عرض الصحف

الأحد - 04 أكتوبر 2020 - الساعة 11:00 ص بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/وكالات:

سلطت تقارير إخبارية الضوء على أزمة المرتزقة السوريين، الذين يستغلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كذروع بشرية لتعزيز مصالحه الشخصية، وتأجيج الأزمات في المنطقة وخارجها.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن هناك العديد من الأسباب التي دفعت تركيا إلى التدخل في الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، بينها مصالحها الاقتصادية، وأهمها وهم عودة "الخلافة العثمانية".
حطب أردوغان
وفي التفاصيل، تساءل الكاتب فاروق يوسف في مقال بصحيفة العرب اللندنية، "ما الذي حدث للسوريين؟"، قبل أن يجيب "قاتل السوريون من أجل قضايا لم يغادروا بيوتهم ولم يتركوا أعمالهم من أجلها. كانوا مرتزقة على أرض بلادهم بعد أن ارتبطوا بتنظيمات هي في حقيقتها شركات أمنية تأتمر بأوامر الجهات التي تمولها".
وتابع "وحين لعبت تركيا دوراً في إدامة الحرب السورية فإنها استطاعت أن تجند الآلاف من السوريين في فصائل مقاتلة، تقوم بالإشراف على تدريبها وتزويدها بالسلاح ومن ثم توزيعها على مناطق القتال. مقابل ذلك الجهد كانت تركيا تقبض أموالاً هائلة استطاع أردوغان من خلالها أن يقيم شركات كبرى يديرها أفراد عائلته وأقرباؤه. ولأن أحداً لم يعرض أردوغان للمساءلة بسبب متاجرته بالسوريين فلم يجد مانعاً في الذهاب بهم إلى حربه الجديدة في ناغورنو كارباخ. سيُقال مرتزقة وسيُقال شركات أمنية. سينسى العالم هويتهم. سيكونون مجرد قتلى لا أحد يسأل عنهم. اشترى أردوغان حياتهم وموتهم معاً. تُرك السوريون حطباً لحروب أردوغان المفتوحة وهو ما لا ينظر إليه أحد بطريقة جادة".
من الإبادة إلى الحرب
من جهته، قال الكاتب عبدالله بن بجاد العتيبي، في مقال بصحيفة الشرق الأوسط: "إحدى الحقائق الظاهرة في هذا النزاع المسلح الخشن بين الدولتين (أرمينيا وأذربيجان) هو الدعم التركي غير المحدود لأذربيجان، وبالطرق التركية التي باتت معروفة، دعم إحدى الدولتين ضد الأخرى بالأسلحة والتقنيات الحديثة، وربما التدخل العسكري المباشر لاحقاً، وكذلك إرسال المرتزقة من سوريا إلى أذربيجان بعدما حوّلت هؤلاء السوريين المغلوبين على أمرهم إلى ميليشيات مرتزقة ترسلهم تارةً إلى ليبيا وأخرى إلى أذربيجان في لعبةٍ غير نظيفة، يبدو أنها راقت لصانع القرار في أنقرة، ليثبت أنه "الخليفة العثماني" القادم، كما هو حلمه العجيب المعلَن".
وأضاف "في سوريا، قدّمت تركيا نفسها كداعمٍ ومنقذٍ للشعب السوري من جيشه وقيادته السياسية التي كانت تقتله بلا حسابٍ، ثم اتضح أن الهدف التركي هو السيطرة على شمال سوريا وتحويل الشباب السوري إلى جيشٍ من الميليشيات المرتزقة، الذين تستغلهم تركيا في طموحاتها التوسعية في البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط عموماً، كما اتضح في هذا النزع الأذربيجاني الأرمني"، لافتاً إلى أن "إيران وتركيا دولتان تنشران الفوضى وتدعمان استقرارها في الدول التي تدخلت هاتان الدولتان فيها، وهما تدعمان الإرهاب وتنشران الميليشيات وتنقلان المرتزقة، والخطر الكبير هو تحويل النزاع الأذربيجاني الأرمني إلى حرب إقليمية ساخنة تضاف إلى كل الصراعات والحروب القائمة".
استغلال الشعب السوري
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة البيان الإماراتية، أنه "ما فتئت تركيا، برئاسة أردوغان، تواصل تدخلاتها المثيرة للتوترات على المستويين الإقليمي والدولي، مُستخدمة ورقة المرتزقة، لدعم تلك التدخلات التي تزيد الموقف التركي في المنطقة تعقيداً، وتزيد من تشويه صورة أنقرة، كقوة معتدية، ترفع سقف الأزمات وتزيدها اشتعالاً".
وقال رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، أيمن عقيل للصحيفة، إن "تركيا تستغل الشعب السوري للقتال، من أجل تحقيق أهدافها السياسية، وهذا ما يستدعي اتخاذ مواقف جادة من قبل المجتمع الدولي، لردع التدخلات التركية في سوريا وليبيا وأذربيجان".
ونددت المؤسسة بالأفعال التركية التي تستمر في ممارستها في مناطق مختلفة، بخلاف منطقة النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، مطالبة المجتمع الدولي والجهات الأممية المعنية، والمقرر الخاص المعني باستخدام المرتزقة، بالتحقيق في استخدام ونقل تركيا لحوالي 4000 شخص من سوريا، واستخدامهم للقتال مع الجيش الأذري ضد أرمينيا.
الابتزاز والمرتزقة
من جانبها، لفتت صحيفة الدستور المصرية إلى أن السياسات العدائية التي انتهجها نظام أردوغان، مع جيرانه بهدف زعزعة الاستقرار وسرقة ثروات الشعوب، تسببت في فرض عزلة دولية وإقليمية على تركيا.
وقالت الصحيفة إنه مع فشل وكلاء أردوغان وانكشافهم وتدمير قوتهم في معظم الدول، بدأ يتدخل بشكل مباشر ويرسل قواته ومرتزقته سواء في سوريا أو ليبيا والآن في الحرب الدائرة في قرة باغ، إلا أنه لم يستطع فعل شيء وعاد مرتزقته وجنوده في توابيت إليه، "ومع فشله في شرق المتوسط، لجأ أردوغان لإثارة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم قره باغ، وإرسال مرتزقة سوريين، إلا أنه فشل مجدداً في هذا الأمر وانكشفت مطامعه ولفظه المجتمع الدولي ويعدون لعقاب قاسي على أفعاله واستعانته بالمرتزقة والإرهابيين لتنفيذ مخططاته، ليزيد من عزلة تركيا أكثر فأكثر وفشل سياسة الابتزاز".