كتابات وآراء


الخميس - 12 يوليه 2018 - الساعة 07:19 م

كُتب بواسطة : عبدالقادر القاضي - ارشيف الكاتب


حينما تلتفت يمينا ويسارآ حول اكوام الفساد والفشل ودوائر العجز والوهن التي تحكمنا أدواتها اليوم ،، ثم تسمح لفكرك أن يكون فلترآ للأسماء والوجوه التي مرت علينا كشعب في الجنوب بشكل عام وبالأخص في العاصمة عدن ..

تجد أن الناجي الوحيد وبجدارة من هذا الوحل هو شخص حاول ان يصنع شيء متميزا لعدن كمحافظآ لها قدر المستطاع إلا أنه وبرغم محاولاته في المسك بزمام الأمور في وقت صعب .

الا انه كان هناك من يصنع في طريقة العراقيل ويكاد يخنق صلاحيات الرجل ويتعمد باظهاره بمظهر الضعيف أو العاجز ،، وهو بالطبع ليس كذلك وأنما أضعف وتم تعجيزه وأريد له أن يكون مجرد ديكور فقط أو مجرد واجهة لهم .

وهذا ما لم يقبله الرجل على نفسه خاصة وأنه جاء محملاً بالأفكار التي من شأنها أن تعمل ولو بشكل نسبي على تغيير حياة الناس في عدن إلى الأفضل ولو بالحد الأدنى .

كان رئيس الوزراء شخصيآ يتعمد عبر كميرات الإعلاميين التابعين له وعبر اقلام تخدمه شخصيآ وعبر شاشات الإعلام ،،

كان يسهل لأي مراقب أن يدرك حقيقة أن هناك توجه من قبل رأس الحكومة نفسها لجعل الأستاذ عبدالعزيز المفلحي يبدو كأنه الرجل الثاني أو لنقل الثالث ،، لأن رئيس الوزراء كان يفضل أحد وكلاء المحافظة على المحافظ نفسه والمعيار طبعا ليس الكفاءة أو الخبرة .. بل الطاعة والولاء .

أعتقد أن الاستاذ عبدالعزيز المفلحي ظلم من أناس كثيرون حتى من الجنوبيون أنفسهم للإسف ،،

لكنه كان في الأخير هو ذلك الشخص الذي عرفته عن قرب من خلال منطوقه ومرونة أفكاره حتى من قبل أن يكون محافظ .

كان ذلك المرموق الذي لم تخني فيه نظرتي .. فلا تعرف الرجال وفكرها إلا حينما تنطق ..وانت تستمع لمنطوقهم .

فالحكومة لا تستطيع أن تخالف الرغبات الإصلاحية النافذة والمتغلغة في الشرعية ككل ،، وتأدية الأدوار هو جزء أصيل من البقاء رأس الحكومة بوجه مؤتمري ديكوري .

مع أنني أراهن انه ومع اول منعطف سأرى رئيس الحكومة قد أطلق لحيته ومسك مع كل صورة مسبحته ،، وفي يومآ وليلة ستجد سجدة في جبينه سمارها قاتم وكأنها خف جمل يسير في قافلة إيلاف ورحلة الشتاء والصيف

لا استبعد شيء عن من تقفز وتلون بكل ألوان المراحل .. من اشتراكي بحت إلى انفصالي متمرد ثم إلى مؤتمري صميم ثم إلى عفاشي متطرف كان يبتسم ويصفق حينما كانت عدن تقصف وكان عفاش يحدد مخارج الهروب لهادي ومن معه في عدن الى شرعي فيدرالي اتحادي .

فكيف بالله عليكم لناصري الهوى .. وجنوبي الهوية وعقلاني الطرح والرؤية فيما يخص القضية الجنوبية كشخص عبدالعزيز المفلحي .. كيف له أن يستمر أو أن ينجح في كونه محافظ لعدن .

فكل مواصفاته تتنافر مع الأحزاب الدينية وأولها حزب الإصلاح الاخونجي وهو شخصيآ ضد هذه الأحزاب المستغلة للدين لأجل تحت أي مسمى ..

وهو أيضا بنفس الوقت الرجل الذي خلف اللواء عيدروس الزوبيدي كمحافظ ايضآ حورب وبكل قوة من قبل الحكومة ومن خلفها حزب الإصلاح ..

وكل صفاته وكل قناعاته الفكرية لا تتعارض مع رؤية كل جنوبي مؤمن بالقضية الجنوبية وحق الشعب فيها مما يترك مساحات واسعه لأن يلتقي في الأخير مع خيار أبناء الشعب في الجنوب وهذا شيء مزعج للإصلاح .

لذلك كانت الخطة هي أن تتم إزاحة هذا الرجل بأسرع وقت والضغط عليه وتهميش دوره منذ البداية واضعاف صورته أمام الشعب خاصة في عدن وان يحمل مسؤلية الفشل كله لتتم شيطنته مثلما كان مع من سبقوه .

حتى أصغر المشاريع الديكورية لم يسمحوا له أن يكون منفردآ في صور افتتاحها أو أن يكون هو من يقص شريطها ولو شكليآ ،، والأرشيف ممتلىء بصور كان رئيس حكومة الفشل هو المتصدر فيها أمام عدسات اعلامييه قاصدآ وبتعمد تهميش الوجه الجديد في الحكم والاتي اصلآ من خارج المنظومة العفاشية الإصلاحية الفاسدة .

كل من يأتي من خارج منظومة الفساد السابقة غير مرحب بهم خاصة حينما يكونون جنوبيون يحملون هم القضية الجنوبية بطريقة أو بأخرى ..

ولنا أسوة ومثال في إغتيال المحافظ ابن عدن وقائد معركة تحريرها اللواء جعفر محمد سعد رحمة الله عليه ..

وتبعتها إقالة اللواء عيدروس الزوبيدي بعد صراع أرادت الجميع كان حاضرآ فيه أستخدم الإصلاح كل وسائله وكل ابالسته وشياطينه لإفشاله .. حتى بلغت الوقاحة أن عدد التهاني للرئيس عبدربه بأقالة عيدروس من مسؤلين شماليين في إعلام الشرعية المسيطر عليه من الإصلاح وعبر شاشات سهيل وكل مواقعهم عدد 362 تهنئة .. وكأنهم يحتفلون بأقالة شارون .

وأخيرآ جاء الدور على عبدالعزيز المفلحي الذي كان أيضا لايختلف عن سابقيه في جنوبيته وفي رؤيته للحلول الواقعية للقضية الجنوبية التي تتسم بالمرونة والرؤية إلا أنها لا تختلف عن الهدف الأخير .. فمازالت ذاكرة الإصلاح تتذكر مواقف المفلحي وتبرعاته المتواضعة ذكرآ والسخية رقمآ منذ انطلاق قناة عدن لايف في بدايتها ..

هم كأصلاح وكفرع للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين لا ينسون ذلك ولا ينسون هواه للناصري ..

وهم بطبيعة الحال أعداء ازليون للناصرية وأعداء ازليون للجنوب فكيف يكون محافظا لعدن من هو مؤمن بحق الشعب في قضيتة أو من يستطيع بعمله ان يلتف عليه الناس .

● فاغتيل جعفر رحمة الله عليه ..
● وتكالبت الأقلام على عيدروس مستغلين ضعف الأداء حينها ..
● وتامر أمراض القلوب على عبدالعزيز المفلحي وساعد في ذلك جهل غالبية من الجنوبيون بتاريخ الرجل الأصيل الذين انجرفوا مع تيار التشكيك الموجه .

ثلاثة أسماء أن بحثت عن المستفيد الأول من غيابهم من المشهد .. فلن تحتاج إلى كثير من التفكير أو بريق من ذكاء .
واستفتي قلبك .. وإن افتوك ..

ستجد قلبك وعقلك يقولان لك ان عبدالعزيز المفلحي حينما قدم استقالته التاريخية التي تصنف كنوع من أنواع الشهادات على الفساد وحجمه وعمق أدواته ..

حينما قدم تلك الاستقالة رافضآ الاستمرار في أن يكون ديكورآ لفسادهم .. فأنه بذلك كان منصفآ لنفسه ولاسمه بالفعل في نظر كل الناس حتى من كانوا يشككون في توجهاته .

كانت استقالة تاريخية وسابقة لم يسبقه فيها أحد في وقت مازال الجميع يشارك في مستنقع الفساد وأكل السحت،،

ليس لهم مبدأ ولاهدف ولا رؤية ولم يقدموا للشعب أي إنجاز خلال ثلاث سنوات مضت في غالبية الوزرات وغالبية المحافظات سوى مزيدآ من الفساد بلا رقيب ولا حسيب ولا حتى كلمة عتب .

تحية من القلب مازلت وساظل أقدمها ويقدمها معي قطاع كبير وواسع من أبناء محافظة عدن لشخصك الكريم أستاذ عبدالعزيز المفلحي ..

ليس لشيء ،، سوى لأنك بالفعل كنت ..
#آخر_الرجال_المحترمين
في أكبر مرحلة تاريخية من فساد وافساد نمر بها في تاريخنا المعاصر .

سلام عليك أينما كنت .

عبدالقادر القاضي / أبو نشوان