آخر تحديث :الأربعاء-24 ديسمبر 2025-02:07ص

اخبار وتقارير


كاتب عماني يتساءل:هل قررت الشرعية الانتحار السياسي بالتحالف مع الحوثي؟

كاتب عماني يتساءل:هل قررت الشرعية الانتحار السياسي بالتحالف مع الحوثي؟

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2025 - 10:28 م بتوقيت عدن

- عدن((المرصد))خاص:

كتب:سعيد جداد
التصريح المنسوب إلى نائب وزير خارجية حكومة رشاد العليمي بشأن نية الشرعية التحالف مع مليشيا الحوثي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي ليس مجرد زلة لسان، بل كلام خطير يصادم العقل والمنطق، ويهدم كل ما تبقى من مصداقية لما يُسمّى بالشرعية اليمنية.
فالشرعية، ممثلة بالمجلس الرئاسي، هي نظريًا على الأقل جزء من التحالف العربي الذي يخوض حربًا مفتوحة ضد الحوثي منذ عام 2015، وتكرر في خطاباتها أمام الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والإقليمية أن الحوثيين جماعة إرهابية، وذراع إيرانية، وانقلابيون على الدولة، وخونة للوطن والشعب.
فكيف يمكن لهذا العدو الذي سالت بسببه دماء اليمنيين، ودُمّرت المدن، أن يتحول فجأة إلى حليف وشريك ورفيق سلاح؟
هذا التناقض الفج انتحارًا سياسيًا واضح وحالة إفلاس أخلاقي ووطني ، فهل بلغت الشرعية هذا الدرك من السقوط حتى باتت مستعدة للتحالف مع الحوثي عدو الأمس واليوم نكاية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وانتقامًا من إرادة الشعب الجنوبي؟
وحتى لو فرضنا جدلًا أن الشرعية قررت السير في هذا الطريق المظلم ، عملا بحكمة مالك بن نويره «كذاب بني حنيفة أحب إلينا من صادق قريش»، فما هو موقف السعودية والإمارات وبقية دول التحالف ؟ وهل يمكن أن تقبل دول قدمت الدم والمال أن ترى شريكها السياسي يهرول إلى أحضان المليشيا الإيرانية من باب الانتقام والنكاية ؟
لكن، دعونا ننتظر حتى لا نبالغ في التحليل، فربما يكون هذا التصريح قد أتى نتيجة صدمة وذهول أصابا العليمي وما تبقى من حكومته، وهم يشاهدون الجنوب العربي ينهض من تحت الركام، وينفض غبار الإقصاء والتهميش، ويشق طريقه بثبات نحو استعادة دولته ومكانته فوق الأرض وتحت الشمس، وبين الأمم.
فالتصريحات التي يتم اطلاقها في لحظات الصدمة تشبه المفرقعات صوتها عالٍ لكن أثرها قصير. وما إن تهدأ النفوس حتى يعود العقل إلى موقعه الطبيعي، ويصبح من المستحيل على أي عاقل في الشرعية والتحالف الارتماء في احضان الحوثي، مهما كانت المغريات ، حتى لو قيل له إن الأنهار ستجري من تحته.


*سعيد جداد ،كاتب وسياسي عماني