آخر تحديث :الخميس-06 نوفمبر 2025-01:44ص

الفن والأدب


رحلة جاكي شان الفنية.. شغف وإصرار وراء كل ضربة وأداء مذهل

رحلة جاكي شان الفنية.. شغف وإصرار وراء كل ضربة وأداء مذهل
جاكي شان

الخميس - 06 نوفمبر 2025 - 01:29 ص بتوقيت عدن

- المرصد خاص

لا يزال جاكي شان، الذي ارتبط اسمه بأفلام الحركة والفنون القتالية الرائدة، يأسر الجماهير حول العالم حتى بلوغه سن الحادية والسبعين. وأقرب مثال على ذلك فيلمه الأخير"The Shadow’s Edge" الذي طرح نهاية أغسطس الماضي، إذ يمثل لحظة فارقة في مسيرته المهنية الحافلة، وعزز مكانته كخبير في سرد القصص السينمائية وهيمنته على شباك التذاكر.

الفيلم الذي أخرجه لاري يانج، هو إعادة إنتاج لفيلم الإثارة "Eye in the Sky" الصادر عام 2007، وحاز على إعجاب النقاد والجماهير على حد سواء باعتباره عودة قوية لجاكي شان إلى سابق عهده، حيث يمزج بين الواقعية الجريئة وبراعته المعهودة في فنون القتال. وتضفي الديناميكية بين شان وزملائه في البطولة طابعًا مميزًا، إذ لا يقتصر الفيلم على كونه عمل أكشن، بل يحكي قصة آسرة عن الولاء والاستراتيجية، تدور أحداثها حول عميل النخبة المتقاعد وونج تاك تشونج الذي يوجه ضابطًا مبتدئًا لتعقب مُدبر إجرامي. وحقق الفيلم إشادة واسعة، محققًا تقييمًا جماهيريًا بنسبة 97% على موقع Rotten Tomatoes، وإيرادات تجاوزت مليار يوان صيني.

يُعد جاكي شان، الذي يواجه شائعات وفاته المتكررة بين الحين والآخر، صاحب مسيرة مهنية ملهمة مليئة بالابتكار والمرونة. فقد قدّم أفلامًا كلاسيكية مثل "2 Drunken Master" و"Police Story"، ووصل إلى أفلام عالمية ناجحة مثل "Rush Hour"، مقدمًا أداءً لا يُنسى وقدرة لافتة على الجمع بين الفكاهة والدراما والحركات المذهلة التي تميّزه عن غيره من نجوم الأكشن. خاض شان معارك مصممة بدقة تبرز براعته البدنية ونهجه الإبداعي في فنون القتال، ليقدم أفلامًا لا تقتصر على الترفيه فحسب، بل تلهم أيضًا عددًا كبيرًا من المخرجين والممثلين وتعزز مكانة هذا النوع من السينما عالميًا.


على الرغم من تقدم جاكي شان في العمر، فإنه لا يظهر أي علامات على التراجع في الأداء، فالخمول ليس من سماته. يقول شان: "أحيانًا أنظر إلى ممثلين آخرين مشهورين، إنهم مرتاحون للغاية بعد التصوير"، وعلى العكس تمامًا، يتجه جاكي إلى صناعة المزيد من الأفلام. لديه العديد من المشروعات المهمة قيد الإعداد، بما في ذلك "Five Against a Bullet"، و"New Police Story"، و"Panda Plan 2"، والفيلم المنتظر"Rush Hour 4". وفي كل مشروع، يعد بتقديم شيء فريد، سواء كان فيلم حركة، أو كوميديا مؤثرة، أو مزيجًا من الاثنين، مؤكدًا أن تفانيه واستعداده لتجاوز الحدود يضمنان أن تكون أفلامه المقبلة بنفس تأثير أعماله السابقة. ينتظر المعجبون بفارغ الصبر هذه الإصدارات، واثقين من أن شان سيعيد تعريف سينما الحركة من جديد.

يتجاوز تأثير جاكي شان حدود الشاشة، إذ أرسى نهجه المبتكر في تصميم رقصات الفنون القتالية والحركات الخطيرة معيارًا جديدًا في صناعة السينما، ليُلهم أجيالًا من صانعي الأفلام والممثلين، ويُثبت أن أفلام الحركة يمكن أن تكون مثيرة وذات معنى فني في الوقت ذاته. علاوة على ذلك، تُبرز جهوده الخيرية ومساهماته في السينما العالمية إرثه المتعدد الأوجه، فمسيرته من بدايات متواضعة في هونج كونج إلى صعوده كنجم عالمي تُجسّد قصة مثابرة وشغف لا يُضاهى.



يؤكد الممثل البالغ من العمر 71 عامًا أنه لا يزال يؤدي مشاهده الخطرة بنفسه، ولا يخطط للتوقف قريبًا، موضحًا أن ذلك لن يتغير إلا يوم اعتزاله. ولا يزال جاكي شان منارة للتميز في صناعة السينما، حيث يُعيد ابتكار نفسه باستمرار مع الحفاظ على جذوره. تعد مشاريعه المقبلة دليلًا على جاذبيته الدائمة وموهبته الفريدة، مما يُرسّخ مكانته كأسطورة سينمائية. فلم يكن النجم السبعيني خاملاً، فهذا أمر ليس من سماته، إذ يقول مندهشًا: "أحيانًا أنظر إلى ممثلين آخرين مشهورين، لكنهم مرتاحون للغاية بعد التصوير"، بينما يتجه هو بعد كل تصوير إلى صناعة المزيد من الأفلام.