الشأن الدولي

الأحد - 22 يوليه 2018 - الساعة 02:46 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

رغم الضربات المتتالية للمواقع الإيرانية في سوريا، ظلت الميليشيات الفارسية تعمل في مواقع كثيرة، وتشارك في المعارك وتتحمل الدور الأكبر في القتال ضد فصائل المعارضة، بينما اقتصر الدور الروسي في أغلب الأحيان على الضربات الجوية فقط.
من جهته أشار الخبير في الشئون الإيرانية، أسامة الهتيمي، إلى أن الوجود الإيراني في سوريا لم يكن فقط نتيجة استدعاء من نظام بشار الأسد، بل إنه جاء أيضا تلبية لرغبة إيران وخدمة لمشروع تمددها في المنطقة، وبالتالي فقد استغلت تدهور الأوضاع في سوريا وفشل نظام الأسد في حسم المعركة ضد الثورة السورية، فسارعت لإرسال عناصر الحرس الثوري، واستقدمت الميلشيات الشيعية والمرتزقة من كل مكان بادعاء الدفاع عن مراقد آل البيت في سوريا، لتصبح بعد مدة قصيرة صاحبة اليد الطولى في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.
وأضاف الهتيمي لـ24، أن القوات الإيرانية لم تستطع هي الأخرى أن تحسم المعركة، وتكبدت خسائر بشرية ومادية كبيرة، إذ أشارت بعض التقارير إلى مقتل نحو 1000 منهم وهو ما اضطر نظام الأسد في نهاية الأمر إلى استدعاء القوات الروسية، إلا أنه لا يمكن أن نتجاهل أن وجود القوات الإيرانية البرية لا زال مهماً لحليفها نظام الأسد لأقصى درجة، إذ لا يمكن للقوات الروسية التي تتحكم في الجو من أن تفرض السيطرة على الأرض دون الاستعانة بالقوات البرية.
وألمح الهتيمي، إلى أن الضغوط الإسرائيلية من أجل الانسحاب الإيراني لا تعني على الإطلاق أن الصراع بينهما إستراتيجي؛ فهما في النهاية شركاء في جريمة معاناة سوريا طيلة الفترة الماضية، وإنما النزاع هنا نزاع نفوذ ورغبة إسرائيلية في أن لا تترك الأمور للعبث والصدفة، ومن ثم فهي حريصة على أن لا تمنح إيران أية ورقة تضغط بها عليها مستقبلاً.
وأوضح أن هذه المطالبات الإسرائيلية تراوحت بين انسحاب إيراني كامل من الأراضي السورية وبين انسحاب لمسافة محددة من الحدود الجنوبية الغربية مع الجولان الخاضع للاحتلال الصهيوني، الأمر الذي يعني أن الهدف الأساسي هو فقط إرسال رسالة قوية بأهمية أن لا يمس أمن الحدود وأن تكون أمريكا وروسيا ضامنتين لذلك.
وأفاد الهتيمي، أن الدليل على ذلك القبول الإسرائيلي بتواجد قوات الأسد بالقرب من هذه الحدود رغم إدراك الكيان الصهيوني أن هذه القوات تأتمر في نهاية الأمر بالأوامر الإيرانية وكذلك إدراك أمريكا وإسرائيل للألاعيب والحيل التي تقوم بها إيران حيث استبدلت جلدها واتخذت من مقرات قوات الأسد قوات لها فيما ارتدت عناصر وعناصر الميلشيات الشيعية الموالية لها ملابس قوات الأسد وهي اللعبة التي لم تنطل بالطبع على الكيان الإسرائيلي لكنه يصمت عليها برغبته.
وأكد الهتيمي أنه فيما يتعلق بروسيا، فإنها لا يمكنها على الإطلاق أن تكون جادة في مطالبتها لإيران بسحب قواتها من سوريا، ذلك أن المطالبات الروسية بهذا الصدد لا تعدو كونها فقط أداة من أدوات تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا والحد من طموحها المتعلق بالمشاركة في عمليات الإعمار المستقبلية لسوريا ونهب ثرواتها.
وقال الباحث في الشؤون الإيرانية، شريف عبدالحميد، إن إسرائيل أبلغت إيران عبر الوسيط الروسي أنها لن تقبل بوجود ميليشياتها بالقرب من حدودها، أي في المناطق الجنوبية والغربية من سوريا، وقد تلقى هذه الرسالة مستشار مرشد الثورة للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، اثناء زيارته لموسكو، في نفس التوقيت الذي التقى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس بوتين في العاصمة الروسية، وحمل الأخير هذه الرسالة الإسرائيلية.
وأضاف عبد الحميد لـ24 أن الإيرانيين أخذوا التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، وسيتراجعون بالفعل من تلك المناطق، ولن يخاطروا بخوض غمار تحد يفوق طاقتهم، ولذا سيتم إخلاء المنطقة الجنوبية الغربية من المليشيات الشيعية التابعة لنظام الملالي.