عرض الصحف

الإثنين - 03 ديسمبر 2018 - الساعة 11:46 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

سلك التوتر في جبل لبنان، منحى تخطى المواجهة الواقعة بين الدولة اللبنانية، والوزير الأسبق، وئام وهاب وأنصاره، إذ انعكست التداعيات على الوضع الدرزي الداخلي، إثر منح رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط غطاء سياسياً للعملية الأمنية.
بحسب صحف عربية، صادرة اليوم الإثنين، يُعدّ وهاب من أبرز حلفاء دمشق من الدروز اللبنانيين، وتوجه بإساءات أخيرة إلى الرئيس المكلف سعد الحريري، ووالده الرئيس الراحل، رفيق الحريري، قبل أن يعتذر عنها.

رأس الفتنة

ذكرت صحيفة "الشرق الوسط"، أن محامين في "تيارالمستقبل" قدموا شكوى قضائية، اتهموا وهاب بتأجيج الانقسامات، وتهديد السلم الأهلي، في وقت شهد فيه الجبل الذي يؤيد بمعظمه حزب "التقدمي الاشتراكي"، توتراً، إثر معلومات عن مواكب سيّارة تابعة لوهاب يستقلها مسلحون، جالت مناطق متفرقة في الجبل.
وأثار فيديو للموكب والمسلحين غضب وحفيظة مناصري الحريري، ونشطت مواقع التواصل الاجتماعي حاملة تساؤلات عن موقف الأمن اللبناني فيما شجب مضمون الفيديو عدد من القوى السياسية، أبرزهم الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، الأمر الذي أفضى لتجدد التوتر في الجبل، إثر تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن مقتل محمد أبو ذياب.
وبذلك، تكون المواجهة مع الدولة محصورة بالقضاء الذي لا يستطيع وهاب أن ينفي تبلغه عبر المختار، وعبر الإعلام، بوجوب مثوله أمامه، بحسب ما قال مصدر قانوني والذي لافت إلى أن الإجراء القانوني في حالات مشابهة، يتمثل بوجوب مثول وهاب أمام القضاء.

مطلوب للعدالة

صحيفة "المستقبل" اللبنانية أوردت أن وهاب أمضى نهاية الأسبوع بين التواري في الأحراج والتلطي خلف الدماء، هرباً وتهرّباً من الامتثال إلى أمر القضاء والتحقيق في جرم إثارة الفتن، وأضحى مطلوباً للعدالة.
وبعد الفشل في إشعال الفتائل الفتنوية بين أبناء الجبل عبر العراضة المسلّحة التي نظّمها مسلحوه في أرجاء المنطقة وصولاً إلى المختارة، سعى وهاب يائساً إلى محاولة تحريض أبناء الجبل طائفة الموحدين الدروز واستجداء تغطيتهم لارتكاباته الجرمية بحق مقامات الوطن وشهدائه من خلال لعبه على وتر تأليب "الكرامات" في مواجهة القوى الشرعية، لكن سرعان ما وأد أبناء الطائفة الدرزية بزعامتها السياسية وقيادتها شرارة الفتنة والتأكيد بأغلبيتهم الساحقة على وقوف الجبل تحت راية الدولة وفي كنفها.
وفي هذا الإطار، كان تشديد حاسم من زعيم المختارة، وليد جنبلاط، من "بيت الوسط" على الوقوف "مع الدولة"، مبدياً دعم القوى الأمنية الرسمية في قيامها بواجباتها ونافياً في المقابل وجود أي شيء يُهدّد كرامة الدروز إثر لقائه رئيس الحكومة المكلّف، سعد الحريري.
حادثة الجاهلية تصفية للحسابات
حادثة الجاهلية بحسب ما ذكرت صحيفة "القبس"، أطلقت المخاوف من انفلات الأمور أمنيا، في ظل أزمة سياسية وحكومية مستفحلة، "لا بصيص أمل فيها"، على حد قول البطريرك الماروني، بشارة الراعي.
واعتبر مصدر نيابي أن الأقطاب اللبنانيين على اختلاف توجهاتهم يدركون أن اهتزاز الأمن في البلاد "لعبة خطرة"، لن تستثني أحداً من نيرانها، ولا يستبعد أن تعيد حادثة الجاهلية احياء المسار الحكومي، خشية من انحدار البلاد نحو فوضى أمنية، متوقعاً مبادرة جدية من رئيس الجمهورية، ميشال عون، تنقذ ما يمكن انقاذه.
ويضيف المصدر أن "الأزمة الحكومية المستفحلة بما خلفته من اصطفافات شكلت فرصة ذهبية للنظام السوري، لاستعادة الدور الذي مارسه على الساحة اللبنانية طيلة فترة وصايته على لبنان. ويعتبر ما جرى في الجاهلية، وما سبقه من التحضير لعراضات "وهابية" كانت تنوي التوجه إلى المختارة، الغرض منه توجيه رسالة الى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لمواقفه الراسخة من هذا النظام منذ اندلاع الأزمة السورية.

استهداف الحريري وجنبلاط

ويقرأ محللون كما ذكرت صحيفة "العرب"، بأن أحداث الساعات الأخيرة في لبنان، بصفتها واجهة من واجهات تصادم منطق الدولة، مع المنطق الميليشياوي الذي ينتهجه حزب الله للهيمنة على القرار السياسي في البلد.
ويرى هؤلاء أن التصعيد الأمني الذي شهدته بلدة الجاهلية الدرزية في الشوف لا يعبر عن احتكاك محلي الطابع، بل عن حالة انزلاق يدفع بها حزب الله داخل المكونات الطائفية للبنان.
ويجزم مراقبون لشؤون الطائفة الدرزية أن حزب الله أراد استخدام وهاب هذه المرة من أجل التصويب على هدفين، الأول هو رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري، لإثنائه عن الموقف التي ما زال متمسكاً بها في رفض تمثيل "سنة 8 آذار" المتحالفين مع حزب الله والمنضوين داخل كتلة "اللقاء التشاوري البرلمانية"، والهدف الثاني هو الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، الذي سبق لأمين عام حزب الله، حسن نصرالله، أن وجه انتقادات علنية له رداً على انتقادات جنبلاط لسياسة طهران ودمشق في لبنان.
وتقول أوساط شيعية معارضة لحزب الله إن "الحزب يسعى إلى تجنب تقديم الأمر بصفته صداماً بين الشيعة والسنة" وأنه يحاول من خلال أدواته السنية والدرزية هذه المرة تمرير رسائل استخدم لها سابقاً أدوات مسيحية ولم تفلح، وتلحظ هذه الأوساط مدى امتعاض حزب الله من تصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، حول تقييمه لعقدة "سنة 8 آذار". فالرجل، وعلى الرغم من تحالفه وتحالف الحزب الذي يترأسه، التيار الوطني الحر، مع حزب الله، إلا أنه رأى أن هذه العقدة هي سنية، شيعية برعاية من حزب الله، وليس كما يراها آخرون بأنها عقدة سنية سنية بين الحريري وأتباعه.