تحليلات سياسية

الأحد - 11 فبراير 2024 - الساعة 12:14 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن (المرصد) خاص:





الهجمات الإرهابية في وادي عومران بمديرية مودية في محافظة أبين تضع أكثر من سؤالاً عن أسباب استمرارها رغم الإعلان قبل أشهر عن تحريره بالكامل.

ويستغرب متابعون تكرار هذه العمليات التي ينفذها تنظيم القاعدة في وادي عومران على الرغم من تطهيره والدفع بقوات كبيرة لتأمينه وهنا نضع للمتابع الأسباب التي أدت إلى عدم تأمينه بالكامل واستمرار هذه العمليات الإرهابية والتي كان آخرها يوم الأربعاء الماضي أستشهد على إثرها الإعلامي عبدالكريم العبادي.

وادي عومران اتخذت منه التنظيمات الإرهابية معسكراً لها منذ ما بعد حرب احتلال الجنوب في العام1994، نظرا لمكانته ووعورة الوصول إليه وجرى دعمه وشق الطرق والكهوف لقيادته من قبل السلطات اليمنية لنشر الارهاب في الجنوب.
ووادي عومران هي عدة أودية و سلسلة جبلية واسعة شديدة الوعورة وبها مرتفعات جبلية يصعب الوصول إليها وهي ما صعبت من تطهير بعضا منها.

وادي عومران الرئيس تم تطهيره بالكامل قبل أشهر ووضعت القوات الجنوبية وحدات عسكرية وأمنية لتامينه لكن العناصر الإرهابية تتسلل لزرع العبوات على الطرق في الوادي والجبال المطلة عليه وتقوم بتفجيرها عن بعد أثناء مرور الاطقم والعربات العسكرية.

وفقا لمصادر قبلية فقد خسر التنظيم الإرهابي قوته وحضوره التي كان يثق كل الثقة في عدم خسارتها نظرا لصعوبة الوصول إلى مراكز القيادة ومخابء السلاح والمتفجرات وقد شلت قوة التنظيم في القتال المباشر مبكراً عندما نجحت القوات في الوصول إلى مركز القيادة ومخازن المتفجرات ،وهو ما اضطر بابرز قيادات التنظيم إلى المغادرة باتجاه مارب عبر طرقا جبلية تربط أبين بشبوة ومن ثم مارب واستقرت هناك في المدينة الواقعة تحت سيطرة الإخوان.

كيف يتحصل التنظيم على السلاح؟

لعل أبرز الأسئلة هو كيف يتحصل التنظيم الإرهابي على السلاح والمتفجرات في ظل خسارته مخازن السلاح في عومران.

تقول مصادر قبلية هناك لصحيفة "المرصد"ان التنظيم بات يتحصل على كافة الدعم المالي والعتاد والمتفجرات الجاهزة عبر جماعة الحوثي التي تسيطر على مناطق واسعة باتجاه البيضاء وصولاً لمديرية جيشيان المحاذية لوادي عومران.

وبحسب المصادر فإن العبوات والالغام التي يتم زراعتها في وادي عومران والمناطق شرق مودية تأتي جاهزةُ من مناطق جماعة الحوثي على طرق جبلية تربط الوادي بمناطق مديرية جيشان التي تسيطر عليها مليشيات ايران.

وأكد خبراء في القوات الجنوبية ان العبوات و الألغام التي يتم زراعتها في عومران من قبل عناصر القاعدة هي ذاتها التي تزرعها مليشيات الحوثي في الساحل الغربي والضالع ومأرب وتعز وغيرها من المحافظات.

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن إفراج المليشيات الحوثية على العشرات من عناصر القاعدة كانوا في سجون صنعاء وقد تم دفعهم وفقاً للمصادر نحو محافظة البيضاء.

وارسلت المليشيات جميع العناصر الإرهابية إلى حدود أبين ،وقامت عبر شخصيات قبلية بتسليح تلك العناصر والزج بها في جبهات أبين.

كيف يتحصل التنظيم على الأموال ؟

الضربات والحصار التي فرضته القوات الجنوبية شل من قوة تنظيم القاعدة خصوصاً مالياً بعد اغلاق كافة المنافذ التي كان يتحصل على الأموال والسلاح عبرها خصوصا تلك التي كانت تأتيه من سواحل أبين وشبوة.

الأطراف المناهضة للجنوب استنفرت للإبقاء على التنظيم في حدود الجنوب فتحصل التنظيم على الدعم المالي من محافظة مارب عبر شخصيات تنتمي لجماعة الإخوان وكذا عبر محافظة البيضاء مقدمة من جماعة الحوثي عبر شخصيات قبلية تحت حجج التبرعات .

مسؤولو الأموال في التنظيم يزورون مارب حيث تقيم الكثير من ابرز قياداتهم في المدينة ويقومون وفقا للمصادر بتوفير المال والأسلحة للجماعات في أبين عبر طرقا جبلية تربط مارب بالبيضاء .


وأخيراً تجدر الإشارة إلى وجود بعض الدعم المالي وكذا عمليات الارباك للقوات الجنوبية في مناطقها من قبل مخابرات دولة يفترض أنها صديقة في محاولة منها للضغط على القيادة الجنوبية للخضوع لعملية سلام هي في الواقع عملية تسليم للبلاد لجماعة الحوثي وهو ما يرفضه شعب الجنوب ولجأت تلك الدول الى دعم الإرهاب ونشر القوات الغير مرحب بها بالإضافة إلى الحرب الإقتصادية الواضحة التي تقوم بها علناً ضد الجنوب وهي حروب فشلت في الماضي وستفشل فالجنوبيون يرفضون ان تُسلم بلادهم لإيران.