منوعات

الخميس - 24 مايو 2018 - الساعة 03:00 م بتوقيت اليمن ،،،

(المرصد)متابعات:

على شط بحر الهوى رسيت مراكبنا .. ورمضان جمعنا سوى احنا وحبايبنا .. بهذه الكلمات البسيطة يمكن أن نعبر عن حياة بعض المراكبية على النيل الذين يبتعدون عن عائلتهم وأسرتهم الصغيرة للعمل بين الزبائن فى الماء، إلى أن يأتى هذا الشهر الكريم الذى يرفع شعار " يلا نرجع لمتنا" فيتجمع شمل العائلة من جديد داخل قارب صغير على شاطئ النيل ولكنه بالنسبة لهم جنة تحتضنهم على ضفاف النهر العظيم .


بمجرد أن تذهب إلى مرسى كوبرى قصر النيل تجد أجواء رمصانية مختلفة وحياة جديدة لها زينة من نوع خاص بداية من الشمس الساطعة التى تشرق فى الصباح فتضىء لهم يومهم ونسمات الهواء العليل الذى يخالطه رائحة النيل فيعبر عن عراقة مصر ووجود قوارب صغيرة متراصة بجوار بعضها لجمع شمل العائلات بجانبها مراكب لتنزه الزبائن ويكسب منها صاحب كل مركب رزقه الذى يدبر منه احتياجات عائلته البسيطة .
ووسط هذه الأجواء الهادئة المتصلة بالطبيعة، تجولنا  داخل احدى القوارب فى يوم لمعايشة ورصد حياة عائلة صغيرة من هذه العائلات فى رمضان، لنصطحبك فى جولة داخل إحداهما، والتى تعد بالنسبة لهم حلقة الوصل يجمع شملهم فى حضن النيل الكبير .
ففى مكان صغير على القارب يجلس عائلة من 4 أفراد الزوجين وطفليهما بجانبهم الأدوات البسيطة التى تساعد الزوجة على إعداد الطهى وموقد نار للتسخين، لتكتمل حياتهم فى  رمضان، وهنا  يقف الزوج حمادة محمد، ليعبر لنا عن عمله فى شهر رمضان قائلا: أنا مولود هنا ولما اتجوزت مراتى قعدت فى البلد وأنا بشتغل علشان رزقى فى البحر، وفى شهر رمضان بجيب ولادى ومراتى يقعدوا معايا" .
وعن كيفية قضاء أسرته أيامها فى الشهر، أشار إلى القارب ووضح أنهم يجلسون به على الشاطئ وهو معهم لا يتركهم إلا وقت العمل فقط فى الفطار ، موضحا أن زوجته تجهز له فطوره  ليأخذه معه أثناء فسحة زبائنه وقت الفطور لتبق الزوجة وسط عائلتهم وأقاربهم فى النيل، مشيرا " المراكب اللى حوالينا كلها بتاعة قرايبنا فبسيبهم لإيد أمينة لحد ما أرجعلهم" .
وعن يومه فى العمل، قال إنه يذهب مع الزبائن التى تريد أن تفطر فى رمضان على المركب  فيحجزون قبلها بيوم ثم يحملون فطورهم معهم فى جولة تمتد من قبل الفطور بفترة قليلة تستمر لساعة أو ساعتين على حسب رغبة الزبون وهذه الرحلة تتم أيضا فى السحور لكل من يريد.
وعن الزبائن التى تتوافد عليه فى رمصان، أوضح أنهم من المصريين او الخليجيين  الذين يقضون شهر رمضان فى مصر فيذهبون على الفطور، أما المصريون فتمتد رحلتهم فى فترتى فطور وسحور .

" بنقضى رمضان كل سنة معاه وأجهز أكله هو والعيال وأحضرلهم طلباتهم" بهذه الكلمات التى تملأها العطف تحدثت الزوجة أم محمد عن تضحياتها لراحة زوجها وعائلتها فى هذا الشهر، حيث تأتى من بلدها لمشاطرة زوجها وعدم تركه فى هذا الشهر .
" مش بس عيلة وحبايب لأ وكمان قرايب " هذا هو المبدأ الذى يسرى عليه حياة العائلة، حيث تقول أم محمد أنه عندما يذهب زوجها للعمل فى النيل لم تكن بمفردها مع أبنائها بل أيضا وسط أقاربها .
ومنذ بداية  إشراق الشمس التى تلمع فى المياه لتنم عن موعد الاستيقاظ وتدب النشاط على كل المراكب، تستيقذ أم محمد للتسوق وإعداد كل طلباتها التى تحتاجها فى الفطور لتقض باق الوقت  بجانب أبنائها طوال فترة النهارة والذين يسعدهم هذه الحياة النيلية، ثم تبدأ أم محمد فى التجهيز للفطور بالأدوات البسيطة التى تساعدها فى القارب مع ترتيب هذا المأوى الصغير ورعاية أبنائهم ، هذه الخطوات البسيطة هى رحلة أم محمد، لقضاء يومها فى رمضان، مشيرة " بجهز أكلى قبل الفطار وبنفطر أول يومين طبيخ ومحاشى وبنوع بعدها حسب ما تفرج وأحمى العيال فى النيل وأنشر هدومهم عالقارب ونفطر كلنا مع قرايبنا  " .
ومن بداية حديث المراكبى وزوجته عن حياتهما فى القارب وعدسة اليوم السابع تسجيل لحظات هذه العائلة الصغيرة حتى الفطور لتسجلها فى الصور التالية التى تنقلك معهم لتعيش أجواء رمضان فى النيل مع هذه العائلة البسيطة على القارب .