آخر تحديث :الخميس-07 نوفمبر 2024-11:48م

حوارات


حوار مع اول مخترع للطيران في الجزيرة العربية

حوار مع   اول مخترع للطيران في الجزيرة العربية

الإثنين - 08 أبريل 2019 - 12:25 م بتوقيت عدن

- المرصد/ خاص:



حاوره: عبدالمنعم بارويس


لم يكن طيار ولم يكن خريج هندسة الطيران بل خريج الدفعة الأولى كلية الاقتصاد جامعة عدن ولاتوجد لدية أي وظيفة حكومية لكنه تامل كثيرا في سير المخترعين وانجازاتهم وهو ليس مخترع مثلهم لكنه اقتفى اثارهم عن بعد زمانا ومكانا . وعزز تلك الهواية حيث كان يهوى الى حد كبير التراكيب الهندسية عن الالات وكيفية عملها ويتتبع خطواتها ويستمع الى تعليقات المهندسين حولها فكانت النتيجة ان اصبح اول مخترع للطيران في الجزيرة العربية كان تعامل السلطات معه آنذاك إيجابيا غير انه لم يكن مشجعا لكن لم يمنعه ذلك من مواصلة اختراعاته..


كيف كانت مسيرتك الدراسية؟
في سن مبكرة وكما هو الحال عندنا لدينا في القرى الريفية ، معظم الأولاد يذهبون للمعلامة لتعلم القراءة والكتابة ، وكنت من ضمنهم حيث تعلمت القراءة والكتابة في معلامة ملحقة بمسجد القرية (لماطر) ثم انتسبت لبقية المراحل التعليمية في مدينة عدن ؛ حيث كان انهائي للثانوية العامة قد تزامن مع افتتاح كلية الاقتصاد والإدارة جامعة عدن حيث التحقت بها وكنت ضمن الدفعة الأولى من خريجيها بكلاريوس بتقدير جيد وطوال فترة التحصيل العلمي لم اتوقف عن العمل لاعالة اسرتي حيث كان عملي التصوير الفوتوغرافي والألوان الزيتية.

كيف جاءتك فكرة الاختراع؟
لقد تأملت كثيرا في سيرة المخترعين وانجازاتهم وانا لست مخترع مثلهم لكني اقتفيت اثارهم عن بعد زمانا ومكانا . وعززت تلك الهواية حيث كنت اهوى الى حد كبير التراكيب الهندسية عن الالات وكيفية عملها واتتبع خطواتها واستمع الى لتعليقات المهندسين حولها وكنت من ناحية أخرى اجد نفسي في التعامل مع المعادن وتشكيلها وتطويعها رغم مافي ذلك من عناء وصعوبة أحيانا، لكن الإنجاز يمسح ذلك كله وتبقى السعادة بانك بادرت واجتهدت وتكلل ذلك بالنجاح المنشود وتحصلت على المردود المادي كذلك من بيعك لتلك المصنوعات ؛ وبهذا ترى انك حققت مكسبين الأول معنوي والأخر مادي يعتبران وقود للعمل اللاحق .


متى كان اختراعك للطائرة وكيف تعاملت السلطات آنذاك مع اختراعك للطائرة؟

كان اختراعي للطائرة بتاريخ 9/11/1980م وقد تعاملت معي السلطات آنذاك بإيجابية في اربع نقاط هامة:
الأولى: السماح لي ببناء الطائرة في ساحة خاصة بصيانة سيارات الشرطة ، العقبة – كريتر – عدن .
الثانية: السماح لي بتجربة الطائرة على الأرض بدفع الهواء القوي الناتج عن موجة المحرك وذلك في معسكر عشرين يونيو في كريتر- عدن
الثالثة: شيك من رئاسة الجمهورية بمبلغ 1500 دينار
الرابعة: عرض الطائرة في التلفزيون وهي تسير.








صف لنا الطائرة التي اخترعتها؟
هي طائرة ذات راكب واحد ، وذات جسم انسيابي مصنوع من الانابيب الخفيفة المجلفنة ومغلفة بالواح الزنك الخفيفة لقمرة قيادة مكشوفة وبعصاء للتوجيه مركزها في منتصف قاعة مركزها في منتصف قاع قمرة القيادة في متناول يدي الطيار ومرتبطة باعمدة من الالمنيوم الخفيف ممتدة الى حيث مركز محور المروحة الكبيرة الرافعة وذلك للتوجية لاي جهة كانت بمقدار 360 درجة وبها مقعد للطيار بحزام امان متكئ على أعمدة حمل المروحة الرافعة ولها دفة مربوطة بحبال فولاذية رقيقة حيث يضع الطيار اقدامه داخل مايشبه صندل معدني مع عجلة امامية مثبتة بمحور لتوجيهها مزودة بكابح صغير وحبال فولاذية متقاطعة تتحرك تبعا لحركة اقدام الطيار للعجلة الامامية على الأرض وللدفة الخلفية في الجو وللقد كانت لها نقطتي ارتكاز في الجو الأولى اسفل العجلتين الخلفيتين والثانية هي مركز محور مروحة الرفع . ولقد اجلت مايشبه الأفق الاصطناعي بميازين مائية متقاطعة تبين استواء وميلان جسم الطائرة وكذلك اشرطة رقيقة تشير الى مصدر الهواء الطبيعي للتوجه نحوه عند الإقلاع ومصابيح الضؤ وراديو ولاسلكي : اما المحرك فكان الماني الصنع لسيارة نوع V.W يعمل بوقود البنزين وخزان الوقود سعة 15 لتر وبطارية صغيرة مثل المستخدمة للدراجات النارية لتعطي الشرارة لشمعات الاحتراق ويدار المحرك يدويا بسحب احدى ريش مروحة الدفع المثبتة بالمحرك وليس للمحرك نظام تبريد بالماء بل بالزيت ولها سلك بمقبض جوار يد الطيار اليسرى لتحديد مقدار التغذية بالوقود حسب سرعة دوران المحرك المطلوبة.







هل الطائرة التي صنعتها تماك القدرة على الطيران ام انها مجرد جسم فحسب ؟
لقد كنت تلك الطائرة معدة فعلا لان تطير وتطير ولكن لم يقدر لها ذلك الوقت لاسباب قد تكون معروفة لدى البعض في ذلك الحين ولاتكون معروفة لدى البعض من ضمنها عنصر المجازفة او المخاطرة لاي طيار يقدم على قيادتها فقد اقترح البعض بان تطير على شاطئ البحر وان تصاحبها طائرة هيلوكبتر عن بعد للمساعدة اذا ماحدث أي طارئ ... وبسبب ظروف شخصية مفاجئة اضطرتني للسفر انا واسرتي الى خارج البلاد مما أدى الى إيقاف التجربة.

هل كانت لديكم اختراعات أخرى ؟

نعم وساسرد لك بعض الاعمال المنجزة والتي صنعتها خلال الفترة الماضية:
أ) بنيت فرن في المنصورة عدن يعمل بفحم الكوك ولقد صهرت فيه الزجاج والالمنيوم وغيرها..
ب) في مجال الزراعة صنعت مقلبة للمكمورات تسحب بالجرار الزراعي وتربط به للدوران مع دورة محرك الجرار .، حيث يقطرها خلفه ولها ستة إطارات من إطارات السيارات. كما في الصورة ادناه







ج) صنعت عدة الات للاعلاف العادية والاعلاف المركزة ، العلائق ، لتسمين المواشي






د) صنعت مطابع للدعاية ( سلك سكرين) بالشاشة الحريرية بستة الوان . كما هو موضح في الصورة ادناه..




ه) صنع التين لخراطة الهبسات والهيدكور.
و)صنع الة للتصوير السريع للمسافرين داخل كشك جوار الجوازات كريتر عدن وكانت الأولى والوحيد في سبعينات القرن الماضي.
.ز) صناعة الة لصناعة شماعات الملابس من اسلاك الحديد المغلفة بالبلاستيك وصنع الة للفرشات الصحية. وصنع الة لانتاج الخزانات البلاستيكية.
















ح) صناعة الة كبس لتشكيل قطع الحديد بقوة 20 طن.



ط) صنع الات لتغليف الماء او اية سوائل اخرة اوتوماتيكية باكياس بلاستيكية شفافة بقدرة إنتاجية 900 قطعة في الساعة.
ك) صنع الة بفرن ذي ستة جوانب يعمل بالكهرباء ويسخن بالغاز المنزلي او الديزل ينتج خزانات الماء البلاستيكية معزول حراريا بالياف زجاجية وله ثلاث محركات احدها للهواء الساخن من الموقد والثاني للمحور الراسي والثالث للمحور الافقي ينتج الخزانات بأكثر ن طبقة بسعة 300 الى 1000 لتر.
ل) صنع الة لتشكيل الكراتين باحجام مختلفة
م) صنع الة لنحت زخارف القمريات,
ن) صنع الة في مجال الملاهي عبارة عن مرجحية على محورين راسي وافقي مازالت قيد التنفيذ حاليا.

كلمة أخيرة تود قولها في الختام ؟
لم تكن تلك الاعمال بموهبة امتلكها بقدر ماكانت بالتخطيط المسبق على الورق ثم بالعرق والسهر والإصرار على الإنجاز حيث لم اكن أرى في من سبقنا حضاريا من الأمم المعاصرة لنا حاليا قوى ذهنية او جسدية اكبر او بعبارة أخرى لسنا اقل منهم في تلك الصفات والقدرات والفاصل في الموضوع هو ان تعطي نفسك قيمتها بالانصاف وليس بالهوان او بالغرور والدليل هو ان من امة العرب المنتمي اليها فيها أناس كثر قرروا ان يبادروا وينجزوا فكان لهم ذلك سواء كان داخل الوطن او خارجه هذا وماعداه غير صحيح والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..
ونحن هناء نجدها مناسبة لمخاطبة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك ونقول لهم الا يستحق هذا الرجل التكريم على إنجازاته وهو في الحقيقة لم يطلب وظيفة ولاهبة ولا منصب بينما توزع الهبات والمناصب على من يستحق ومن لايستحق ؛ ولازال يواصل إنجازاته وقد تجاوز السبعين من عمره..