناس بأن يغيثونا بقليل مما لديهم نسد به ثغرة في بطوننا لكي لا نموت.

لم نطالبكم بعيش الرفاهية، بل نطالب بحق مرتب. الحال يدمي القلب والوجع ينقسم مرتين: وجع الحوثي ووجع منكم أنتم. خذلتمونا وخيّبتم الظن الذي ظنناه بكم. تركتُمونا نأكلنا الذئب وذهبتم إلى الدول سياحة واستثمارات، وشعب يموت.

أي مسؤولين أنتم؟ وأي قلوب لديكم؟ وأين الضمائر؟ وأين الوطنية وحبكم للوطن؟ أين القسم الذي أقسمتم به أمام الله والوطن وشعب؟ ذهب كل هذا في مهب الريح.

إلى أين تتجهون؟ وما هو تبريركم لما يحدث؟ هل حان الوقت لكشف أقنعتكم الزائفة وكشف عوراتكم السيئة؟ هل أنتم مقتنعون بأنفسكم بأنكم منحطون وأشباه رجال؟ إلى هذا الحد وصلت بكم الحقارة أن تنظروا إلى الشعب يموت وأنتم تتفرجون؟

هل تعلمون أن المشكلة ليست في غياب المال، ولا في من ينهب المال؟ المشكلة فينا نحن، كيف نصبر على كل مسؤول فاسد مسك راس السلطة وسلط الفاسدين على رقابنا؟ المشاكل كلها إذا ما أحللت من جذورها لا قيمة لكثرة الكلام عن المسروقات والمنهوبات، زيادة وجع لا غير."

‏للأسف أقولها بمرارة أن بعد كل هذه السنوات الثقيلة وكل ما مر به هذا الشعب المنهك كان لأجل تحسين حياة من هم في السلطة اليوم ولا يهم ان مات هذا الشعب جوعاً و ذلاً.. لااااا يهم

هذه المرة سأوجه هذه الكلمات إلى كل صوت محترم و مسموع ومؤثر  فأقول لهم أن من احترامك لنفسك وتقديرك لها هو أن تقف اليوم مع صوت قرقرة البطون الجائعة من أبناء وطنك ولا تتجاهل معاناتهم ودعك من خلق مبررات لمن هم في السلطة اليوم وإن كنت ستمدح أحد منهم لموقف شجاع فلا بأس ولكن تأكد قبلها من قدرتك على انتقاده إذا أساء في موقف آخر و اياك ان تجعل قاربك ذو شراع باتجاه واحد لانك وقتها لن تستطيع أن تبحر إلا في اتجاه مدح السلطة فقط.

و عليك أن ترى ملامح الوجع المرسومه على ملامح ابناء وطنك و أن تستمع جيداً إلى اوجاعهم  وإياك  إياك أن تحول قلمك إلى ريشة تدغدغ به من هم في السلطة اليوم ولكن أجعل من قلمك مشرط يجرح جلدهم حتى يتصفد ذلك الدم الفاسد منه. 
اخيراً : حين مدح الشاعر الأموي جرير الخليفة عبدالملك بن مروان قال في احد أبيات قصيدته "الستم خير من ركب المطايا و أندى العالمين بطون راح " ..الخ

 وحينها كان مدحه للخليفة في الفروسية والعطاء والكرم وكان هذا البيت من أجمل ابيات المدح في الشعر العريي. 
و لكننا اليوم نقولها لكم : الستم انتم من ركب معاناة الشعب و أوجاعه كالمطايا وصعدتم بها إلى السلطة والمال و الثروة؟ نعم أنتم كذلك وكفى لن نبرر لكم ونحن نرى شعبنا يموت جوعاً و قهراً وظلماً.