الاستطلاعات والتحقيقات

الإثنين - 06 يناير 2020 - الساعة 06:17 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص

استطلاع / ناصر المخزم:

دشنت شركة (عدن نت) صبيحة يوم الأحد الثاني من شهر سبتمبر من العام 2018 عملها رسميا في العاصمة عدن كأكبر مشروع في قطاع الاتصالات نفذته الحكومة اليمنية في المناطق المحررة من سيطرة الحوثيين بحضور الرئيس هادي ورئيس الوزراء آنذاك أحمد عبيد بن دغر ووزير الاتصالات لطفي باشريف.
وأعلنت الحكومة اليمنية عن تدشين الخدمة الجديدة في الاتصالات اليمنية تحت مسمى (عدن نت) بتمويل حكومي وصل إلى اكثر من 100 مليون دولار (ستة مليارات ريال يمني) وقالت الحكومة إن الشركة عبارة عن مزود حكومي لخدمة الإنترنت عبر (كابل بحري) تعمل على تزويد خدمة الإنترنت بتقنية الجيل الرابع المعروفة عالمياً، وتهدف إلى تقديم خدمة الإنترنت السلكي واللاسلكي بشكل متطور يواكب التطور العالمي في تقديم خدمة الإنترنت وتراسل المعطيات.
وقالت الحكومة اليمنية إن هذه الخدمة ستنهي احتكار الحوثيين لخدمة الاتصالات والإنترنت في اليمن وستورد جميع موارد الاتصالات إلى البنك المركزي في عدن، موجهة دعوة لشركات الاتصالات اللاسلكية المحلية إلى الربط السريع بهذه الشركة للاستفادة من الإمكانيات الكبيرة والمتطورة في مجال الاتصالات الدولية وتقنية المعلومات.
كما قالت الحكومة اليمنية إن الشركة عبارة عن ثلاث بوابات رئيسة للاتصالات كمرحلة أولى والتي تشمل بوابة عدن وبوابة الحديدة وبوابة حضرموت والتي ستشهد انطلاقة كبيرة وفي وقت قصير جدا.
وقال وزير الاتصالات لطفي باشريف في تصريحات صحفية عقب التدشين إن "شركة (عدن نت) للاتصالات ستكون متاحة للمواطنين خلال شهرين أو ثلاثة أشهر، وبأسعار وسعات منافسة جداً وخيارات واسعة وسهلة للمستخدم".
وأضاف "إن أهمية إنشاء شركة (عدن نت) في مثل هذه الظروف الاستثنائية لتكون متاحة لكل المواطنين ومواكبة للتقنيات الجديدة".
وأشار باشريف إلى "ًأن هذه الشركة تعتبر منجزا مهما للمؤسسة العامة للاتصالات تم إنجازه بفريق يمني خالص 100% وتجهيزه بأحدث التقنيات العالمية، ويجب الحفاظ عليه ودعمه".
إلا أن كل هذه الوعود الحكومية ذهبت في مهب الريح بعد ما يقارب العام ونصف العام على افتتاح الشركة، حيث إن الخدمة الخاصة بـ(عدن نت) أصبحت رديئة جدا ويعاني الإنترنت فيها من البطء الشديد، بالإضافة إلى احتكار بيع 90 % من (المودمات) عبر سماسرة السوق السوداء أو الوساطات، وهو ما حال دون الحصول على الخدمة من المواطنين, خصوصا أن عملية الافتتاح رافقتها آلة اعلامية ضخمتها كمنجز غير مسبوق لحكومة (الشرعية).
وتبخرت آمال المواطنين بالحصول على الخدمة عقب ربطها بشراء (مودمات) مرتفعة الكلفة، لن يكون بالإمكان الحصول عليها داخل مقر الشركة إلا عبر السوق السوداء وبمبالغ باهظة وصلت الى اكثر من الفي ريال سعودي في حين أن الشركة لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الشركة من السماسرة, والتي أكد الكثير من المواطنين والمتابعين ان موظفين داخل شركة (عدن نت) ضالعون في السمسرة أو متعاونون مع سماسرة خارج الشركة، وهو ما خيب آمال الكثير من المواطنين من الطبقة الكادحة في الحصول على الخدمة.

خدمة سيئة وتلاعب بالرصيد
ويشكو كثير من المواطنين من تكرار الانقطاعات في خدمة (عدن نت) والتي زادت وتيرتها مؤخرا وبشكل غير مسبوق وانقطعت الخدمة في شهر نوفمبر العام المنصرم لأكثر من أربعة أيام متتالية، وأعلنت الشركة عن الانقطاع معللة ذلك بأنه "خلل فني"، بالإضافة إلى التلاعب بالرصيد وسحب وتصفير الرصيد بطريقة غريبة.
وقال المواطن نجيب عبدالله الاحمدي، وهو احد ساكني مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن: استبشرنا خيرا بافتتاح (عدن نت) وكنت انا من اوائل من اخذ مودمات من الشركة فور اعلانها افتتاح نقاط البيع وتلك الفترة كانت الخدمة نوعا ما جيدة وكانت السرعة تتراوح ما بين 2 إلى 3 ميجا في الثانية، إلا أننا كنا نطمح بزيادة أكبر، خصوصا وان الشركة اعلنت ان السرعة تتجاوز 30 ميجا في الثانية، وعند الشراء تفاجأنا بالفارق الكبير عما اعلن سابقا، ولكن كانت عندنا قناعة بأن الشركة في طور الإنشاء وسيتم تطويرها سريعا، ويمكن خلال فترة قصيرة أن تحقق آمال وتطلعات المواطنين بالحصول على خدمة انترنت لاسلكي وبنظام الجيل الرابع، خصوصا وان خدمة الانترنت اللاسلكي كانت رديئة جدا من قبل الشركات التي كانت تقدمها سابقا، وكانت ولاتزال الخدمة عبر الجيل الاول.
واضاف الاحمدي: لكن الشركة تسوء يوما بعد اخر وبشكل كبير خصوصا في الاشهر الثلاثة الاخيرة وتزايد انقطاعاتها بشكل يومي ومستمر بالإضافة الى سحب الرصيد من قبل الشركة وتصفير العداد، وتواصلنا للتأكد من هذه الاسباب لكن التأكيدات تأتي من الشركة بأن ما يجري هو عبارة عن خلل فني أو تحديث لنظام الشبكة وان الشركة ستتجاوز هذه المشكلة في فترة قصيرة جدا، لكن لم يحصل شيء من وعود موظفي الشركة.

سوق سوداء لـ(المودمات) وأسعار خيالية
ورصدت صحيفة (المرصد) من خلال استطلاعها بيع مودمات وشرائح خاصة بـ(عدن نت) على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة الى عدد من مراكز الاتصالات في عدد من المديريات وبعقود رسمية وموثقة من شركة (عدن نت) وبأسعار خيالية وصلت الى اكثر من الفي ريال سعودي (للمودم والشريحة) وكذلك وصل سعر الشريحة الى الف واربعمئة ريال سعودي وهو بذلك يمثل خطرا على تطور الاتصالات في عدن ويدخلها في مستنقع السمسرة.
واكد مواطنون يقطنون مديرية المعلا وبالقرب من السنترال الحكومي ومقر شركة (عدن نت) من ان العشرات من المودمات تخرج من مقر الشركة بشكل يومي دون الاعلان عن البيع وهو ما يؤكد أن هذه المودمات تذهب الى سماسرة او انها وساطات.
وقال المواطن يسلم علي الكازمي، وهو من ابناء مديرية المعلا: نتفاجأ يوميا بخروج العشرات من المواطنين يحملون مودمات (عدن نت) من داخل الشركة، وعندما نسألهم كيف حصلتم عليها وهل افتتحت الشركة نظام البيع مجددا يكون الجواب واحدا فقط هي الواسطة لا غيرها وعندما نسألهم هل عندهم الاستعداد ان يبيعوها يفاجئوننا بطلب مبالغ ضخمة وصل فيها احد المواطنين لطلب مبلغ الفين وخمسمئة ريال سعودي أو ما يعادلها باليمني لقاء بيع المودم.
وأضاف الكازمي: نسارع بالدخول الى مقر الشركة للاستفسار عن خروج هذه المودمات وهل يحق لنا كمواطنين شراء هذه المودمات وهل الشركة بدأت بتوفيرها، إلا أن الموظفين يؤكدون ان البيع فقط للمؤسسات وليس للأفراد، على هذه الحال التي نحن عليها من بداية افتتاح (عدن نت) حتى اللحظة، فلا جدوى إذن!.