آخر تحديث :السبت-27 ديسمبر 2025-01:58ص

اخبار وتقارير


الإنجازات الاستراتيجية للمجلس الانتقالي الجنوبي.. الجاهزية للمؤسسة الأمنية والعسكرية

الإنجازات الاستراتيجية للمجلس الانتقالي الجنوبي.. الجاهزية للمؤسسة الأمنية والعسكرية

الجمعة - 26 ديسمبر 2025 - 11:37 م بتوقيت عدن

- ((المرصد))خاص:

حقق الجنوب، ومن خلال مجلسه الانتقالي منذ تأسيسه، إنجازات استثنائية في مجال الأمن والاستقرار، وإثبات جدارة الإسهام الفاعل في الاستقرار بالمنطقة.

هذه إنجازات لم تأتِ من فراغ، ولم تكن سهلة المنال، بل جاءت نتيجة نضال طويل، وتضحيات جسيمة، وسهر رجال لم يرهقهم التعب في سبيل تحرير وطننا وحماية شعبه.

ولنا أن نستهل بالقول إن ما تحقق في العاصمة عدن وبقية مدن الجنوب من تطبيع للأوضاع واستقرار، بعد سنوات عاشتها العاصمة تحت ضربات الإرهاب الموجه بصورة ممنهجة من قبل قوى ومليشيات الاحتلال، يمثل تحولًا استراتيجيًا كبيرًا، يجعل من الجنوب نموذجًا يحتذى به للنهوض والتعافي الأمني، رغم استماتة القوى المعادية الحوثية والإخوانية على خلط الأوراق عبر مخالبها وخلاياها الإرهابية، ويثبت أن الإرادة الوطنية والتخطيط السليم لقيادتنا في المجلس الانتقالي الجنوبي قادران على تحويل التحديات الكبرى إلى إنجازات ملموسة.

وهنا يتجلى أحد أبرز الإنجازات التي تعلن سجل المجلس الانتقالي الجنوبي، في تأسيس وبناء قوات مسلحة وأمنية جنوبية متكاملة، قادرة على حماية الأرض والمواطن، ومواجهة جميع التحديات الأمنية والعسكرية ومكافحة الإرهاب، إذ عمل المجلس الانتقالي على تأهيل هذه القوات وتطوير قدراتها على مختلف المستويات، لتصبح قادرة على تنفيذ عمليات معقدة متعددة الجبهات، وتسجيل إنجازات قياسية في فترة زمنية قصيرة. ولم تقتصر جهودها على مواجهة مليشيات الحوثي، بل شملت حفظ الأمن الداخلي، ومكافحة الإرهاب، وتفكيك شبكات التنظيمات الإرهابية التي حاولت في بادئ الأمر استغلال انشغال قواتنا في الجبهات الحدودية لتعزيز نفوذها، لكنها وجدت نفسها في مواجهة صعبة مع قوات يشكل مكافحة الإرهاب على رأس أولوياتها، في معركة مصيرية لا هوادة فيها.

كل هذا يؤكد أن الأمن في وطننا الجنوب أصبح حجر الزاوية للسيادة الوطنية، وأن قوته لا تُقاس بالأسلحة وحدها، بل بالعزيمة والقدرة على التخطيط والتنفيذ وقوة العقيدة القتالية والوطنية لدى المقاتل الجنوبي. ذلك ما أثبتته العمليات العسكرية التي نفذتها قواتنا المسلحة الجنوبية وجدارتها الاستراتيجية في اجتراح ما كان ينظر إليه كضرب من ضروب المستحيل، بدءًا من تطهير العاصمة عدن من الخلايا الإرهابية، وصولًا إلى عملية "المستقبل الواعد" في وادي وصحراء حضرموت والمهرة، وعملية الحسم لاستكمال عملية "سهام الشرق" في أبين.

هذه العمليات لم تكن مجرد مواجهات عسكرية، بل حملت في طياتها تخطيطًا استراتيجيًا متكاملًا، أظهر حنكة قيادتنا وقدرة قواتنا على إدارة معارك متعددة الجبهات، واستعادة السيطرة على الأراضي التي كانت ملاذات للإرهاب منذ عقود، وإرساء الأمن والاستقرار بشكل دائم.

كما سجلت قواتنا المسلحة الجنوبية إنجازات نوعية في مواجهة تنظيم القاعدة الإرهابي، حيث أسقطت إمارتين أعلنتهما تنظيم القاعدة، الأولى في المكلا بحضرموت في فبراير 2016 بدعم القوات الإماراتية لأبطال النخبة الحضرمية، والثانية في عزان شبوة على يد النخبة الشبوانية. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت قواتنا من تحرير أكبر معاقل التنظيم وأقدمها وأكثرها ارتباطًا بتاريخ ونشأة القاعدة في اليمن وجزيرة العرب، مثل وادي عومران والرفض في أبين، والمصينعة في شبوة، ووادي المسيني ووادي سر في ساحل حضرموت.

ولم تكن هذه الأودية مجرد مواقع جغرافية، بل كانت مراكز استراتيجية استخدمها التنظيم كملاذات آمنة لعقود، ونجحت قواتنا الباسلة في اقتحامها وإعادة فرض الأمن، ما يعد إنجازًا عسكريًا وأمنيًا فريدًا على المستوى الإقليمي.

الإنجازات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي لم تقتصر على العمليات العسكرية في مكافحة الإرهاب والتصدي للمليشيات الحوثية ومشروعها الإيراني، بل تجاوزتها إلى بناء مؤسسات وطنية جنوبية دفاعية وأمنية وسياسية قوية وبجاهزية، تجعل الجنوب قادرًا على مواجهة أي تهديد داخلي أو خارجي ، فالمؤسسة العسكرية والأمنية على وجه الخصوص أصبحت ركيزة دولة الجنوب العربي، قادرة ومقتدرة على حماية مكتسبات وطننا وتأمين استقرار مواطنيه ومصالحه، لا بل مثلت بما أنجزته حضورًا إقليميًا ودوليًا يعكس قوة الجنوب ومكانته كعامل استقرار في المنطقة.

ونخلص لما سبق، أثبت المجلس الانتقالي أنه قادر على إدارة الأمن بكفاءة عالية، والتصدي لكل التحديات، بما يجعل الجنوب نموذجًا يحتذى به في المنطقة، ووجهة آمنة للسلام والاستقرار.

في المحصلة النهائية، يمكن القول إن المجلس الانتقالي الجنوبي نجح في تأسيس وتجهيز مؤسسات دولة الجنوب على أسس صلبة، من خلال بناء مؤسسات قوية، وأهمها المؤسسة العسكرية والأمنية، التي أثبتت جاهزيتها الكاملة للتعامل مع كل التهديدات، وحماية الأرض والمواطن والسيادة الوطنية، والاضطلاع بدورها ومسؤولياتها في تدعيم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي من خلال مكافحة الجريمة المنظمة وعلى رأسها الإرهاب العابر للحدود.