كتابات وآراء


الأربعاء - 31 أغسطس 2022 - الساعة 01:34 م

كُتب بواسطة : ا. د. الخضر حنشل - ارشيف الكاتب



قال تعالى : إنك ميت، وإنهم ميتون،، فكل مخلوق مصيره الموت، وهذا لا شك فيه ولا مراء ،، ولكن مآثر بعض الناس لا تموت، تظل خالدة تروى لنا ما قدموه من عطاء في جوانب الحياة الدنيا، ومن أولئك الناس الراحل العظيم الأستاذ محمد عبدالله الفسيل الذي كان واحدا ممن أفنوا حياتهم لتحقيق الخير لهذا الشعب، فكانت مسيرته التي أمتدت لأكثر من تسعين عاما خير شاهد على مقدار الألم، والمعاناة التي عاشها شعب اليمن الصابر الصبور، ومازال يعاني منها حتى اليوم.

وكم كان الأستاذ الفسيل متعدد المواهب متعدد العطاء،، كالشجرة المثمرة التي تحمل بين فروعها، وأغصانها أنواعا من الزهور والثمار الطيبة، فتجربته لا يستطيع قارئ في عجالة بسيطة أن يحدد معالمها بعمق وتمحيص لما فيها من ردهات، ومنعطفات كثيرة لمن أراد أن يسبر غورها فعليه بسؤال الجبل،،والحصون البالية في حجة، وسجن القلعة، وغيرها..

إنه المناضل الثائر في وجه الظلم والطغيان ،والأديب الشاعر الذي أستخدم الكلمة لمقارعة الجبروت، والراوي المؤرخ الذي يحمل بين جنبات ظهره الضاوي مسيرة تاريخية تمتد لعود تسعة أو يزيد، وهو الصوت الذي صدح بالحق في أول بيان للخلاص من حكم السلالة، وللفسيل معالم لانستطيع حصرها في هذه العجالة، ولكن لانقول أن آثاره قد دفنت معه في قبر واحد فهيهات ذلك، فهي مآثر خالدة ستظل نبراسا يحتذى به كل من يحمل في قلبه مثقال ذرة من خير لهذا الشعب، تلك هي المآثر التي لاتموت ، بل تظل حية يجني خيرها المرء في حياته وبعد مماته، قال تعالى، إنا نحن نحيي الموتى، ونكتب ماقدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين،، فرحم الله المجاهد الراحل الأستاذ الفسيل وأسكنه فسيح الجنان.