كتابات وآراء


الأربعاء - 07 فبراير 2018 - الساعة 09:51 م

كُتب بواسطة : احمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


احمد سعيد كرامة
بهذا النص وبتلك الطريقة الفجة , وبدون حياء أو خجل أو مراعاة لمشاعر أعضاء اللجنة السعودية الإماراتية العسكرية التي كلفت من قبل قياداتهم العليا بالنزول الميداني لعدن ورفع تقرير مهني وحيادي وشفاف عن أسباب وتداعيات أحداث 30 من يناير المؤلمة وجهت لهم تلك العبارات غير المسؤولة , لم تراعى من قبل الوزير الشرعي الجاحد تلك التضحيات الجسيمة لتلك الدول وتحملها أعباء ونفقات الحرب في اليمن وكان ذلك في سبيلنا ومن أجلنا أولا وللحفاظ على أمنهم القومي ثانيا , شرعية أتت بها المقاومة الجنوبية الشريفة وأجلستها على كرسي السلطة بمعاشيق ودفعت ثمن ذلك جماجم الشهداء الابرار والجرحى والصامدون , شرعية أتت على متن طائرات ودبابات ومدرعات السعودية والإمارات وبقية دول التحالف العربي وإلا لأصبحت اليوم في خبر كان .



وزير بالحكومة الشرعية يوجه هذا الكلمات للواء السعودي الذي يترأس اللجنة العسكرية السعودية الإماراتية ويقول له إما أن تقفوا معنا وتساعدونا للقضاء على قوات المجلس الإنتقالي أو سنتحالف مع مليشيات الحوثي ونستعين بها ضد المجلس الإنتقالي هذه المرة .



لم نتفاجئ نحن ولا الإخوة الإماراتيين من تلك التصرفات أو تصريحات ذلك الوزير أو غيره , فطوال الثلاثة الأعوام المنصرمة لم تكن الحكومة الشرعية سوى شريك فعلي وعملي للإنقلابيين في صنعاء ومن عدن هذا المرة , الأوضاع غير المستقرة والأزمات والأحداث في عدن و المناطق المحررة كانت أدواتها شرعية , فقد كانت ترسل إليهم شهريا رواتب القضاء المتمرد وكبار القادة والمسؤولين وغيرهم , وما شحنة الإثنين مليار ريال يمني المهربة على متن سيارات الصليب الأحمر الدولي التي كانت متجهة للإنقلابيين وتم إحتجازها في أخر نقطة بالضالع إلا شاهدة على ذلك التواطؤ , وكذلك شحنة الأسلحة التي تم ضبطها أيضآ بالضالع , والتي خرجت من ميناء عدن للحاويات وتحتوي على شتى أنواع السلاح حتى الصواريخ الحرارية , سيارات الدفع الرباعي ذات الاستخدامات العسكرية ( الاطقم ) كانت تصل من عمان لمنفذ شحن بالمهرة وتصل تعدادها بالمئات , وتخرج جهارا نهارا وتشق طريقها عبر مأرب لقوات المليشيات الإنقلابية بصنعاء وصعدة وتحت علم وبصر الحكومة الشرعية أيضآ .



حرب التباب بنهم ومعضلة تحرير صرواح بمأرب شاهدة على تخاذل وخيانة قوات الجيش الوطني ومقاومة الشمال للتحالف العربي بقيادة السعودية وإستنزافها طوال تلك السنوات العجاف .



المليشيات الحوثية أصبحت اليوم العدوا رقم واحد بالنسبة للمملكة العربية السعودية , بسبب أنها العدوا الاوحد الذي جاهر بالعداء ضد المملكة العربية السعودية وهدد أراضيها وأستهدفها وقصفها بالصواريخ الباليستية وبكافة أنواع الصواريخ والقذائف والأسلحة الاخرى , على مر تأريخ تأسيس المملكة العربية السعودية لم تهاجم أراضيها أو يقتل جنودها ومواطنيها إلا من قبل مليشيات الحوثي فقط , حتى شيعة العراق المجاورين للحدود السعودية لم يتجرأو على فعل ذلك .



السعودية من تاؤي وتنفق على الشرعية اليمنية ورموزها وقادة الأحزاب ومئات الآلاف من أتباعها , وبالأخير يأتي وزير شرعي ومقرب من الرئيس اليمني الشرعي ويقول لضابط سعودي كبير بأننا مستعدين للتحالف مع مليشيات الحوثي ضد المجلس الإنتقالي , عن أي حكومة شرعية نتحدث أو نتشرف بها , أو نأمل منها خيرا يؤتى , هل يعي ذلك الوزير خطورة ذلك التصريح وأمام من يوجه تلك الكلمات المخزية , حتى يومنا هذا يعاني اللواء السعودي ومن خلفه قياداته العليا بالسعودية من الإحباط والذهول التام وعدم التصديق أن تصل الرسالة المعادية هذه المرة من وزير شرعي يمني وحليف .



بالمناسبة هي ليست عفوية أو كانت نتيجة إنفعال كما قد يظن البعض , فقد صرح رئيس الوزراء بن دغر سابقا مثل تلك التصريحات من على حسابه بتويتر وبطريقة أخرى أيضآ , وكانت من أجل إبتزاز السعودية عندما أنهار الريال اليمني مقابل الدولار , وكان ذلك الإنهيار نتيجة طبيعية لحكومة الفساد و الفشل بقيادة بن دغر , وقال بن دغر وبالنص على دول التحالف أن تقوم بدعمنا وبصورة عاجلة وإلا سنعلن عن وقف الحرب والدخول بمفاوضات مباشرة مع المليشيات الحوثية .



وقد أثمر ذلك الابتزاز عن إعتماد ملياري دولار كوديعة سعودية في حساب البنك المركزي اليمني , وتعطيل السعودية قرار إقالة حكومة بن دغر أنذاك , ماحدث في ال 30 من يناير 2018م كانت نتيجة طبيعية بسبب وصول حالة إحتقان الشارع الجنوبي لمستويات يصعب السيطرة عليها, ولولا فضل الله ثم حنكة قادة المجلس الإنتقالي والقيادات العسكرية والجنود والتدخل المباشر من قبل قيادة قوات التحالف العربي بعدن وخصوصا الإماراتيين والتوجيه بوقف الإشتباكات فورا رغم وصول قوات الإنتقالي إلى مشارف قصر معاشيق ولم تتبقى سوى مئات الامتار للسيطرة عليه نهائيا وطردها من العاصمة عدن .



أتمنى من الرئيس الشرعي هادي وحكومته ودول التحالف وتحديدا السعودية التي تستضيف القيادة الشرعية لليمن أن يأخذوا أحداث 30 من يناير على محمل الجد ودراسة أسبابها وعدم تكرارها , وبأن تكون لهم رؤية إستباقية لما سيحدث في عدن و المناطق المحررة وليست معالجات مابعد الأزمات والأحداث وردود الأفعال , وبالأخير قد تدفع أثمان باهظة من جراء تلك المماطلة و التسويف وعدم الإهتمام , ومن الصعوبة بعدها الحديث عن الحل السلمي أو العودة لمربع الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات , وسيتم إقصاء الحكماء والعقلاء ولن تسمع سوى أصوات البنادق فقط .