عرض الصحف

الخميس - 28 سبتمبر 2023 - الساعة 03:12 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))العرب:

اكتفى عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة الحوثية المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء أخرى من اليمن، الأربعاء، بإعلانه العزم على تشكيل حكومة جديدة في المحافظات الواقعة تحت سلطة جماعته.

وجاء ذلك بعد أن روّج إعلام الجماعة خلال الفترة الأخيرة لتغييرات جذرية في “هيكلية الدولة” الأمر الذي اعتبره متابعون للشأن اليمني مقدمة لتغيير نظام الحكم باتجاه تأسيس جمهورية إسلامية على طريقة إيران التي تعلن الجماعة ولاءها لها والاقتداء بمرشدها الأعلى علي خامنئي.

وقال الحوثي في وقت سابق إنّ “التغيير الجذري كان يجب أن يتم بعد ثورة 21 سبتمبر لكننا انشغلنا بالقتال”.

ويشير بهذا التاريخ إلى انقلاب جماعته على السلطة اليمنية وانطلاقها في غزو مسلّح لمناطق البلاد سنة 2014.

وقال زعيم الحوثيين في خطاب تلفزيوني لأنصاره بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي “إنه سيكون هناك تغيير جذري في مؤسسات الدولة” في المناطق الواقعة تحت سلطة الجماعة، من دون أن يحدد سقفا زمنيا لذلك.

وأوضح في خطابه أن “المرحلة الأولى للتغيير الجذري هي بإعادة تشكيل الحكومة الحالية وتغييرها بحكومة كفاءات تجسّد الشراكة الوطنية، يتم فيها تصحيح السياسات وأساليب العمل بما يخدم الشعب”.

ورغم أن ما أعلن من تغييرات مرتقبة لم يرتق إلى التغيير الجذري للنظام المتّبع في البلاد منذ تأسيس الجمهورية اليمنية على أنقاض نظام الإمامة، إلا أنّه حمل بوادر أسلمة المؤسسات، وعلى رأسها مؤسسة القضاء.

وأضاف الزعيم الحوثي أنه “ضمن المرحلة الأولى من التغيير الجذري مع إعادة تشكيل حكومة كفاءات، سيجري العمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة الاختلالات ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي والجامعيين المتخصصين”.

وأشار إلى تمسك جماعته “بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني والمفهوم العام للمسؤولية الذي تتكامل فيه الأدوار”.

وغير بعيد عن التغييرات التي يلوّح الحوثيون بإجرائها تردّدت أنباء عن نيتهم استبدال اللون الأسود في علم الجمهورية اليمنية. وقال غمدان الشريف السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء اليمني السابق أحمد عبيد بن دغر في حسابه على منصة إكس نقلا عن مصادر وصفها بالخاصة، إن الحوثيين يدرسون تغيير اللون الأسود في العلم الجمهوري إلى اللون الأخضر.

وأضاف نقلا عن ذات المصادر:

وصنّف مراقبون ما تم إعلانه في صنعاء ضمن ترتيبات ما بعد الحرب في اليمن بعد أن لاحت بوادر على إمكانية إرساء سلام في البلد بفعل التغييرات الجذرية التي طرأت على الموقف السعودي من الوضع في البلد وحتى من الجماعة نفسها والتي كانت الرياض تعتبرها غير شرعية بالمطلق، لكنّها في الفترة الأخيرة قبلت بالجلوس معها على طاولة المفاوضات المباشرة واستقبلت وفدا منها في الرياض.

وبدا ذلك بمثابة انتصار للحوثيين الذين اقتربوا من تثبيت أوضاعهم في اليمن حيث لم يعد خيار استخدام القوة لاستعادة صنعاء وباقي المناطق من أيديهم مطروحا من قبل السعودية.

واستنادا إلى هذه الحقائق الجديدة بدأ الحوثيون يتصرّفون كطرف منتصر في الحرب ويصعّدون من شروطهم، ملوحين بمواصلة خيار الحرب وذلك لتقديراتهم بأن هذا الخيار سقط من حسابات السعودية.

وقام هؤلاء مؤخرا بتنظيم عرض عسكري ضخم في صنعاء، كما استهدفوا بطائرات مسيرة تجمّعا لقوات التحالف داخل أراضي السعودية ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود البحرينيين.

ويقول مراقبون إنّه في حال مضى الحوثيون بعيدا في تغيير أسس الدولة اليمنية باتجاه أسلمتها على الطريقة الإيرانية، فإن السعودية ستكون مضطرّة للتعايش مع نموذج إيراني مصغّر على حدودها الجنوبية.

وفي سياق مواصلة التصعيد اللفظي ضدّ التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، قال الحوثي “أنصح التحالف بإنهاء الاحتلال وإنجاز ملفات الحرب، وإلا فإصراره على استمرار سياسته العدائية ستكون عواقبه وخيمة عليه، وشعبنا يملك عناصر القوة”.

وجاءت كلمة الحوثي بالتزامن مع مشاركة عشرات الآلاف في احتفال وسط صنعاء نظمته الجماعة، بمناسبة ذكرى المولد النبوي.

ويدير الحوثيون من صنعاء ما يسمونه “حكومة الإنقاذ الوطني” وذلك بشراكة صورية مع مكونات سياسية موالية لهم.