آخر تحديث :الأحد-12 أكتوبر 2025-11:40م

مقالات


من وهج أكتوبر يولد الجنوب من جديد.. على خطى الأجداد يمضي الأحفاد نحو الاستقلال الجنوبي الثاني

من وهج أكتوبر يولد الجنوب من جديد.. على خطى الأجداد يمضي الأحفاد نحو الاستقلال الجنوبي الثاني

الأحد - 12 أكتوبر 2025 - 08:40 م بتوقيت عدن

- ((المرصد))خاص:

كتب / ذياب الحسيني


في الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر، نستحضر مجد الأجداد الذين أضاءوا درب الحرية، ونمضي على خُطاهم بعزيمة لا تلين. من تراب الجنوب تنبع الحكاية، ومن إرث الثورة يولد الأمل من جديد. فكما صنع الأجداد فجر الاستقلال الأول، سيكتب الأحفاد ملامح الاستقلال الجنوبي الثاني.

أكتوبر.. حين انكسرت الشمس على صخور أرض الجنوب، وعلى خطى الأجداد يمشي الأحفاد لتحقيق الاستقلال الجنوبي الثاني. في الرابع عشر من أكتوبر، لم تكن البداية مجرد طلقة في الفراغ، بل كانت ارتجاجًا في صميم التاريخ، وانبعاثًا لروحٍ ظلت تتخمر في صدور الأحرار، حتى تفجّرت من أعالي قمم ردفان، بركانًا من الكرامة يرفض الخنوع، ويعلن ميلاد الجنوب الحر المستقل.

ردفان كانت الشرارة، والضالع اليوم هي العزم، وحضرموت هي رسمُ الملامح القادمة لدولة الجنوب.
الاحتشاد الجماهيري المرتقب في الضالع وشبام حضرموت ليس مجرد فعالية، بل هو رسالة شعبٍ يُجدد العهد، ويؤكد أن ثورة أكتوبر مستمرة حتى تحقق كامل أهدافها، وأن الجنوب لا يخضع لوصاية، ولا يتنازل عن قراره.

ثورة 14 أكتوبر الخالدة علمتنا أن الاحتلال لا يدوم، وأن الشعوب الحية، مثل شعب الجنوب، لا تموت.
واليوم، بعد 62 عامًا من انطلاقها، نكتب للعالم مجددًا أننا أمة لا تُهزم، وأن الجنوب يواصل مسيرته بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، والمجلس الانتقالي الجنوبي المفوض شعبيًا، نحو تحقيق مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة.

إن الجنوب اليوم أقوى من أي وقت مضى، سياسيًا، وعسكريًا، وشعبيًا، وأكثر حضورًا على المستويات الإقليمية والدولية. وهذه الذكرى تمثّل محطةً وطنية لتجديد البيعة للثوار والشهداء، واستنهاض الهمم، وتوحيد الصفوف في وجه كل مشاريع الطمس والإقصاء.

كل أبناء الجنوب من المهرة إلى باب المندب تحت قيادة حكيمة تمضي على خطى ثابتة، تقول للعالم:
نحن هنا، جسدٌ واحد، ورايةٌ واحدة، وقضيةٌ لا تقبل القسمة أو المساومة.

إن الدماء التي روت تراب الجنوب، لا يمكن التفريط بها، وهي أمانة في أعناقنا. سنواصل المشوار حتى تتحقق كامل السيادة، ويعود علم الجنوب مرفرفًا فوق كل شبر من أرضه الحرة.

أكتوبر لم يكن حدثًا عابرًا في تقويم الزمن، بل هو دستور كرامة ومنهج حياة. فلتكن هذه الذكرى محطة لتجديد الوفاء، لا للاحتفال فقط، ولنعلن للعالم أن الجنوب قادمٌ بقوة الإرادة، وإيمان الرجال، ووحدة الأرض والشعب.

من وهج أكتوبر وُلد الجنوب... ولن يخبو نوره حتى يكتمل استقلاله الثاني.

#أكتوبر_مجيد_عهد_جديد
#اكتوبر_موعدنا_حضرموت_والضالع