آخر تحديث :الأحد-09 نوفمبر 2025-01:22ص

منوعات


كوارث المناخ في كل مكان… تقرير صادم يحذر من آثار الاحتباس الحراري

كوارث المناخ في كل مكان… تقرير صادم يحذر من آثار الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري زاد بشكل كبير من شدة حرائق الغابات

الأحد - 09 نوفمبر 2025 - 01:22 ص بتوقيت عدن

- المرصد خاص

شهدت الأرض واحدة من أشد سنوات حرائق الغابات قسوة على الإطلاق، وفقًا لدراسة صادمة أرجعت ذلك إلى التغيرات المناخية الناجمة عن الأنشطة البشرية، محذرة من أن آثار الاحتباس الحراري باتت واضحة في كل حريق كارثي حول العالم.

واعتمد التحليل السنوي لحالة حرائق الغابات، الذي حمل عنوان "حالة حرائق الغابات 2024-2025"، على بيانات الأقمار الصناعية وإعادة تحليل الطقس ونماذج سطح الأرض، وأظهر كيفية تزامن التغيرات في درجات الحرارة والجفاف والغطاء النباتي مع الحرائق القياسية من الأمازون إلى كاليفورنيا.

حرائق شديدة

وتبين من الدراسة، التي نشرها موقع Space.com، أن الاحتباس الحراري زاد بشكل كبير من شدة حرائق الغابات ونطاقها في جميع أنحاء العالم، ما زاد من احتمالية حدوث مواسم حرائق شديدة في بعض أجزاء العالم بمقدار من 25 إلى 35 مرة مقارنة بما كان عليه العالم عندما كان باردًا.

وأجرى فريق العلماء من دراسة آثار حرائق الغابات العالمية، آلاف عمليات المحاكاة لمواسم الحرائق الماضية، مع تأثيرات تغير المناخ البشري وبدونها، ثم درسوا نماذج الغطاء النباتي للأرض لمعرفة كيف يُمكن لنمو النباتات وموتها أن يُسهم في إشعال حرائق الغابات.


كلفت حرائق متنزه جاسبر الوطني في كندا وحدها أكثر من مليار دولار أمريكي
انبعاثات هائلة

وأظهرت الدراسة العلمية أنه في الفترة من مارس 2024 إلى فبراير 2025، التهمت حرائق الغابات 1.4 مليون ميل مربع -أي ما يعادل 3.7 مليون كيلومتر مربع-، وهي مساحة أكبر من الهند، وكانت انبعاثات الحرائق أعلى من المعدل الطبيعي.

وشهدت بعض المناطق ارتفاعات هائلة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فمثلًا شهدت بوليفيا أعلى إجمالي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون في هذا القرن بواقع 771 مليون طن، بينما تجاوزت انبعاثات كندا مليار طن الكربون للسنة الثانية على التوالي، أما منطقة بانتانال البرازيلية، التي تُعد أكبر منطقة رطبة في العالم، فسجلت ستة أضعاف متوسط ​​انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المنطقة.

سبب رئيسي

وقال العلماء إنه بما أن ثاني أكسيد الكربون يساهم في زيادة الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، فإن هذه الزيادات في الانبعاثات تساعد في ردود الفعل الإيجابية، ما يؤدي إلى تفاقم ظروف الاحتباس الحراري العالمي بشكل أكبر، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى حرائق غابات أكثر تطرفًا.

وكان الاكتشاف الأكثر قوة الذي توصل إليه الفريق، هو مدى وضوح تغير المناخ كسبب رئيسي في دفع شدة مواسم حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم، إذ تبين أن حرائق الغابات تشكلت نتيجة لمزيج متشابك من عوامل الطقس والغطاء النباتي واستخدام الأراضي والصدفة.



تسببت حرائق كاليفورنيا في أضرار تُقدر بنحو 140 مليار دولار
خسائر متنوعة

تسببت حرائق الغابات في عامي 2024 و2025 في مقتل أكثر من 200 شخص حول العالم، منهم 100 شخص في نيبال، و34 شخصًا في جنوب إفريقيا، و30 شخصًا في لوس أنجلوس، وأجبرت حرائق جنوب كاليفورنيا وحدها 150 ألف شخص على الإخلاء.

تسببت حرائق كاليفورنيا في أضرار تُقدر بنحو 140 مليار دولار، وبالمثل كلفت حرائق متنزه جاسبر الوطني في كندا وحدها أكثر من مليار دولار أمريكي من الأضرار، بينما خسر قطاع الأعمال الزراعية في منطقة بانتانال البرازيلية أكثر من 200 مليون دولار بسبب حرائق الغابات.

جودة الهواء

وإلى جانب انبعاثات الكربون، كانت الآثار الناجمة من الحرائق على جودة الهواء كبيرة جدًا، إذ تجاوز تلوث الجسيمات الدقيقة الناجم عن الحرائق في البرازيل الحدود الآمنة لمنظمة الصحة العالمية بما يصل إلى 60 ضعفًا، ما عرَّض مئات الملايين من الناس للدخان السام.

وخلص التحليل إلى أن تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان زاد من احتمالية الحرائق الشديدة، وزاد من مساحة الأراضي المحترقة، محذرًا من أن ما يدعو للقلق هو أن التغيرات المناخية نفسها تقدمت لدرجة أن إشاراتها باتت واضحة في كل حريق كارثي تم تقييمه.