كتابات وآراء


الخميس - 07 أبريل 2022 - الساعة 12:54 ص

كُتب بواسطة : هنادي أنعم - ارشيف الكاتب




المؤشرات التي تشهدها الساحة اليمنية توحي بأننا مقبلين على انفتاح كل الأطراف على بعضها البعض وتقديم التنازلات من جميع الأطراف من أجل السير في الطريق نحو السلام وهو مسار النجاة للجميع دون استثناء.

الجميع لمس هذا التقارب اليمني اليمني من خلال التجاوب المبكر مع دعوة المبعوث الأممي "هانس" بإعلان هدنة إنسانية لمدة شهرين وإطلاق كافة الاسرى والمعتقلين وفتح مطار صنعاء والسماح لسفن النفط بالوصول الى ميناء الحديدة، وهي مساعي نبيلة يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن، واعتقد انها أثمرت بعد جهود قام بها مع كل الأطراف المحلية والدولية من أجل التمهيد لحل سياسي شامل لإخماد نار الحرب وإحلال السلام في اليمن والمنطقة، الا أن هناك بعض القصور وربما التجاهل فيما يخص فتح المعابر والطرق الرئيسية في تعز التي تعاني من حصار خانق منذ سبعة أعوام وربما تزيد.

ورغم ذلك إلا أن لدى الشارع اليمني تفاؤل كبير بعد إعلان الهدنة المنقوصة والمرحب بها من جهات محلية وإقليمية ودولية واممية واسعة، و يمتد هذا التفاؤل إلى البدء بفتح الطرق والممرات الانسانية أمام المواطنين الذين يشهدون اوضاع في غاية الصعوبة خاصة مع تردي الأوضاع المعيشية وصعوبة التنقل بين المناطق والمدن اليمنية، لذلك نعلق الآمال على جهود السلام لتحقيق هذا الحلم المنشود خاصة فيما يتعلق برفع الحصار عن محافظة تعز التي نال مواطنيها النصيب الأكبر من معاناة الحرب واتوقع أن جهود المبعوث لن تغفل عن قضية فتح الممرات الانسانية في تعز ولابد لها أن تكون في مقدمة اولوياته.

ومع دخول الهدنة حيز التنفيذ لم تظهر أي بوادر أو مؤشرات تؤكد وجود نية جادة لفك الحصار عن تعز لذا نرى ردود أفعال من قبل فئات مختلفة بتعز اتجاه التجاهل لقضية حصار المدينة، ورغم ذلك بات الحديث عن السلام في اليمن ذا قيمة والانظار تتجه بأمل كبير إلى ما ستحققه الأيام القادمة من جهود مثمرة تتجه نحو ارساء اسس السلام والتنمية وانهاء حالة الحرب والصراع واعادة البناء والإعمار وهو حلم يرتبط باستمرار كل الجهود الدولية الرامية لحث كل الاطراف اليمنية على المضي نحو السلام بشكل دائم وعدم السماح بتقويضه.

ولعل الأيام القادمة سنرى فيها كل الاطراف اليمنية تحت طاولة حوار واحدة برعاية أممية وضمانات حقيقية انسجاماً مع التوجه العام للمجتمع الدولي الذي يرى من ضرورة إنهاء حالة الحرب في اليمن وهذا التوجه الذي يتردد بصوت أكبر في الآونة الاخيرة بات قريباً ولابد منه .