بكلمات من فيض العشق الإلهي وعمقِ الوجد الصوفي، صدح صوت المنشد إيهاب يونس في أرجاء المتحف المصري الكبير الذي أقيم حفل افتتاحه الأسطوري مساء أمس السبت مرددًا: "يا مُنيَةَ المُتَمَنّي أَدْنَيْتَني مِنكَ حتّى ظننتُ أنَّكَ أني، وغِبتُ في الوَجدِ حتى أَفنَيتَني بكَ عني"، هذه اللحظة التي امتزج فيها الصوت مع مشاهد المولولية في الأماكن التاريخية العريقة بالقاهرة.
ترشيح هشام نزيه
دقائق قليلة تلك التي ظهر فيها "يونس" لكنه حقّق مردود مميز، وحول تحضيره لهذه المناسبة العظيمة قال إن الاستعداد بدأ قبل عدة أشهر، موضحًا في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "رُشِّحت من قِبل الموسيقار المصري هشام نزيه، إذ سبق أن جمعتنا تجربة مميزة في فيلم "الكنز" بجزأيه، ومنذ هذه اللحظة نشأت بيننا علاقة تقدير فني وإنساني، وعقب ترشيح نزيه تواصل معي القائمون على الحفل، وبدأت بعدها في اختيار الكلمات، وهي من أشعارِ الحلاج، وتمت الموافقة عليها من قبل فريق الإعداد، لنبدأ في المرحلة البروفات".

رهبة
اختيار كلمات الحلاج لم يكن مصادفة، وهو ما أكده يونس، قائلًا: "هو اختيار حضاريّ يعبر عن هويتنا الأصيلة، فنحن أبناء حضارة متأصلة في عمق التاريخ، وأردت أن أوصل من خلال الكلمات رسالة محبة وسلام، مفادها أننا وطن واحد، وأخوة في الإنسانية والوطن".
وبسعادة تحدث المنشد المصري عن ردود الفعل قائلًا: "كان التفاعل عظيمًا والجميع سعداء، سواء من الحاضرين للحفل أو جمهور السوشيال ميديا أو بعد عرض الفقرة، إذ تلقيت سيلًا من رسائل المحبة والتقدير".
وتطرق "يونس" إلى لحظة الغناء أمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقادة وزعماء العالم، إذ قال: "الغناء أمام الرئيس السيسي له رهبة لا توصف، لكنها كانت أمنية قديمة راودتني طويلًا، وشعرت أنها لحظة تاريخية في مسيرتي، ومحطة لا تُنسى".
تناغم فني
قدّم يونس الفقرة رفقة الشماس مينا فهيم ليعبرا عن الترابط الوطني، وحول هذا الدويتو قال: "التحضير كان بسيطًا في تفاصيله، لكن الجهد الحقيقي كان في التنسيق الإخراجي، سواء معي أو الشماس مينا فهيم، وتم التناغم بيننا بإشارة المايسترو ناير ناجي قائد الأوركسترا، وقدمنا الحفل بتفاهم موسيقي تام، ولم نحتج سوى بروفة واحدة قبل الانتقال إلى بروفات المسرح قبل العرض".